السبت، 16 مارس 2013

بكاء السماء على الحسين ابن فاطمة الزهراء


بسم الله الرحمَن الرحيم

قال تعالى: {المر 1} سورة الرعد.
نقرأها هكذا: {ألِفْ, لام, مِيم, رَ}
ونفسرها هكذا: 
(ألِف): نُسَكِن آلام اللام المكسورة في (ألِف) بالسكون فتصبح (ألْف) 1000.
(لام): إذا أضفنا السين إلى (لام) فإنها تصبح (سلام).
(ميم): إن لفظ الحرف الثالث (ميمٌ) أوله وثالثه (م), وهذا يُطابق اسم (محمد) خير المرسلين الذي أولهُ وثالثهُ (م).
(رَ): أول حرف من (رحمة و رضوان) ويدل عليهما.
وعليه فإن قولهِ تعالى: {المر} في مطلع السورة بعد بسم الله الرحمن الرحيم يعني:
(ألفُ) (سلام) و (رحمة ورضوان) على خير الأنام (محمد) وآله وصحابتهِ الكِرام.
  
أما بعد؛ كنتُ قد تحدثتُ في المقال السابق (إمام الشهداء الحسين ابن فاطمة الزهراء) عن جانباً من شخصية وسيرة الإمام الحسين عليه السلام, وفي هذا المقال فإنني سوف أتحدث عن مسيرة الإمام الحسين إلى أرض كربلاء واستشهاده فيها, مُستشهداً ببعض اللطائف والإشارات من حديث النبي عليه الصلاة والسلام وكتاب الله القرآن.

عن ابن عمر رضي الله عنهُ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {تحفة المؤمن الموت} (1).
وعن أنس - رضي الله عنهُ- قال: أن مَلَك المَطر استأذن يأتي النبي فأذن لهُ. فقال للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الحسين وكان طفلاً وقتئذ: {أتُحبهُ؟ فقال: نعم, قال: فإن أُمتك ستقْتُلهُ وإن شئت أريتك المكان الذي يُقتل فيه, ثُم ضرب بيدهِ فجاءت بطينة حمراء فأخذتها أمُ سَلمة فصرتها في خمارها}. قال ثابت: بَلغنا أنها كربلاء. (2).
  
نفحات قرآنية من رحلة استشهاد سيد العترة النبوية
عن كرز بن علقمة الخُزاعي قال: {سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم: هل للإسلام منتهى؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما أهل بيتٍ من العرب والعجم أراد الله بهم خيراً أدخل عليهم الإسلام, فقال ثم ماذا؟ قال ثم تقع الفتن كالظلل. فقال الرجل كلا والله إن شاء الله. قال بلى والذي نفسي بيده لتعود فيها أساود صباً يضرب بعضكم رقاب بعض} (3).
قال الزهري: اساود صباً: الحية السوداء إذا أرادت أن تنهش ارتفعت هكذا ثم انصبت.

وعن عبد الله بن مسعود. قال: أتيتا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج إلينا مستبشراً، يعرف السرور في وجهه، فما سألناه عن شيء إلا أخبرنا به، ولا سكتنا إلا ابتدأنا، حتى مرت فئة من بني هاشم، فيهم الحسن والحسين، فلما رآهم خبر بممرهم، وانهملت عيناه، فقلنا: يا رسول الله، ما نزال نرى في وجهك شيئاً تكرهه.
فقال: {إنا أهل البيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريداً وتشريداً في البلاد، حتى ترفع رايات سود من المشرق، فيسألون الحق فلا يعطونه، ثم يسألونه فلا يعطونه، فيقاتلون فينصرون، فمن أدركه منكم ومن أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي، ولو حبوا على الثلج، فإنها رايات هدى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، فيملك الأرض فيملأها قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً} (4).

لم يكن يخفى على النبي عليه الصلاة والسلام ما سيلقاهُ أهل بيته من بعده من آلام وخاصةً في عهد الإمام الحسين عليه السلام, كما لم يخفى على الإمام الحسين نفسه ما سيؤول إليه مصيره على أيدي أولئك النفر الجبابرة من هذه الأمة, فقد جاء في بعض الروايات أن الإمام الحسين قال لأصحابه بعد أن نزل (بطن العقبة), وهي منزل في طريق مكة فيه ماء لبني عكرمة بن بني وائل : (ما أراني إلا مقتولا فإني رأيت في المنام كلابا تنهشني وأشدها عَلي كلبٌ أبقع). 
[وبطن العقبة أو العقبة: هي إحدى المحطات الرئيسية على طريق الحجاج من الكوفة إلى مكة, وتُعرف هذه الطريق باسم (درب زبيدة) نسبةً إلى السيدة التي ساهمت في إنشائها وهي زبيدة زوجة الخليفة العباسي الراشد هارون الرشيد, ومنذ بداية الدولة العباسية ، أمر الخليفة أبو العباس السفاح بإقامة الأميال ( أحجار المسافة ) والأعلام على طول الطريق من الكوفة إلى مكة ، وذلك في عام 134هـ / 751 م, ومن بعده أمر الخليفة أبو جعفر المنصور بإقامة الحصون وخزانات المياه في نقاط عدة على طول الطريق .على حين أمر الخليفة المهدي ببناء القصور في طريق مكة ، كما أمر الخليفة هارون الرشيد ببناء خزانات المياه وحفر الآبار و إنشاء الحصون على طول الطريق ، فضلاً عن تزويده بالمرافق والمنافع العامة لخدمة الحجاج والمسافرين وراحتهم] (5).
وفيما يلي ملخصاً لمسير الحسين عليه السلام من مكة المكرمة قاصداً الكوفة, وحتى نزوله في بطن العقبة:
بلغ أهل العراق أن الحسين لم يبايع يزيد بن معاوية وذلك سنة 60هـ فأرسلوا إليه الرسل والكتب يدعونه فيها إلى البيعة، عند ذلك أرسل الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل ليتقصى الأمور ويتعرف على حقيقة البيعة وجليتها، فلما وصل مسلم إلى الكوفة تيقن أن الناس يريدون الحسين ، فبايعه الناس على بيعة الحسين وذلك في دار هانئ بن عروة, واستعد مسلم بن عقيل للخروج على عبيد الله بن زياد والي البصرة ومحاصرته في قصره وكان معه نحو أربعة آلاف من مؤيديه ، ولكن عبيد الله بن زياد تمكن من بث الارتياب في نفوس أنصار مُسلم بن عقيل وخوفهم بقدوم جيش يزيد إلى الكوفة لقتالهم وتوعدهم بأغلظ العقوبات, وكان لابن زياد ما أراد فانفض أصحاب مُسلم عنهُ الجماعة تلو الجماعة والواحد تلو الآخر حتى لم يبقى معه منهم ناصر ولا شفيع, وبقي مسلم بن عقيل وحيداً طريداً في طُرق الكوفة وبيوتها إلى أن وقع في قبضة رجال ابن زياد, فأخذوه إلى القصر وأمر عبيد الله بن زياد بقتله وقتل مُضَيفهِ هانئ بن عروة ليكونا لأهل الكوفة عبرة.
وكان الحسين (عليه السلام) قد خرج من مكة يوم التروية وهو لا يعلم بشأن انفضاض أهل الكوفة عن مسلم بن عقيل, وحاول منعه كثير من الصحابة ونصحوه بالتروي وعدم الخروج, وذلك إشفاقاً عليه وحقناً لدماء أبناء بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم), ولعلمهم وإحساسهم بضعف نُصرة أهل الكوفة له وتركهم اللحاق به ساعة الشدة والجد.
[قال السيد ابن طاووس عليه الرحمة : ثمَّ سار الحسين ( عليه السلام ) حتى بلغ زبالة ، فأتاه فيها خبر مسلم بن عقيل، فعرَّف بذلك جماعة ممن تبعه فتفرَّق عنه أهل الأطماع والارتياب ، وبقي معه أهله وخيار الأصحاب.
وقال السيّد عليه الرحمة : أتاه خبر مسلم ( عليه السلام ) في زبالة ، ثمَّ إنه سار فلقيه الفرزدق فسلَّم عليه ثم قال : يا ابن رسول الله ، كيف تركن إلى أهل الكوفة وهم الذين قتلوا ابن عمك مسلم بن عقيل وشيعته ؟ قال : فاستعبر الحسين ( عليه السلام ) باكياً ثمَّ قال : رحم الله مسلماً فلقد صار إلى رَوح الله وريحانه ، وتحيّته ورضوانه ، أما إنه قد قضى ما عليه ، وبقي ما علينا.  
وقال الشيخ المفيد عليه الرحمة: ثمَّ انتظر حتى إذا كان السحر قال لفتيانه وغلمانه: أكثروا من الماء ، فاستقوا وأكثروا ، ثمَّ ارتحلوا فسار حتى انتهى إلى زبالة ، فأتاه خبر عبد الله بن يقطر. 
وقال السيّد : فاستعبر باكياً ، ثمَّ قال : اللهم اجعل لنا ولشيعتنا منزلا كريماً ، واجمع بيننا وبينهم في مستقرٍّ من رحمتك ، إنك على كل شيء قدير. 
وقال الشيخ المفيد عليه الرحمة : فأخرج للناس كتاباً فقرأ عليهم فإذا فيه : بسم الله الرّحمن الرّحيم ، أمَّا بعد فإنه قد أتانا خبر فظيع : قتل مسلم بن عقيل ، وهانىء بن عروة ، وعبد الله بن يقطر ، إلى أن قال ( عليه السلام ) : فمن أحبَّ منكم الانصراف فلينصرف في غير حرج ، ليس عليه ذمام. 
فتفرَّق الناس عنه وأخذوا يميناً وشمالا حتى بقي في أصحابه الذين جاؤوا معه من المدينة، ونفر يسير ممن انضمّوا إليه. وإنّما فعل ذلك لأنه ( عليه السلام ) علم أن الأعراب الذين اتّبعوه إنما اتّبعوه وهم يظنّون أنه يأتي بلداً قد استقامت له طاعة أهلها، فكره أن يسيروا معه إلاّ وهم يعلمون علامَ يقدمون، فلمّا كان السحر أمر أصحابه فاستقوا ماءً وأكثروا.
قال الشيخ المفيد عليه الرحمة : ثمّ سار ( عليه السلام ) حتى مرّ ببطن العقبة ، فنزل عليها ، فلقيه شيخ من بني عكرمة يقال له : عمر بن لوذان ، فسأله : أين تريد ؟ فقال له الحسين ( عليه السلام ) : الكوفة ، فقال الشيخ : أنشدك الله لمّا انصرفت  ، فوالله ما تقدم إلاَّ على الأسنّة وحدِّ السيوف، وإن هؤلاء الذين بعثوا إليك لو كانوا كفوك مؤونة القتال ووطَّاؤا لك الأشياء فقدمت عليهم كان ذلك رأياً، فأمّا على هذه الحال التي تذكر فإني لا أرى لك أن تفعل، فقال له : يا عبد الله، ليس يخفى عليَّ الرأي، ولكن الله تعالى لا يُغلب على أمره.
ثمَّ قال ( عليه السلام ) : والله لا يدعونني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي ، فإذا فعلوا سلَّط الله عليهم من يذلّهم حتى يكونوا أذَّل فِرَق الأمم.
ثمّ سار (عليه السلام) من بطن العقبة حتى نزل شراف... ] (6).

ونجدُ ثمة توافق وتناغم بين ما قالهُ الحسين عليه السلام لأصحابه حين نزل بطن العقبة: {ما أراني إلا مقتولاً ..}, وكذلك فيما نصحهُ به عمر بن لوذان بأن لا يجتاز بطن العقبة ويكمل مسيره إلى الكوفة, وبين ما جاء في آيات القرآن العظيم وتحديداً في سورة البلد في قوله تعالى: {فلا اقتحم العقبة 11 وما أدراك ما العقبة 12 فكُ رقبة 13}.
قال ابن عمر وغيره: (جبل في جهنم). وقالَ قَتَادَة: إِنَّهَا عَقَبَة قَحْمَة شَدِيدَة فَاقْتَحِمُوهَا بطاعة الله تعالى.
ومن المؤسف والمُحزن أن الإمام الحسين -عليه السلام- اقتحم هذه العقبة الجهنمية وتعداها, فكان ما كان من فك رقبتهِ وقطع رأسه عليه رحمة الله وسلامهُ والرضوان.
ولكن في ذات الوقت فإنهُ من المُفرح أن الإمام الحسين –عليه السلام- قد اقتحم هذه العقبة الجهنمية طائعاً لله بكل شجاعة وإقدام, ليتعداها وأصحابه إلى رغد الجِنان في حضرة الله الرحمَن.

تنبيه: إن معنى تفسير قوله تعالى: {فكُ رقبة}, هو إعتاق رقبة مسلمة من الرق والعبودية, وأما تفسيري لقوله تعالى : {فك رقبة} على أنهُ فصل وخلع الرقبة عن الجسد فهو استنباطاً من ظاهر اللفظ, وهذا من قبيل التفسير الإشاري, وهو تفسير القرآن بغير ظاهره لإشارة خفية تظهر لأرباب السلوك والتصوف, وقد جعل الإمام السيوطي شروط قبول التفسير الإشاري على ما يلي: أن لا يتنافى مع ما يظهر من معنى القرآن الكريم, أن لا يُدعى أنهُ المُرادُ وحدهُ دون الظاهر, أن لا يكون تأويلاً بعيداً سخيفاً, أن لا يكون لهُ مُعارض شرعي أو عقلي, أن يكون لهُ شاهد شرعي يُؤيُده.
وقد سبق لي أن فسرتُ آيات سورة البلد الثلاثة أعلاه في أبحاث سابقة منشورة على هذه المدونة وهي: (التفسير الحديث في شرح أزمة الخليج), وذلك حين اقتحمت جيوش الرئيس العراقي صدام حسين العقبة البصرية متجهة إلى الأراضي الكويتية. وكذلك في مقال: (حرب الفرار وبركان الغضب في البحار), وذلك حين اقتحم فرعون وجنده عقبة البحر المسجور.
كما سيكون لي وقفات مُشابهة مع هذه الآيات الكريمة في أبحاث سأنشرها لاحقاً بإذن الله تعالى, مُبيناً لطائف خفية لها ترتبط بذبيح المنام إسماعيل عليه السلام, وذبيح اليقظة يحيى بن زكريا عليهما السلام, وكذلك قبة الصخرة المشرفة.  

مقتل الحسين عليه السلام:
فيما يلي مُلخص قصير لمسير الإمام الحسين وآله الكرام (عليهم الصلاة والسلام) ومصرعهم بسيوف الغدر والخُذلان:
[تيقن الإمام الحسين من تخاذل أهل الكوفة وتخليهم عنه كما تخلوا من قبل عن مناصرة مُسلم، وقد بلغ تخاذلهم أنهم أنكروا الكتب التي بعثوا بها إلى الحسين حين ذكرهم بها، إلا أن الإمام الحسين قد واصل مسيرهُ إلى أن ضيق عليه رجال ابن زياد الطرُق وأغلقوا أبواب المدائن في وجهه, حتى انتهى به المطاف إلى أرضٍ أولها كرب وآخرها بلاء وهي أرض (كربلاء), وأرسل عبيد الله بن زياد عمر بن سعد بن أبي وقاص في نحو خمسة آلاف مقاتل وأمرهم بمحاصرة الحسين وأصحابه ومنْعِهم الماء والكلأ, ولم يكن هناك من خيارٍ أمام الحسين عليه السلام لتفادي القتال سوى مُبايعة يزيد بن معاوية, إلا أن الخيار الوحيد الذي اقترحهُ الإمام الحسين لحقن الدماء هو أن يتركوه ليرجع إلى المكان الذي أقبل منه، فبعث عمر بن سعد لابن زياد خطاباً بهذا إلا أن شمر بن ذي الجوشن رفض وأصر على بن زياد أن يحضروه إلى الكوفة أو يقتلوه، فأرسل ابن زياد لعمر بن سعد برفضه وواصل إمداد جيش عمر بن سعد بالرجال والعتاد حتى بلغ تعدادهم نحو 30 ألف رجل, وقد صدق ابن زياد بإرساله هذه الأعداد الكبيرة لمواجهة تلك الزُمرة القليلة التي لا تتجاوز عشرات الرجال, إذ أن الحسين وأصحابه هم جند الله ويعدلون بشجاعتهم ومقامهم السامي ملئ بطحاء كربلاء من جنود ابن زياد الذين هم أشباه الرجال, وأما الدافعُ الحقيقي لإرسال كل هؤلاء الرجال هو أن يتواجد فيهم من أصحاب المطامع الدنيوية وضُعفاء النفوس وشرار الخلق من لا يتناهى عن قتال أبناء رسول الله (عليه وآله الصلاة والسلام), فيأمن ابن زياد بذلك مغبة المُرتابين والمترددين في قتال الحسين, ويضمن عدم انفراط عقد جيشه وتفرقهِ قبل تحقيق الهدف المنشود.  

ومع استمرار رفض الإمام الحسين للتسليم وهو على أمر هذه الأمة أمين، دارت رحى الحرب الزَبون بين الحسين وأصحابه المؤمنون وجنود ابن زياد الفاسقون, وكان ذلك في العاشر من مُحرم وهو اليوم الذي أظهر الله فيه موسى عليه السلام على فرعون, وبدأ رماة الجيش الأموي يمطرون الحسين وأصحابه بوابل من السهام, وأصيب الكثير من أصحاب الحسين بأيدي القوم اللئام, ثم اشتد القتال وغطى الغبار أرجاء الميدان واستمر القتال ساعة من النهار, ولما انجلت الغبرة كان هناك خمسين صريعا من أصحاب الحسين عليه السلام, واستمرت رحى الحرب تدور في ميدان كربلاء وأصحاب الحسين يتساقطون الواحد تلو الآخر, واستمر الهجوم والزحف نحو من بقي مع الحسين وأحاطوا بهم من جهات متعددة وتم حرق الخيام, فراح من بقي من أصحاب الحسين وأهل بيته ينازلون جيش عمر بن سعد ويتساقطون الواحد تلو الآخر: ولده علي الأكبر، أخوته، عبد الله، عثمان، جعفر، محمد، أبناء أخيه الحسن أبو بكر القاسم، الحسن المثنى، ابن أخته زينب، عون بن عبد الله بن جعفر الطيار، آل عقيل: عبد الله بن مسلم، عبد الرحمن بن عقيل، جعفر بن عقيل، محمد بن مسلم بن عقيل، عبد الله بن عقيل.
بدأت اللحظات الأخيرة من المعركة عندما ركب الحسين جواده يتقدمه أخوه العباس بن علي بن أبي طالب حامل اللواء، ولكن العباس وقع صريعا ولم يبقى في الميدان سوى الحسين الذي أصيب بسهم فاستقر السهم في نحره، وراحت ضربات الرماح والسيوف تمطر جسد الحسين, وبحسب الروايات الشيعية فإن شمر بن ذي جوشن قام بفصل رأس الحسين عن جسده بضربة سيف وكان ذلك في يوم الجمعة من عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين من الهجرة وله من العمر 56 سنة. ولم ينج من القتل إلا علي بن الحسين، فحفظ نسل أبيه من بعده.
وكانت نتيجة المعركة ومقتل الحسين على هذا النحو مأساة مروعة أدمت قلوب المسلمين وهزت مشاعرهم في كل مكان، وحركت عواطفهم نحو آل البيت، وكانت سببًا في قيام ثورات عديدة ضد الأمويين] (7).

وبعد الإشارات القرآنية المعنوية التي استنبطتها من آيات سورة البلد الثلاثة أعلاه, أنتقل إلى بيان الإشارات القرآنية الرقمية فيها, ونجدُ هذه الإشارة الرقمية في الآية الثالثة عشر من سورة البلد : {فكُ رقبة 13}, إذ أنهُ بالقليل من إجراء العلميات الحسابية المتناسقة على رقم هذه الآية التي دلت على قطع رأس الحسين عليه السلام, فإننا نصلُ إلى استخراج عمر الإمام الحسين عليه السلام عندما وقعت لهُ هذه الحادثة الأليمة وهو 56 عام, على النحو التالي:
أولاً: إن مجموع رقمي الآية الكريمة 13 يساوي 4 : (13 = 3 + 1 = 4).
ثانياً: نضرب الرقم 13 في مجموع أرقامه : (13 * 4 = 52).
ثالثاً: نجمع الناتج (52) بالرقم (4) : (52 + 4 = 56).
والرقم 56 هو العمر الذي توقفت عنده مسيرة الإمام الحسين عليه السلام في الدار الدنيا.

بين عطش الدنيا وعطش الآخرة
روى الطحاوي بإسنادٍ صحيح عن زيد بن أرقم أنهُ قال: لما رجع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من حجة الوداع ونزل بغدير خم, أمر بدوحات فقممن, ثم قال:{كأني قد دعيت فأُجبت, إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض, ثم قال: إن الله عز وجل مولاي وأنا ولي كل مؤمن ثم أخذ بيد عَلِي, فقال: من كنت وليه فهذا وليه, اللهم وال من والاه وعاد من عاداه, فقلت لزيد: سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم), قال: ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه وسمع بأذنيه} (8).
لم يترك النبي (عليه وآله الصلاة والسلام) قبل حجتهِ المباركة وبعدها توصية المسلمين بكتاب الله القرآن وآل بيته الكرام, وذلك عسى أن يَرِدوا عليه الحوض ويشربوا من ماءهُ شربةً لا يظمأُ بعدها العطشان ويفوزوا بالجنان, كما لم ينسى النبي تحذير أمتهِ من مغبةِ مُعاداة علي وآلهِ من بعده, ورغم أنهُ (صلوات الله وسلامه عليه وآله) عالمٌ - بما أعلمهُ به الله- بأولياء عَلي وآله وأعداءهم, إلا أنهُ أراد أن يُقيم الحُجة والبرهان على أنصار آل البيت وأعداءهم اللئام, وقد كان معاوية بن أبي سفيان أول من نثر بذور الكراهية والعدوان لعليٍ كرمَ الله وجههُ وآله الكِرام, وقد نمت شجرة الكراهية وآتت أُكلها في عهد ولده يزيد قاتل الآل.  

وروى أنس بن مالك عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال لأناسٍ من الأنصار: .. {إنكم سترون بعدي أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله تعالى ورسوله على الحوض} صحيح البخاري .
وقد كانت أول أثرة وشِدة وجدها الحسين قبل أن يلقى الله ورسولهُ وهو قائمٌ في دار الأنصار ومدينة جده عليه الصلاة والسلام, وذلك حينما أرسل والي المدينة الوليد بن عتبة في طلبهِ عشيةً لأخذ البيعة منهُ ليزيد بن معاوية, فطلب الحسين من الوليد أن يمهلهُ إلى صباح اليوم التالي ليقول كلمتهُ في وضح النهار, أراد بذلك أن يتهرب من بيعة يزيد والاصطدام مع جنده في المدينة على ساكنها الصلاة والسلام.
وخرج بعدها الحُسين ومعه آل بيته من المدينة إلى مكة مُكرهين خائفين يترقبون, كما خرج من قبل جدهُم المُصطفى وأصاحبه من مكة إلى المدينة مُكرهين خائفين يترقبون (عليهم صلوات الله وسلامهُ أجمعين).

وروى الإمام الترمذي في سننه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنهُ قال: {إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي, أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض, وعترتي أهل بيتي, ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما} حديثٌ حسن غريب.
ولولا أن يزيد بن معاوية ومن والاهُ كانوا غريبين عن كتاب الله مُفرطين فيه, لما وقع منهم سوء الاستخلاف في آل رسول الله, حتى اضطروهم إلى الهربِ والكربِ والغُربةِ في أرض الله (عليهم صلوات الله وسلامه).

وروى الترمذي في سننه عن كعب بن عجرة أنهُ قال: {خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن تسعة, خمسة وأربعة أحد العددين من العرب والآخر من العجم, فقال: اسمعوا هل سمعتم أنه سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه, وليس بوارد عَلي الحوض, ومن لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم فهو مني وأنا منه ، وهو وارد علي الحوض} صحيح غريب. 
ولقد أثبت الإمام الحُسين أنه من مُحمد وأن مُحمداً منه, وأنه سبط جده النبي وخليفتهُ بحق ورفيقهُ عند الحوض, وذلك بعد أن فضلَ التشريد في الأرض والقتل على أن يدخلُ على أمير المدينة الوليد ليمضي عندهُ على مُبايعةٍ ظالمة كاذبة ليزيد بن معاوية, وإن أول ظُلمِ وقع به يزيد هو ظُلمهِ لنفسهِ بتحميلها ما لا تطيق من الأمانة التي تنؤ عن حملها الجبال وتتهرب منها الرجال, قال تعالى: {إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقنَ منها وحملها الإنسان, إنهُ كان ظلوماً جهولاً 72} سورة الأحزاب.
وقد ابتدأ يزيد أمرهُ هذا بالكذب, وذلك بعد أن صدق نفسهُ وفضلها على خِيار المسلمين وفُضلاءهم.
عن سهل بن سعد الساعدي, أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: {إني فرطكم على الحوض ، من مر علي شرب ، ومن شرب لم يظمأ أبدا ، ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ، ثم يحال بيني وبينهم}. قال أبو حازم : فسمعني النعمان بن أبي عياش فقال : هكذا سمعت من سهل ؟ فقلت : نعم ، فقال : أشهد على أبي سعيد الخدري ، لسمعته وهو يزيد فيها : {فيقول رسول الله : إنهم مني ، فيُقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فيقول : سحقا سحقا لمن غيرَ بعدي} صحيح البخاري.

لقد عرف الحسين عليه السلام قَدْرَ قاتليه وصفاتهم الذميمة ومدى تعلقهم بمتاع الدنيا الزائف, فأبت عليه نفسهُ الأمارة بالخير إلا أن يكون لهم داعياً وناصحاً إلى أن لفظ أنفاسهُ الأخيرة, كما عرف يزيد وجندهُ قدْرَ الحسين وصفاتهُ الحميدة ومدى تعلقهِ بحبل الله والدار الآخرة, فأبت عليهم أنفسهم الأمارة بالسوء إلا أن يكونوا مُخرجيهِ من داره وقاتليهِ.

ولقد حَالَ جنود يزيد دون أن يشرب الحسين وأصحابه ونسائهم وأطفالهم العطشى شربةً تسد ظمأهم قبل موتهم وسبيهم وأسرهم, ومنعوهم من أن يستقوا الماء من نهر الفرات الذي تشربُ منهُ الطيور والدواب, فإذا جاء وعدُ الآخرة ليَحُولَ جند الله وملائكته دون أن يشرب أعداء الحسين البُخلاء من حوض خير الأنبياء, وليمنعوهم فُرات الجنة العذب النقي الذي هو عطاء الله لكل تقيٍ وصَفي.  
ونشربُ إن وردنا الماء صفواً .. ويشربُ غيرنا كدراً وطيناً

قراءة مصرع الإمام الحسين في حروف اسمه عليه السلام:
قال تعالى : {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ 30 وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ 31 قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ 32 قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ 33} سورة البقرة.

حسين = ح + س + ي + ن
ح: أول حروف اسم (حسين) وهو كذلك أول حروف كلمة (حرب), وقد بدأت الحرب ودارت رحاها لا فكاك منها بين الإمام الحسين عليه السلام وخصومه.
س: أول حرف من كلمة (سيف) ويدل عليه, وهو سلاح المحاربين.
ي: إن الرمز العددي لحرف (الياء) بحسب قواعد حساب الجمل المشهورة هو (10), وقد قُتل الحسين عليه السلام في معركة كربلاء في يوم العاشر من مُحرم المشهور بيوم (عاشوراء).
ن: وفي النون نهاية أجَل الإمام الحسين (عليه السلام), حيثُ أن النون هو أول حروف كلمة (نحر), وقد أصيب الحسين عليه السلام بسهمٍ استقر في نحره, ثم قام أحد الفُجَار بنحر الإمام بسيفه وقطع رأسه عليه السلام.
لقد نَعَتْ الملائكة الحسين النقي ودمهُ المسفوك الزكي قبل أن تطأ الأرض قدمُ آدمي, والذي بعث محمداً بالحق ما كان تشاؤم الملائكة من خلافة آدم وذريتهُ في الأرض وارتيابهم منها, إلا إشفاقاً من خلافة رجال مثل يزيد يفسدون أمر الدين ويسفكون دماء زكية مثل دماء عِترة خير المرسلين محمد (عليه وآله أفضل الصلاة والتسليم).

فِداء الأنبياء الحسين ابن الزهراء
قال تعالى: {إن هذه أُمتكم أمةً واحدة وأنا ربكم فاعبدون 92} سورة الأنبياء.
ينجو البعض بتضحية البعض الآخر, ويفرحَ البعض بحزن البعض الآخر, ويزدادُ مكيال البعض بما نقص من مكيال الآخرين, هكذا اقتضت إرادة ومشيئته رب العالمين لهذه الأُمة المُسلمة على مر الزمان والسنين منذ هبوط آدم وحتى نزول عيسى ابن مريم (عليهم الصلاة والسلام أجمعين).
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):{حسينٌ مصباحُ الهُدى وسفينة النُجاة}.
لقد كان الحسين وإخوانهُ (عليهم سلام الله ورضوانهُ) ذلك البعض الآخر, حيثُ اختار الله للإمام الحسين عليه السلام وإخوانهُ أن يكونوا مصابيح الهُدى المُضيئة, وكيف لا وقد أضاء احتراق خيامهم سوادَ كَرْبلا.
كما اختار لهم الله ذو الجلال والإكرام أن يكونوا سفينة النجاة التي يركبها أهل الإسلام على مر الزمان.
قال تعالى: {وقالَ اركبوا فيها بسم الله مَجْرِاها ومُرسَاها إن ربي لغفورٌ رحيم 41} سورة هود.
وأُلقي الضوء فيما يلي على طائفةً من رُكاب سفينة الحسين وضيوفها الكرام:
الراكب الأول: إسماعيل ابن إبراهيم الخليل (عليهما الصلاة والسلام).
يا خليل الله قَرَ عيناً فإن ربكَ قد فدى ولدك إسماعيل بكبشٍ أقْرَنَ أعْيَن, يا إبراهيم إن ولدك إسماعيل ذبيحَ رُؤى ومَنام, وأما الذبيحُ بحق فإنهُ الحفيد الحسين عليه السلام.
الراكب الثاني: موسى ابن عمران (عليه الصلاة والسلام والرضوان).
قال تعالى: {ولقد مننا على موسى وهارون 114 ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم 115} الصافات.
يا موسى وهارون امضيا برفقة أهلكم وأصحابك في رعايةٍ من الرحمَن, ولا تخافا أن يدرككم جنود الملك فرعون ووزيرهُ هامان, فإن المُدْرَكون اليومَ هم الحسين والعباس وأهلهم وأصحابهم من آل أحمد نبي آخر الزمان (عليهم الصلاة والسلام).
يا موسى وهارون اسْرِيا وقومكم من مِصرَ مُوَلين أدباركم للملك الظالم فرعونَ ولا تخافون, فإن المقبلين على الموت اليوم بوجوههم هم الحسين والعباس وآلهم لا يتراجعون.
قال تعالى:{فلا اقتحم العقبة 11 وما أدراك ما العقبة 12 فكُ رقبة 13} سورة البلد.
يا موسى وهارون اقتحما العقبة, ولا تخافا الَدَركَ, فإن الحسين والعباس قد افتدياكما بفك رقبة.
يا موسى جُزْ أرضَ البحرَ قائماً فإن الحسين قد جُزَ رأسهُ في أرض الحربِ نائماً.
يا موسى وهارون إن لكم ولأهلكم وأتباعكم في يوم عاشوراء نصراً وفرحاً وعيداً إلى يوم القيامة, وأما الحسين والعباس وأهلهم وأشياعهم فإن لهم في يوم عاشوراء حُزناً وكرباً وبلاءً إلى يوم القيامة.
ويتوجب على أبناء الإسلام أن يجمعوا في يوم عاشوراء بين والحزن والتضرع إلى الله إشفاقاً من مُصاب الحسين والعباس وآلهم الكِرام, وبين الفرح وشكر الله على نجاة موسى وهارون ومن تبَِعهم بإحسان.
الراكب الثالث: المسيح عيسى ابن مريم (عليهما صلاة الله وسلامه).
يا عيسى ابن مريم العذراء اصعد بجسدك مُعافىً إلى السماء فإن المقتول المصلوب بالعراء هو الحسين ابن فاطمة الزهراء.
الراكب الرابع: محمد بن عبد الله (عليه صلوات الله وسلامه)
اهنأ يا رسول الله أنت وأصحابك عند عيونِ بدرٍ بشرب الماء, فإن المقتولين عطشى هم الحسين وأصحابهِ في يوم كربلاء.
قال تعالى: {إذ يوحي ربُك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا. سأُلقي في قلوب الذين كفروا الرعبَ فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كُلَ بنان 12} سورة الأنفال. كُلَ بنان: كل الأطراف أو كُلِ مِفصل.
لقد حظي محمدٍ وأصحابهُ في بدر بنُصرة الملائكة وتثبيتها لهم وضربها أعناق وأطراف أعداءهم, وأما الحسين وأصحابه فهم المُزَلزلين مضرُوبِ الأعناق والأطراف وكل مفصلٍ منهم في يوم كربلاء, (على محمدٍ وأصحابهِ وأحفادهِ وأحبابه الصلاة والسلام والرحمة والرضوان).
وكما يقول النمس: (هلا والله وحيا الله, وهالرقبة سدادة !) 9.  

لطيفة: كربلاء أرض المظلوم .. بالعامية
إن لفظ (كربلاء) – بحذف الراء وتشديد الباء- يشبه لفظ مصطلح عامي يردده الأردنيون للتعبير عن الظلم الواضح والإفتراء وهو: (كب بلاء).
فإذا تم الاعتداء على شخص ما بدون سبب واضح أو ثبوت تُهمة  فإننا نسمي ذلك (كبة بلا).

ولعل هذا التشابه الواضح بين اسم الأرض التي لقي فيها الحسين وآله بيته المظلومين مصرعهم, وبين المصطلح الذي يستخدمه الأردنيون للتعبير عن الظلم ليس مجرد صدفة, بل هو من تقدير الله أن يكون اسم هذه الأرض مثالاً ومقولةً تعبر عن الظلم والإفتراء.  

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين, وصلى الله على خير المرسلين محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.    

الهوامش:
1- أخرجهُ الطبراني بسندٍ حسن.
2- (من كتاب علامات الساعة الصُغرى والكُبرى, تأليف: ليلى مبروك, طبعة سنة 2000).
3- أخرجه البيهقي ورواه القرطبي.
4- أخرجه الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه. هكذا. ورواه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني, والإمام أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه. والحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد. كلهم بمعناه.
5- المصدر موقع ويكيبديا.
6- من كتاب (المجالس العاشورية في المآتم الحسينية), مؤلفه (الشيخ عبد الله ابن الحاج حسن آل درويش).
7- هذه الفقرة منقولة من موقع ويكيبديا, مع إدخال بعض التعديلات عليها.
8- من كتاب شرح مُشكل الآثار.
9- من مسلسل باب الحارة.

مواضيع ذات صلة على الرابط التالي:

إمام الشهداء الحسين ابن فاطمة الزهراء



*نُشر لأول مرة على مدونة المسبار السحري بتاريخ 1-2-2010م
فكرة وإعداد: المهندس وليد أحمد الكراعين.

   





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق