السبت، 23 مارس 2013

شذرات ومواقف من رحلة الحاج رقم 3 وثلاثين


   بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على خير المرسلين محمد, وعلى آله وصحبه والتابعين, وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد ؛ قال تعالى : {إذا جآءَ نصرُ الله والفتح 1 ورأيت الناسَ يدخلونَ في دينِ اللهِ أفواجا 2 فسبح بحمدِ ربكَ واستغفره إنهُ كانَ توابا 3} سورة النصر, مكية, نزلت في حجة الوداع.

فيما يلي تتمة مقال (رحلة الحاج رقم 3 وثلاثين), والذي هو في الأصل موضوع واحد, ولكن بسبب طول المقال والكَم الكبير من المعلومات المذكورة فيه, وعدم استيعاب صفحة هذه المدونة له, تمت تجزأته إلى نصفين يتضمن كل منهما كَماً مُناسباً من المعلومات المترابطة, بحيث يستطيع القارئ إكمال الموضوع واستيعاب أفكاره الأساسية.

وبشكلٍ عام فإن تجزأت المواضيع الطويلة يُسهل من عملية المراجعة والتعديل والتنقيح, خاصةً وأن نسخ المواضيع على الصفحات الالكترونية ينجم عنهُ بعض الأخطاء الفنية, مثل ملاصقة بعض الكلمات ببعضها, أو تغير في مواضع بعض الكلمات والأرقام والسطور والصور والفقرات, وكذلك ظهور بعض الكلمات والفقرات بخط صغير وظهور أخرى بخط كبير, وغير ذلك من الأخطاء التي تضطرني إلى مراجعة المواضيع بتركيز عند نشرها أو إجراء أي تعديل عليها.

وتالياً مجموعة من الشذرات واللطائف والمواقف التي سجلتُها خلال رحلة أدائي لفريضة الحج في الموسم الفائت (1430) هجري.

لطائف ومواقف من رحلة الحج
* البيت بيتك: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: {الحجاج والعمّار وفد الله عز وجل إذا دعوه أجابهم وإذا سألوه أعطاهم وإذا استغفروه استغفر لهم}, حفاوةً ربانية وجدتُ فحواها في رقم الغرفة التي نزلتُ فيها في الفندق بجوار مِنَى في مكة المكرمة, حيثُ كان رقم الغرفة هو (8) وهو نفس رقم شقتي في عمان, وكأن لسان الحال يقول لي: (البيت بيتك).
وإن من أوجه التشابه الأخرى بين النُزلين عدا عن رقمهما, هو أن كلاهما لا تدخل إليه الشمس, وهذا الأمر لشقة في مكة يُعتبر ميزة بسبب ارتفاع درجة الحرارة على مدار العام, أما في عمان فإنها ميزة في الصيف وسيئة في الشتاء, بسبب الأمطار والبرد الشديد.
[ولأكون أكثر صدقاً فإن هناك نافذة شرقية في غرفة الجلوس التي في منزلي في عمان يدخل إليها بصيصاً من شعاع الشمس لا يسمن ولا يغني من برد, وذلك في ساعةٍ من الصباح, وبعد سنواتٍ طويلة فإن شعاعاً من ضوء الشمس يعكسهُ زُجاج إحدى المباني التجارية صار يدخل من نفس النافذة عند الغروب, وكذلك وبعد أن اكتسى بُرْجَي (بوابة عمان) بالزجاج فإن شُعاعاً مُشابهاً صار يدخل إلى البيت عبر النوافذ الشمالية عند الغروب والشروق وبحسب حركة قرص الشمس, وكما جاء في كتاب الله في ذكر قصة الفتية أصحاب الكهف فإن الشمس كانت تميلُ عن كهفهم عند شروقها وتدخل إليه من شَمال بابه عند غروبها.
عسى الله أن يجعلنا من عباده الطائعين في نومنا ويقظتنا وأن يجمعنا بهم في جنة النعيم, إنهُ على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير, قال تعالى: {وترى الشمس إذا طَلعت تزاورُ عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوةٍ منه. ذلك من آيات الله, من يهد الله في المُهتدِ, ومن يُضلل فلن تجدَ لهُ ولياً مُرشداً 17} سورة الكهف.
والقصد هو أن أشعة الشمس لم تكن غائبة كلياً عن كهفهم, ولم تكن تدخل إليه إلا بقَدرٍ ضئيل يلبي أدنى احتياج مطلوب لبقائهم نائمين مُعافيين فيه.
وبالمناسبة فإن كهف أصحاب الكهف وهم الفتية الصالحين الذين ذكرهم الله في كتابه الكريم, هو على أرجح الآراء التطبيقية والنظرية أنهُ في شرقي مدينة عمان عاصمة الأردن]. 

وعودةً إلى المقارنة السابقة فإنهُ إذا كان هناك ثمة تطابق وتشابه بين الغرفة التي نزلتُ فيها بمكة وبين بيتي الذي أسكنه في عمان من حيثُ الرقم وعُزوف الشمس, فإنهُ ثمة اختلافاً بائناً بينهما, وذلك من حيث أن بيتي يقع في منطقة سوق الصويفية, والأسواق بشكلٍ عام للشيطان فيها أعظم سُلطان وأعز شأنٍ ومقام, وخاصة في سوق مثل سوق الصويفية ذو النكهة الغربية, قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): {لا تكن أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها ، فيها باض الشيطان وفَرَخ}. (1).

وعلى النقيض تماماً فإن الغرفة التي نزلتُ فيها بمكة تقع في فندق مُطل وقريب على جِبال وبطحاء مِنَى, ومِنى هي المكان الذي يُرجم فيها الشيطان ويُذل ويُهان سُنة الخليل إبراهيم عليه السلام, عنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ : {لَمَّا أُمِرَ إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام بِالْمَنَاسِكِ عَرَضَ لَهُ الشَّيْطَان عِنْد السَّعْي فَسَابَقَهُ فَسَبَقَهُ إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام, ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام إِلَى جَمْرَة الْعَقَبَة فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَان فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَات حَتَّى ذَهَبَ, ثُمَّ عَرَضَ لَهُ عِنْد الْجَمْرَة الْوُسْطَى فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَات} (2).

ورغم ما ابتلاني الله به من سَكن الأسواق منذ ما يُقارب 16 سنة, إلا أنَ عِظم الجزاء مع عِظم البلاء, والأجر على قَدر المشقة, وذاكر الله في الأسواق التي يغفل ويذهل كثيرٌ من الناس عن ذكر الله فيها, لهُ من الأجر والثواب الجزيل ما ليس لهُ مثيل, ولعل الله أنزلني في مثل هذا المنزل لأكون غريم الشيطان ولأكسر بيضهُ في مهدهِ فلا يتكاثر أعوانهُ وتشتد هيمنتهُ وسلطانه.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : {من دخل السوق فقال: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير), كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف الف درجة} وفي رواية: {وبنى له بيتا في الجنة} (3).

وكفى بما جاء في حديث النبي المصطفى (عليه وآله الصلاة والسلام) من بُشرى بعظيم أجر من يُوحد الله ويحمدهُ ويُثني عليه بالسوق, والذي لهُ من الأجر عشرة أضعاف أجر الذاكر والمُصلي بالمسجد الحرام.
عن جابر, رضي الله عنهُ قال: خلت البقاع حول المسجد فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا قرب المسجد، فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال لهم: {بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد} قالوا: نعم يا رسول الله، قال: {يا بني سلمة دياركم، تكتب آثاركم، دياركم تكتب آثاركم} وفي رواية أنه قال لهم: {أن لكم بكل خطوة درجة}, ولهذا قال -عليه الصلاة والسلام-: {الأبعد فالأبعد من المسجد أعظم أجراً}.
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة, نحمد الله سبحانهُ وتعالى على كل حال, ونسألهُ أن يبارك لنا في بيوتنا وأن يبُدلنا خيراً منها, وأن يُحسن نُزلنا وجِوارنا يوم القيامة يوم الحسرة والندامة, وأن يجعل إلى الجنة مثوانا.

ومن ناحيةٍ أُخرى فإن الرقم ثمانية الذي هو رقم نُزلي المؤقت في مكة والدائم في عمان, هو مجموع أرقام موسم الحج لهذا العام, (1430 = 0 + 3 + 4 + 1 = 8), وكذلك فإن الرقم ثمانية هو عدد أبواب الجنة, قال تعالى: {جناتُ عدنٍ مُفتحةً لهم الأبواب 50} سورة ص.
والرقم ثمانية يُمثل كذلك السنوات الثمانية التي قضاها نبينا محمد عليه الصلاة والسلام مُبعداً عن مكة بسبب أذى القوم اللئِام, وقد ردهُ اللهُ إليها فاتحاً مُعززاً مُطاعاً عِبرةً للأنام, قال تعالى: {لقد صَدَقَ الله رسوله الرؤيا بالحق , لتدخُلُنَ المسجد الحرام إن شاء الله آمنين مُحلقين رؤوسكم ومُقصرين لا تخافون , فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحاً قريباً 27 هو الذي أرسلَ رسولهُ بالهُدى ودين الحق ليُظهرهُ على الدين كله. وكفى بالله شهيداً 28} سورة الفتح.

* رحلة الصعود والهبوط
قال تعالى : {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ 55} سورة آل عمران.
على غِرار ما ذكرتهُ من ابتلائي بسكن الأسواق, فإن المؤمنين في هذا الوقت من ساكني المدن الحديثة جميعهم مُبتلى بما فيها من اختلافٍ شديد وأهواء مُتعددة وتخُبط سلوكي وإعلان بالفواحش, وهذا هو قدرُ الله على مر الزمان للمُرسلين وعباده الصالحين, الذين هم مُصلحين وهُداة للناس وحُجةً عليهم يوم القيامة, وما من مؤمنٍ يُقيم في بلدٍ أو مدينة يكثُر فيها الانحراف وتشيع فيها الضلالة إلا وهو يتمنى مفارقتها إلى أرضٍ تسُودُ فيها شريعة الله وهدي أنبيائه وعباده الصالحين, وليس من أرضٍ في هذا الزمان تنطبقُ عليها هذه الصفة أكثر من الحرمين الشريفين اللذان هُما بهجة قلوب المؤمنين ومسرى أرواحهم واستراحة نفوسهم.
وعندما ازداد الباطلُ والكفر في بني إسرائيل وهمت طائفةٌ منهم بأمر محاربة عيسى عليه السلام وقتلهِ, وهي فعلةٌ مشينة ومن أعظم الكبائر عند رب العالمين, أوحى الله إلى عيسى بأنهُ متوفيه ورافعهُ إلى عليائه ومطهرهُ من جرائم البشر ونفوسهم الدنيئة أن تصل إليه بمكروه, وبحسب أشهر الروايات فإن عُمر عيسى عليه السلام عندما رُفع كان 33 عام, وسيكون رجوعهُ إلى الدنيا ونزولهُ إلى الأرض وهو على العُمر والحالة التي رُفع عليها.

قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ 32 لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ 33} سورة الحج.
وبالنسبة لي فإن خروجي من مسكني ومدينتي التي يشيعُ فيها الضلال وتختلط فيها الأمور إلى مدينة الله وبيتهِ المُطهر مكة المكرمة كان بالطائرة, وهي وسيلة ترفع راكبها من الأرض وتُحلق به في السماء الدنيا, وكان عمري عندما وفقني الله لهذه الرحلة المباركة هو 33 سنة, على عدة عمر المسيح عندما ارتحل إلى السماوات العُلى, وكانت عودتي أيضاً بنفس الوسيلة إلا أن اتجاه حركة الطائرة برحلة العودة كان نزولاً إلى البُقعة التي غادرتُ وارتفعتُ منها في رحلة الذهاب.
ولم تكن رحلة الإياب بأسهل من رحلة الذهاب وذلك بسبب زحمة الطائرات والمسافرين العائدين بالآلاف إلى ديارهم وأوطانهم, ولا يزالُ الحاجُ في حجٍ حتى يرجع إلى بيته الذي خرج منه, يُؤجر في عودته كما يُؤجرُ في مجيئه.

* يوم التروية: هو اليوم الثامن من شهر ذي الحِجة, وهو اليوم الذي يُسَنُ فيهُ للحُجاج التوجه إلى مِنى والمبيت فيها, وأحمد الله تعالى أن هذا الفعل هو سُنة وليس بواجب من واجبات الحج, لأنني كنتُ مُتوعك ولا أستطيع الخروج, ولحسن حظي فإن إدارة حَمَلتنا (شركة بُشرى) كانت قد اتخذت قرارها مُسبقاً بعدم التوجه إلى مِنى والمبيت فيها, حيثُ جرت العادة على عدم توجه بعثة الحُجاج الأردنيين إلى منى في يوم التروية بحسب ما أخبرنا بهِ إداريِ الحملة, وهذه السياسة الخاصة بالبعثة الأردنية كانت إيجابية تماماً بالنسبة لي شخصياً كوني كنتُ متوعكاً, وكذلك بالنسبة للحُجاج الأردنيين بشكل عام, حيث عمت أمطار الخير مكة المكرمة ومناطق عديدة من المملكة العربية السعودية, وقد تفاجئنا صبيحة يوم التروية بالغُبار والرياح الشديدة والبرق والرعد المدوي والمستمر, وتبعهما زخات غزيرة من الأمطار, وتحول الطقس بشكل مفاجئ في ذلك اليوم إلى طقسٍ شتوي بارد دون مُقدمات أو سابق إنذار, وأحسسنا في ذلك اليوم وكأننا في عَمَان, وقد غمرت الأمطار والسيول الطُرق وبعض خيام المبيت داخل مَشعر مِنى, مما حدا بعددٍ من حجاج حملتنا الذين أصروا على الخروج لتحقيق السُنة إلى الرجوع بسبب البرد والمطر, ولعدم قدرتهم حتى على أداء الصلوات على الأرضيات التي اجتاحتها مياه الأمطار.
ويُذكر أن يوم (التروية) سُمي بهذا الاسم لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء في مكة ويخرجون به إلى منى حيث كان معدوماً في تلك الأيام, ليكفيهم حتى اليوم الأخير من أيام الحج، وقيل سمي بذلك لأن الله جل وعلا أرى إبراهيم عليه السلام (المناسك) في ذلك اليوم, وقيل أيضاً أن أبانا إبراهيم تَرَوى في شأن ذبح ابنه إسماعيل (عليهما السلام) في ذلك اليوم.
وعلى كل حال فقد جاءت الأحوال الجوية في يوم التروية لهذا الموسم متوافقة ومُتماشية مع ظاهر اسمه, حيثُ ارتوت سهول مكة ومِنى وجبالهما ووديانهما بمياه الأمطار, كما ارتوت بها أجساد الحُجاج والعُمَار وغُسِلت من الذنوب والأدران, ولله الحمد بسلاماتهم وعافيتهم من توابع تلك العاصفة الرعدية, ورحمة الله على القتلى الذين لقوا حتفهم بسبب السيول الجارفة وغالبيتهم في مدينة جِدة الساحلية, وألهم أهلهم الصبر والسلوان على فقدانهم. قال تعالى: {هو الذي يُريكم البرق خوفاً وطمعاً ويُنشئُ السحابَ الثِقال 12 ويُسبحُ الرعدُ بحمده والملائكةُ من خِيفته ويُرسلُ الصواعق فيُصيبُ بها من يشاءُ وهم يُجادلون في الله وهو شديدُ المِحال 13} سورة الرعد.

وأن عسى أن تكون حبات المطر التي نزلت من السماء مدراراً في أول أيام الحج الفعلية, بُشرى خير على حُجاج بيت الله الحرام وأمة الإسلام, عن أبي سعيدٍ الخُدري, رضي الله عنه, عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: {تَنْعُم أمتي في زمن المهدي نعمةً لم يتنعموا مثلها قط, تُرسَل السماءُ عليهم مدراراً, ولا تدعُ الأرض شيئاً من نباتها إلا أخرجته} (4).

وحتى أولئك النفر في مدينة جدة الذين تحولت الأمطار عليهم إلى سيولٍ جارفة أودت بحياتهم, فإنهم في نعمةٍ عظيمة من الله, إذ مَنَ عليهم سبحانهُ بالشهادة في تلك الأيام المُباركة من شهر ذي الحجة, والتي هي خير أيام السنة. 

ذكرى رحيل الحسين
وإن أمطار يوم التروية هي دموعٌ لم تزل تذرفها السماء باستمرار على فئةٍ من بني هاشم, خرجوا في مثل هذا اليوم من مكة قاطعين الفيافي والوديان إلى حيث شاءت إرادة الرحمن أن يقضوا نحبهم ويُشردوا وتُساق أطفالهم ونساءهم, وهم الحسين وآل بيته (عليهم صلوات الله وسلامه), وهم خيرة أهل الأرض في ذلك الزمان.

قال تعالى: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ 29} سورة الدخان.
وحال السماء يوم ذاك كحال المتأوهين الذين يرددون قائلين: (آه يا حسين ومُصابه, لأجله العين سَكَابة).   

* الطواف في الطوابق الثلاثة
قال تعالى :{يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين 43} سورة آل عمران.  
في جميع المرات التي زُرت فيها المسجد الحرام لم أتمكن من الطواف أو الصلاة سوى في الساحات الخارجية أو في الطابق الثاني, ومرةً واحدة وتحديداً في طواف الإفاضة صعدتُ إلى الطابق الثالث.
وأفضل الطواف هو بالطابق الأرضي بمُحاذاة الكعبة المشرفة, ثم في الطابق الثاني لمن لم يجد مُتسع في الطابق الأرضي, وأخيراً في الطابق الثالث لمن لم يجد سِعةً في الطابقين الأسفلين.
وبحسب تقديري فإن الطواف في الطابق الأرضي القريب إلى الكعبة هو كالسجود في الصلاة, وبالسجود يكون المصلي أقرب ما يكون إلى الله. والطواف في الطابق الثاني هو كالركوع لله في الصلاة, والراكع في الصلاة هو أكثرُ قُرباً إلى الله من الواقف وأقل قُرباً من الساجد, وأخيراً فإن الطواف في الطابق الثالث البعيد عن الكعبة هو كالقيام (الوقوف) في الصلاة.
وقد يدفع حرص بعض المصلين على الدنو من الكعبة واستلام أركانها إلى تخطي الرقاب واقتحام الطريق المسدودة المؤدية إليها, ملحقين بعض الأذى أو متسببين به للمتواجدين في ساحة المسجد وحول صحن الكعبة, وهم بهذا العمل كالماشي وراء السراب, لا يبلُغون حاجتهم التي خرجوا إليها حتى وإن ظنَوا أنه بالِغيها.

* الحج في رمي الجمار
قال عليه الصلاة والسلام : {الحجُ عرفة}, فكيف يا ترى يكون الحجُ في رمي الجِمار؟
إن الجمرات الثلاثة وهي جمرة العقبة والوسطى والصُغرى, هي المواضع التي عرض الشيطان فيها لإبراهيم عليه السلام ليفتنهُ ويثنيهُ عن مقصدهُ, وثلاثتها موجودة في مِنى ومُتقاربة في مواضعها, وكلما عرض الشيطان لإبراهيم عليها السلام في أحد هذه المواضع رماهُ بسبع حصيات حتى يحترق ويسيخ في الأرض.
والجِمار أو الحصيات هي الحجارة الصغيرة, و (حجارة) في أول حرفين منها (حج), وهكذا يكون الحجُ في رمي الجمار (الحِجار).

* حوادث الجمرات
قال تعالى:{حتى إذا فُتحت يأجوج ومأجوج وهم من كلِ حدبٍ ينسلون 96} سورة الأنبياء.
وقال تعالى: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ 40} سورة الحج.
عن سليمان الأزدي , عن أمهِ قالت : سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو في بطن الوادي وهو يقول : {يا أيها الناس لا يقتل بعضكم بعضا , إذا رميتم الجمرة فارموا بمثل حصى الخذَف}. حصى الخُذف : حجر صغير بحجم حبة الفول.
منذ أن شرع النبي عليه الصلاة والسلام الحج للمسلمين عمل على تحذيرهم من حوادث وأضرار قد تقع بسبب المُغالاة واللامُبالاة, وأكثر الأماكن والشعائر خطراً على الحجاج هي مرمى الجمرات في منى, لكون هذه الشعيرة عبارة عن مُمارسة عملية يقوم فيها الحاج برجم الشيطان بالحجارة, ونظراً لانفتاح مرمى الجمرات من جميع جوانبه واكتظاظ وتدافع الحُجاج خلال عملية الرمي, وعدم التزام بعضهم بالرمي بحجارة صغيرة الحجم, إضافةً إلى مشاعر الغضب والانفعال التي تنتاب بعض الحجاج أثناء رجمهم للشيطان على سُنة خليل الرحمنَ عليه السلام, فإنهُ وعلى مدار السنوات السابقة كانت تقع العديد من الحوادث والإصابات المؤسفة للحجاج, مما حدا بالمسئولين عن الحج في المملكة العربية السعودية إلى البحث عن حلولٍ جذرية لمنع أو تقليل حصول مثل هذه الحوادث, ومن أجل ذلك تم بناء صرحاً عظيماً مكون من عدة طوابق لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الحُجاج المتوجهين لرمي الجمرات, كما تم زيادة رقعة مرمى الجمرات عرضاً وارتفاعاً لتصبح نهايته ملامسة للسقف, وذلك للحيلولة دون مرور الحجارة المقذوفة إلى الجانب المقابل, وعند رؤيتي لهذه القلعة المشيدة وقيامي برمي الجمرات بكل سهولة ويُسر وإحساسٍ بالأمان, إضافةً إلى الجهد الذي لمستهُ من عَرِيفي وضباط الأماكن المقدسة للحيلولة دون افتراش الحجاج بالطرقات والممرات وبشكلٍ صارم وفي جميع الأوقات, تذكرتُ قصةً مُشابهة حدثت في مكان شبيه ببطحاء مِنى الواقعة بين جِبال,وهي قصة ذي القرنين مع القوم الذين التقى بهم بين السَدَين (الجبلين) واشتكوا إليه أذى وإفساد قوم يأجوج ومأجوج, وطلبوا منه أن يساعدهم على بناء سدٍ يحول دون وصول قوم يأجوج ومأجوج إليهم, فاستجاب لهم ذي القرنين وجعل بين الطرفين حاجزاً متيناً لا يمكن نقضهُ على مر الزمان إلى حين تحَقُق وعد ومشيئة الرحمن بهدم هذا الحاجز في آخر الزمان.
قال تعالى: {ثُم أتبعَ سبباً 92 حتى إذا بلغَ بين السدين وجد من دونهما قوماً لا يكادون يفقهون قولاً 93 قالوا يا ذا القرنين: إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض, فهل نجعلُ لك خرْجاً على أن تجعل بيننا وبينهم سداً 94 قال ما مكني فيه ربي خير, فأعينوني بقوةٍ أجعل بينكم وبينهم ردماً 95} سورة الكهف.

عن قال قتادة: {يُجاء إلى المهدي في بيته, والناسُ في فتنة تُهراق فيها الدماء, يُقال لهُ: قُم علينا, فيأبى, حتى يُخوف بالقتل, فإذا خُوف بالقتل قام عليهم, فلا يُهراق بسببه محجمة دم} (5).

* حج فئة 33 نجمة ؟!
(صَبَحْ صَبَحْ يا عمي الحج)
عند ذهابي للتسجيل في إحدى حملات الحج التي ينظمها مكتب (بُشرى للحج والعمرة), قمتُ باختيار فئة خدمات ( 3 نجوم), وخير الأمور أوسطها, فلا ترهقني مشقةً ولا تشغلني مُتعة عن أداء ما افترضه الله عَلَي بالوجه الذي يرتضيه عني.
قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 189} سورة البقرة.
ورغم أنني كما ذكرت كنت قد سجلتُ ودفعةُ نفقات حج فئة خدمات 3 نجوم, إلا أنهُ وفور وصولنا إلى مكة المكرمة فاجأنا إداريِ الحملة بأن سكننا المُقرر بحسب الاتفاق في فندق يبعد عن المسجد الحرام مسافة 500 متر, قد تغير ليصبح قرب مِنى وبمسافة تبعُد أكثر من 4000 متر عن المسجد الحرام إذا لم يخونني التقدير, وبفندق تم تجهيزه للتو لاستقبال النُزلاء, ولم نجد في غُرف الفندق غير أسِرة النوم ولله الحمد, والأدهى والأمرَ من ذلك أنهُ وبعد رحلة استمرت نحو 18 ساعة ما بين انتظار وطيران وإتمام لمعاملات الحج وحتى وصولنا إلى مكة بالحافلة, فإن الإداري الذي اصطحبنا إلى سكننا غير المُنتظر لم يستطيع أن يتذكر عنوان وطريق الفندق, وعندما سألهُ سائق الحافلة عن اسم الفندق, أجابهُ أن الفندق حديث الإنشاء ولا يزال غير مُسَجَل تحت أي اسم, واستمر السائق يحوم حول موضع الفندق أكثر من ساعة ونصف دون جدوى, حتى كاد من في الحافلة أن يطلبوا منهُ الذهاب إلى المستشفى بدلاً من الفندق وذلك من شدة الإعياء والتعب, حتى إذا استيأسنا من الوصول إلى مكان المبيت, حدثت المعجزة واهتدى الإداري إلى طريق فندق (بلا عنوان), وبسبب هذه التجربة المريرة فإننا وطوال تواجدنا في هذا الفندق لم نجرؤ على الخروج منهِ لأي مكانٍ بمفردنا, خشيةً من أن نَضلَ طريق العودة إليه.

وقد كان هناك مفاجآت أخرى أشدُ وطئاً على إخواننا من فئة الحج المميز غالي الثمن, والذين تعين عليهم الجلوس في صالة الانتظار في فندقهم الفخم نحو 48 ساعة, وذلك قبل أن يتمكنوا من إيجاد غُرَف فارغة بدلاً من الغُرَف التي كان يُفترض أنها محجوزة لهم مُسبقاً, وقد تبين لنا فيما بعد أن أحد مديري ومُنسقي الحجوزات في ائتلاف مكاتب السياحة التي حجزنا معها (ائتلاف بُشرى وجبل النور والوسيلة), هو من كان وراء هذا التلاعب والعبث بحُجوزات المُسجلين ضمن الحملة, وقد نال نصيباً وافراً من المُشاجرات والشتائم والأدعية من أعضاء الحملة, الذين لم يخطر ببالهم أنهم سجلوا تسجيلاً وهمياً لا أصل لهُ, خاصةً وأنهم وفد الله وخارجين إلى حج بيت الله في الأرض التي حَرَمها الله.

ولا أقصد بكلامي هذا تشويه سمعة المكاتب السياحية المذكورة, وذلك أن أفضل مكاتب الخدمات السياحية في العالم ليست بمنأىً عن الوقوع بالأخطاء وسوء التدبير, ولكن المهم هو الاعتراف بالخطأ واسترضاء المتضررين, وقد اعترف مشرفو المكتب بالخطأ الذي حدث وعملوا على توفير بعض الخدمات البديلة اللازمة لأعضاء الحملة, ورغم كل ما حدث إلا أنني وبفضل الله لم أُعاتب ولم أُخاصم أحد ورضيتُ بما قسمهُ الله لي, وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم, وعسى أن تُحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم, والله يعلم وأنتم لا تعلمون, وقد وجدتُ مصداق هذا القول الرباني مما سمعتهُ من كلام بعض الأصحاب الذين خرجوا مع نفس الائتلاف وأقاموا في الفندق الذي كان مقرراً لنا أن نقيم فيه (فندق النهدي), ولم يرتاحوا أبداً في تلك الإقامة رغم قربهم من المسجد الحرام, وذلك بسبب الشوارع المُكتظة بالمارة والباعة المفترشين على الأرصفة والطرقات, وكذلك الروائح الكريهة الناتجة عن تراكم النفايات والأطعمة والأشربة التي تنسكب على الطرقات.
ومن ناحية ثانية فإن إقامتنا بجوار مِنى قد أراحتنا كثيراً في أيام رمي الجمرات والمبيت بِمنى التي كانت تفصلنا عنها مسافة قصيرة.

وباعتقادي فإن كل المشقات التي تعرضتُ لها شخصياً أو تعرض لها أحد من الحُجاج بسبب أو بغير سبب, وذلك قبل الوصول إلى مكة ودخول المسجد الحرام, أو خلال أداء مناسك الحج بشكلٍ عام, أو حتى عند مغادرة مكة البيت الحرام, إنما هي لأن الله يُريد أن يُطهرنا ويُذهب عنا الرجس والذنوب قبل دخول بيته المُحرم وقبل مغادرتهِ إلى بيوتنا, قال تعالى:{وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ 24 إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ 25 وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ 26 وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ 27} سورة الحج.

عن عمرو بن شعيب , عن أبيه , عن جده , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {في ذي القعدة تحَارُب القبائل (من ضِمنهِ تنافسها في الانتخابات أو المسابقات) , وعلامتهُ يُنهب الحاج *, وتكون ملحمة بمِنى, يكثُرُ فيها القتلى * , وتسيلُ فيها الدماء حتى تسيلُ دماؤهم على الجمرة * , وحتى يهرب صاحبهم (المهدي) , فيُؤتى بين الرُكن والمقام , فيُبَايع وهو كاره , يُقال لهُ : إن أبيتَ ضربنا عُنقك , يُبايعهُ مثلُ عدة ِ أهل بدر , ويرضى عنهُ ساكن السماء وساكن الأرض} (6).

* {وعلامتهُ يُنهب الحاج}: وهذا على غِرار ما حصل لنا من عدم الإيفاء بالعقد والاتفاق, ومن ضمن ذلك أيضاً ما قد يتعرض لهُ الحاج من ضياع الأمتعة والسرقات لا قَدرَ الله, أو بسبب وجود بعض الاستغلاليين ومنهم على سبيل المثال أصحاب الكراسي المتحركة – التي يُجَر عليها المرضى وكبار السن- في المسجد الحرام ومعظمهم من الفتية, حيثُ كانوا متفقون على طلب مبلغ ما بين 300 إلى500 ريال نظير الطواف والسعي وذلك في أول أيام عيد الأضحى.
* {وتكون ملحمة بمِنى, يكثُرُ فيها القتلى}: الملحمة هي المجزرة, وفي عُرف بعض البلدان (مثل الأردن) فإن الملحمة هي الدُكان الذي تُباع فيه اللحوم الطازجة, ولعل هذا القول في الحديث هو كنايةً عن المجازر التي يُذبح فيها ملايين الهَدي من الأنعام في يوم النحر في مِنى.
* {وتسيلُ فيها الدماء حتى تسيلُ دماؤهم على الجمرة}: إن سيل الدماء على الجمرة في منى أيام رمي الجمرات لا يعني بالضرورة سقوط جرحى وقتلى, ولكن ربما يكون هذا القول أيضاً للدلالة على واقع مِنى والجمرات, التي تكون شبه خالية على مدار العام باستثناء أيام المبيت فيها ورمي الجمرات, حيثُ يؤم المكان ملايين الحجاج والباعة وعمال الخدمات, وهكذا فإن سيل الدماء بمِنى هو في بعض صُوره كنايةً عن ملايين الآدميين الذين يسيرون في بطحاء مِنى كالسيل الجارف, ويُعيدون الحياة إلى هذا المكان بعد سُباتٍ عميق على مدار العام.

وفي الختام, عسى الله أن يتقبلَ مِنا ومن حُجاج بيته جميعاً, وأن لا يجعل هذه الزيارة آخر عهدنا بالبيت الحرام, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين, وصلى الله على داعيَنا وهادينا إلى حج هذا البيت الكريم محمد وعلى آله وصحبهِ أجمعين.  

فكرة وإعداد: المهندس وليد احمد محمد القراعين
نُشر لأول مرة في مدونة المسبار السحري بتاريخ: 11-1-2010

الهوامش:
1- رواه البرقاني في صحيحه, كما قال النووي في رياض الصالحين.
2- هذا جزء من حديث رواه الإمام أحمد عن ابن عباس.
3- رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهم.
4- رواهُ الحافظ وأبو القاسم الطبراني في (مُعجمه).
5- أخرجهُ الإمام أبو عمرو الداني في (سننه).    
6- سُنن الداني , لوحة 92.

رابط الجزء الأول:

رحلة الحاج رقم 3 وثلاثين





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق