الجمعة، 17 يوليو 2009

آل القراعين من الحجاز إلى فلسطين

                                          بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين .
أما بعد.
قال تعالى: {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذُرياتنا قُرة أعيُن واجعلنا للمتقين إماماً 74} الفُرقان.
رحلةً طيبة ومشوارٌ طويل قطعهُ آل القراعين من مكة المسجد الحرام إلى أقصى فلسطين , ذكر ابن هشام في كتاب (التيجان): (أن آدم عليه السلام لَمَا بنى الكعبة, أمرهُ الله بالسير إلى بيت المقدس, وأن يبنيه, فبناهُ ونسك فيه). فيما يلي نبذة قصيرة عن أصل وسيرة عائلة القراعين المقدسية كتبها الحاج (المرحوم) عوض حمدان القراعين :

قرأتُ في مخطوط يبين أصول عائلات مدينة القدس وضواحيها في المكتبة الخالدية الواقعة في شارع السلسلة في القدس القديمة ما يلي عن أصل عائلة القراعين :

[سكنت هذه القبيلة المسلمة أول ما سكنت مكة المكرمة في الحجاز في المملكة العربية السعودية , وقد جاء اسمها من أن الجد الأكبر لهذه القبيلة كان عزيزاً جداً على والده فأسماهُ قرة عين , وبمرور الزمن ونتيجةً لعادة الناس في الميل لتسهيل لفظ الأسماء , تطرق الحذف والإضافة إلى الاسم ليصبح اسم الجد قراعين بدلاً من قرة عين.

تنبيه : (في وقتنا الحالي وبعد أن سادت اللهجة العامية المحلية على لسان وكلام أهالي فلسطين وجميع البلدان العربية تقريباً, فإن لفظ اسم عائلة (القراعين) أصبح (الكراعين) وذلك بحسب لكنة  أهالي قرى القدس وفلسطين, وإذا استمرت سيطرة اللكنة القروية فإن الاسم الرسمي لهذه العائلة ربما يصير (الشراعين)). 

هاجرت بطون من هذه القبيلة مع من هاجر من قبائل العرب أبَان الفتوحات الإسلامية إلى بلاد الشام , حيث استقرت في مدينة مأدبا في الأردن , بينما ظل نفرٌ منها ينتقل بين مكة وجدة في السعودية حتى يومنا هذا .

عاشت قبيلة القراعين في مأدبا ما يقرب 4 قرون إلى أن تنادت قبائل العرب بالهجرة إلى فلسطين ولا سيما القدس الشريف , تلبيةً لنداء السلطان صلاح الدين الأيوبي أثناء الحروب الصليبية لمجابهة تجمعات الصليبيين بتجمعات إسلامية , وكان من ضمنهم قبيلة القراعين التي استقرت في سلوان جنوب القدس حيثُ الماء الوفير والمرعى الخصيب , بينما تخلفَ نفرٌ من هذه القبيلة في مدينة مأدبا ظلوا يحملون اسمها حتى يومنا هذا] نهاية الاقتباس من كلام الحاج عوض حمدان . 

هاجر نفرٌ قليل من أبناء قبيلة القراعين إلى مدينة عمان في الأردن أبان الغزو الصهيوني للأراضي الفلسطينية عام 1948م , وازداد عدد المهاجرين من هذه القبيلة وغيرها من قبائل سلوان بعد احتلال القدس عام 1967م , ليتَشتت شَمل قبيلة القراعين إلى جانب المئات من قبائل فلسطين , وكُتب على الأجيال الناشئة من أبناء المهاجرين الحرمان من العودة إلى قرى آبائهم وأجدادهم أو حتى مجرد زيارتها وإلقاء النظر عليها , وكان آخر عهدهم بزيارتها وهم في أصلاب الآباء والأجداد.
 عن علقمة بن قيس , وعبيدة السلماني , عن عبد الله بن مسعود , قال : أتينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , فخرج إلينا مستبشراً , يُعرف السرور في وجهه , فما سألناهُ عن شيءٍ إلا أخبرنا به , ولا سكتنا إلا ابتدأنا , حتى مرت فئةٌ من بني هاشم , فيهم الحسن والحسين , فلما رآهم خبَر بمَمَرهم (اعترضهم) , وانهملت عيناهُ , فقلنا : يا رسول الله , ما نزالُ نرى في وجهك شيئاً تكرهُه .
فقال : {إنا أهلَ البيت اختارَ اللهُ لنا الآخرةَ على الدنيا , وإنهُ سيلقى أهلُ بيتي من بعدي تطريداً وتشريداً في البلاد , حتى تُرفع رايات سُود من المشرق فيسألون الحقَ فلا يُعطونهُ , ثم يسألونهُ فلا يُعطونهُ , فيُقاتِلون فيُنصرون , فمن أدركهُ منكم ومن أعقابكم فليأتِ إمام أهل بيتي , ولو حبواً على الثلج , فإنها رايات هدىً يدفعونها إلى رجلٍ من أهل بيتي , يواطىءُ اسمهُ اسمي , واسم أبيه اسم أبي , فيملك الأرضَ فيملأُها قِسطاً وعدلاً , كما مُلئت جوراً وظُلماً} أخرجهُ الحاكم في مُستدرَكه في كُتب الملاحم والفِتن. أهل بيتي: إن الأهل والآل في الشرع على أربعة أقوال مشهورة إحداها -وهو ما اختارهُ الإمام النووي- أن آل النبي صلى الله عليه وسلم جميع أمة الاستجابة: يعني كل مسلم يعتبر من آل النبي - صلى الله عليه وسلم - أي من أتباعه. فآل الرجل أتباعه، فكل من تبع رجلا صار من آله . كما قال الله تبارك وتعالى: { أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} [ غافر 46 ] . أي فرعون ومن تبعه على دينه وكفره والعياذ بالله، ولذلك لما جاء أبرهة الحبشي ليهدم الكعبة قال عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم أبياتا من الشعر منها:
لا هُمَّ إن العبد يمنع رَحْلَهُ فامنع رِحالك
لا يَغْلِبَنَّ صليبُهم ومِحالُهم غدواً مِحالك
وانصر على آل الصَّليبِ وعابديه اليوم آلك


تتمة المقال: إن مثل هذه الهجرات من بعض أبناء فلسطين كانت لتقع بنسبٍ محدودة , لأسبابٍ حيوية تتعلق بالكسب وسعة العيش , إلا أن الاحتلال الإسرائيلي سَرَعَ من وتيرة الهجرة وبأعدادٍ كبيرة ليفسحَ المجال أمام أبناء جلدته ودولته للاستيطان بدلاً من هؤلاء المُهجرين المبعدين , الأمر الذي أدى إلى نشُوبِ أزماتٍ خانقة في دول الجوار التي لم تكن مهيأةً لاستيعاب تلك الأعداد الكبيرة من المهاجرين .
مضت عقود من الزمان على هذه الهجرة الأليمة غطَ خلالها أهل فلسطين بالداخل والخارج بسُباتٍ عميق , لم يستيقظوا منه إلا على أصوات الحجارة التي لم يجد صبية وأطفال فلسطين بديلاً عنها للتحرر من قيود اليهود ولو لوقتٍ محدود , وبدت بارقة ٌ من الأمل تلوحُ في سماء مسرى النبي المحبوب محمدٍ عليه الصلاة والسلام , بعدما أحرجت حجارة أطفال وشباب فلسطين التي لم تهدأ على مدار سبع سنين رجال الحكم الإسرائيليين , فقدموا لأول مرة في تاريخهم التنازلات واعترفوا بحقوق الفلسطينيين الصامدين منهم والمهاجرين في عام 1993م .
عن سعيد بن المسيب, رضي الله عنه, أنه قال :{يكون بالشام (فلسطين) فتنة , أولها كلعب الصبيان (انتفاضة أطفال الحجارة) , كلما سَكنت من جانب طَمَت (زادت) من جانب آخر , فلا تتناهى , حتى ينادي منادٍ من السماء : ألا إن الأمير فلان . ثم قال بن المسيب : فذلكم الأمير , فذلكم الأمير , فذلكم الأمير . قال ذلك ثلاث مرات , كنى عن اسمه فلم يذكره , وهو المهديُ}أخرجهُ الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر ,ابن المنادي, في كتاب (الملاحم).
 استمر مسلسل تقديم التنازلات وتأدية الالتزامات من قبل الإسرائيليين والفلسطينيين على حدٍ سواء , وتخلل هذه المرحلة من المُفاوضات أعمالاً استفزازية من كلا الجانبين أوصلتهُم إلى ساعةِ الصفر , التي بدأ معها الطرفين المتنازعين بهدم كل المكتسبات وتمزيق كل الاتفاقيات في أواخر عام 2000م.
مرت سبع سنين ونار الحرب لا تزدادُ إلا تضرماً واستعاراً , ولا يزدادُ الأمرُ إلا شدةً ولا الدنيا إلا إدباراً , ولعلَ زوال هذا الكرب يكون عند خروج الإمام المهدي , واضمحلالهُ منوطٌ بظهورِ سرهِ المخفي , فقد بشرت بظهورهِ أحاديثٌ جمة , دونتها في كتبهم علماء هذهِ الأمة , فانتظروا يا أهل فلسطين فإن موعدكم الإمام المبين . 

وقد ورد في بعض الكتب الدينية إشارةً إلى أن الإمام المهدي يُهاجر إلى بيت المقدس , وفي هذا دلالة ضمنية على العلاقة الإيمانية والوطنية التي يرتبط فيها الإمام المهدي عليه السلام ببيت المقدس القبلة الأولى للإسلام , وأن مانعه من دخولها قبل بعثه هو ما منع المسلمين من ذلك , وهو خروج المدينة المقدسة وما حولها عن إدارة المسلمين , والمهدي عليه السلام ثالثُ خليفة للمسلمين بعد عمر بن الخطاب والسلطان صلاح الدين , سيكتب اللهُ لهُ دخول بيت المقدس إنشاء الله تعالى بعد فسادِ عظيمٍ امتد من أرضهِا المباركة وانتشر في معظمِ بقاع الدنيا , وآخرُ إمام ٍ للناس فيها قبل نزول المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام , كما جاء في حديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب , رضي الله عنه , في قصة المهدي أنهُ قال :{ويتوجه إلى الآفاق , فلا تبقى مدينة وطئها ذو القرنين إلا دخلها وأصلحها , ولا يبقى جبار إلا هلك على يديه , ويشفِ الله عز وجل قلوب أهل الإسلام , ويحمل حُلي بيت المقدس في مائة مركب تحُطُ على غزة وعكا , ويُحملُ إلى بيت المقدس , ... , ثم يتوجه المهدي إلى القدس الشريف , بألف مركب , فينزلون شام فلسطين بين عكا وصور وغزة وعسقلان , فيُخرجون ما معهم من الأموال , وينزلُ المهدي بالقدس الشريف , ويُقيم بها إلى أن يخرج الدجال , وينزل عيسى ابن مريم عليه السلام , فيقتل الدجال} من كتاب عقد الدرر في أخبار المنتظر.  
   
وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب , رضي الله عنه , قال :{المهدي مَولده بالمدينة , من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم , واسمه اسم نبي , ومُهَاجَرُهُ بيت المقدس , كثُ اللحية , أكحل العينين , براق الثنايا , في وجههِ خالٌ , أقنى , أجلى , في كتفه علامة النبي , يخرج براية النبي صلى الله عليه وسلم من مِرطٍ (كساء) مخملةٍ سوداءَ مربعةٍ فيها حجرٌ (طرفهُ المقدم) , لم تنشر منذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولا تُنشر حتى يخرج المهدي , يُمدهُ الله ُ بثلاثةِ آلاف من الملائكة , يضربون وجوه من خالفهم وأدبارهم , يبعث وهو ما بين الثلاثين إلى الأربعين} . أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد في كتاب الفتن

لطيفة: من أسرار سورة ق:
قال تعالى: {ق. والقرآن المجيد 1} سورة ق.
ق. اسم سورة من سور القرآن الكريم ترتيبها خمسين وعدد آياتها 45 , وهناك علاقة وطيدة ودلالة فريدة بين اسم وعدد آيات وترتيب هذه السورة وبين اسم عائلتي واسمي ورمز اسمي العددي, وكما هو مُبين في الشرح التالي:
* أولاً: إن حرف القاف الذي هو اسم السورة الكريمة هو الحرف الأول من اسم عائلتي (قراعين).
* ثانياً: إن مجموع رقمي عدد آيات سورة ق يساوي 9 (45 = 5 + 4 = 9), وكتابة الرقم 9 تشبه تماماً كتابة حرف الواو (و = 9), وحرف الواو هو الحرف الأول من اسمي (وليد).
* ثالثاً: إن ترتيب هذه السورة في القرآن الكريم (50) يساوي مجموع أعداد حروف اسمي وليد,   وذلك بحسب قاعدة حساب الجُمل المشهورة بين المشتغلين بحساب الأوفاق : [وليد = و: 6 + ل: 30 + ي: 10 + د: 4 =50].  
* رابعاً: إن عدد الآيات في هذه السورة التي تنتهي كلماتها الأخيرة بحرفي الياء والدال (يد) وهما آخر حرفين من اسمي (وليد) يساوي 23, والرقم 23 يساوي مجموع أرقام العام الميلادي الذي ولدتُ فيه: (1976 = 6 + 7 + 9 + 1 = 23), والرقم 23 كما هو معروف هو عدد سنوات البعثة النبوية المحمدية الشريفة, ومن الأمثلة على كلمات الآيات التي تنهي بحرفي الياء والدال: المجيد, جديد, وريد, عتيد, عنيد, وعيد, شديد, حديد, شهيد.
القراعين من ماء زمزم في مكة البيت الحرام إلى عين سلوان
قال تعالى: {وجعلنا ابن مريم وأُمهُ آية ً وآويناهُما إلى ربوةٍ ذاتِ قرارٍ ومعين 50} سورة المؤمنون.
[قال ابن عباس: الربوة المكان المرتفع من الأرض, وهو أحسن ما يكون فيه النبات, {ذات قرار} يقول ذات خصب, {ومعين} يعني ماءً ظاهراً, أو ماءً جارياً.
قال الضحاك وقتادة: إلى ربوةٍ ذات قرار ومعين, هو بيت المقدس, فهذا والله أعلم هو الأظهر, لأنهُ المذكور في الآية الأخرى, والقرآن يُفسر بعضهُ بعضاً, وهذا أولى ما يُفسر به, ثم الأحاديث الصحيحة, ثم الآثار] من كتاب (مختصر تفسير ابن كثير).

قال أبو العلاء المعري:
سيحان للروم عذب الطعم ماؤهما          كطعم زمزم أو عين ٍ بسلوان

سيحان: هو اسم نهرٍ من أنهار الجنة, كما جاء في صحيح مسلم.
الروم: هو اسم بئر ماءٍ في المدينة المنورة, اشتراها عثمان بن عفان (رضي الله عنهُ) من رجُلٍ يهودي بعد الهجرة النبوية, وجعلها سبيلاً للمسلمين, وكما جاء في الحديث الذي رواهُ بشر الأسلمي, فقد جعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أجر عثمان بن عفان لشرائه عين رومة – أو يُقال رومية- عيناً في الجنة.
زمزم: هو خير ماء على وجه الأرض, بخير مدينة وهي مكة المكرمة مهد الإسلام.
عين سلوان: هي بيت القصيد, وهي نبع مياه لقرية سلوان، تخرج من باطن الأرض منذ أكثر من5000 عام, وتبعد حوالي 300 متر عن الزاوية الجنوبية الشرقية لسور المسجد الأقصى, ومن هذه العين حفر اليبوستيون نفقا إلى داخل المدينة لتأمين الماء في أوقات الحصار وجعلوه على شكل درج ينزل إلى العين.
وتعتبر العين مقدسة عند المسيحيين لأن المسيح عليه السلام استعمل ماءها لشفاء الرجل الأعمى. ويقال إن السيدة مريم العذراء غسلت بمائها ملابس الرضيع عيسى عليه السلام ولهذا سميت أيضا ڊ (عين العذراء).
وقال عنها ياقوت الحموي: عين سلوان عين نضاحة يُتبرك بها ويستشفى منها بالبيت المقدس.
وفي الحديث الذي رواهُ ابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه: { إن الله اختار من الملائكة أربعة جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل, واختار من النبيين أربعة إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم, واختار من المهاجرين أربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي, واختار من الموالي أربعة سلمان الفارسي وبلال الأسود وصهيب الرومي وزيد بن حارثة, واختار من النساء أربعة خديجة ابنة خويلد ومريم ابنة عمران وفاطمة بنت محمد وآسية ابنت مزاحم, واختار من الأهلة أربعة ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب, واختار من الأيام أربعة يوم الجمعة ويوم الفطر ويوم النحر ويوم عاشوراء, واختار من الليالي أربعة ليلة القدر وليلة النحر وليلة الجمعة وليلة نصف شعبان, واختار من الشجر أربعة السدرة والنخلة والتينة والزيتونة, واختار من المدائن أربعة مكة وهي البلدة والمدينة وهي النخلة وبيت المقدس وهي الزيتونة ودمشق وهي التينة, واختار من الثغور أربعة إسكندرية مصر وقزوين خراسان وعبادان العراق وعسقلان الشام, واختار من العيون أربعة يقول في محكم كتابه { فيهما عينان تجريان } وقال { فيهما عينان نضاختان } فأما التي تجريان فعين بيسان وعين سلوان وأما النضاختان فعين زمزم وعين عكا, واختار من الأنهار أربعة سيحان وجيحان والنيل والفرات, واختار من الكلام أربعة سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله} من كتاب (تاريخ دمشق).
وحدَث الشيخ الألباني في كتاب (إزالة الدهش), عن عبد الله رضي الله عنه قال : {سَكَن الخضر بيت المقدس فيما بين باب الرحمة إلى باب الأسباط, وهو يصلي كل جمعة في خمسة مساجد : في المسجد الحرام ، وفي مسجد المدينة ، وفي مسجد بيت المقدس ، وفي مسجد قباء . ويصلي كل ليلة جمعة في مسجد الطور, ويأكل كل جمعة أكلتين من كمأة وكرفس ويشرب من زمزم ، ومن جب سليمان الذي ببيت المقدس ، ويغتسل من عين سلوان} قال المُحدث: إن صح إسناد هذا الحديث فهو من الإسرائيليات.
فإذا كانت (الربوة) التي آوى الله إليها المسيح عيسى وأمهُ مريم -عليهما السلام- وأسكنهما فيها هي (بيت المقدس), فإن (المعين) الذي سقاهما الله منه وغسل بهِ أبدانهما الطاهرة هو (ماء عين سلوان).
ومن اللطائف الكلامية أنني أجدُ اسم عائلتي (القراعين) التي سكنت (سلوان) منذ عهدٍ قديم, منطوياً في قولهِ تعالى في الآية خمسين من سورة المؤمنين: {قرارٍ ومعين 50}.
حيثُ تتكون جملة {قرار ومعين} من تسعة حروف, فإذا أبقينا على أول ثلاثة حروف {قرا}, وآخر ثلاثة حروف {عين}, وحذفنا الأحرف الثلاثة التي في المنتصف {روم}, فإننا نحصل على كلمة {قراعين} وهو اسم عائلتي.
ومن اللطائف الرقمية في آية {قرارٍ ومعين} أن رقمها وهو خمسين (50), يمثل الرمز العددي لاسمي (وليد), كما هو مُبين في الفقرة السابقة.
وبالنسبة إلى الأحرف الثلاثة المحذوفة من مُنتصف جملة {قرار ومعين}, فإنها قد شكلت على الترتيب كلمة {روم}, و (روم) كما ذكرتُ هو اسم بئرٍ مُباركة في المدينة المنورة, وكذلك فإن (روم) هو اسم سورةٍ في القرآن الكريم ترتيبها ثلاثين وعدد آياتها ستين, والروم هو اسم إمبراطورية قديمة اتبعت دين المسيح عيسى ابن مريم – عليهما السلام- الذي نزلت هذه الآية في تخليد ذكرهِ وأمه وربْوتهما بيت المقدس حرسها الله.
وجاء في تفسير قوله تعالى: {وأسقيناكم ماء فراتا 27} سورة المرسلات, [عن عكرمة عن ابن عباس: (وأسقيناكم ماء فراتاً) قال: من أربعة أنهار: سيحان، وجيحان، والنيل، والفرات، وكل ماء يشربه ابن آدم، فهو من هذه الأنهار، وهي تخرج من تحت صخرة من عند بيت المقدس. وأما سيحان فهو ببلخ، وأما جيحان فدجلة، وأما الفرات ففرات الكوفة، وأما النيل فهو بمصر] تفسير الطبري.

ونسأل الله العظيم أن يُسقينا في يوم الدين شربةً هنيئة ً مريئة ً لا نظمأُ بعدها أبداً من حوض خير المرسلين محمدٍ عليه وآله أفضل الصلاة والتسليم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


* إعداد : م. وليد الكراعين
* نسخة عن الموضوع المنشور في مدونة (ولي الدين والمسبار السحري), تاريخ 9/4/2012