الجمعة، 22 مارس 2013

فلسطين الوليدة وغزة المؤودة ج2


   بسم الله الرحمَن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين محمد وآله وصحبه الطيبين الطاهرين. أما بعد؛

مقدمة من الجزء الاول:
[فلسطين الوليدة
رغم اختلاف اللفظين إلا أن اسم فلسطين بعد قسمهِ إلى نصفين يصير فيه شبه من اسمي (وليد), وكل ما نحتاجه لاستنباط هذا الشبه الفريد هو إجراء تعديل بسيط على الاسم, وذلك بنقل الحرف الرابع من اسم فلسطين (حرف الطاء) إلى أولها لتصبح (طفلسين). ثم نقوم بتقسيم الكلمة الناتجة (طفلسين) إلى قسمين متساويين:

فلسطين = طفلسين = طفل + سين .

ومن خلال القسم الأول الناتج من معادلة اسم (فلسطين) وهو كلمة (طفل), سوف نحصل على بيت القصيد وهو اسم (وليد).
* طفل: كلمة تشبه بالمعنى اسم (وليد), وكلاهما يستخدم لغةً للتعبير عن نفس المرحلة العمرية, وهي مرحلة ما بعد الولادة إلى ما قبل البلوغ.

وللتأكيد على صحة إعادة ترتيب وتقسيم حروف اسم (فلسطين), نقوم بحساب مجموع أعداد حروف كلا القسمين الناتجين, وذلك باستخدام قاعدة حساب الجُمل المشهورة بين المشتغلين بحساب الأوفاق, على النحو التالي:
فلسطين = طفلسين = طفل + سين .

طفل:  ط (9) + ف (80) + ل (30) = 119.
سين: س (60) + ي (10) + ن (50) = 120.
  
ويتبين لنا من هذا الحساب أن مجموع أعداد حروف كلاً من القسمين على التوالي يمثل رقمين متتابعين في سُلم الأعداد هما: (119, 120), مما يدل على صحة التعديل الذي أجريناه على اسم (فلسطين).
فلسطين = طفلسين = طفل + سين = 119 + 120.

تتمة الجزء الأول ...

فلسطين والعراق .. وليد القراعين .. الويل والقارعة
علاقة حرفية فريدة نجدها بين اسمي واسم عائلتي (وليد القراعين), وبين اسم البلدين الغارقين بالمآسي والفتن (العراق وفلسطين), كما في الشرح التالي:

فلسطين والعراق = وليد القراعين
1- إن عدد حروف اسميْ (فلسطين) و (عراق) يساوي عشرة, وهو نفسه عدد حروف اسميْ (وليد) و (قراعين).
فلسطين + عراق = وليد + قراعين = 10 حروف.
2- فلسطين: ننقل الحرف الرابع (الطاء) إلى أوله فيصبح (طفلسين).
3- عراق: نبدل مكان الحرف الرابع مع الحرف الأول فيصبح (قراع).
فلسطين + عراق = طفلسين + قراع
4- ننقل آخر حرفين من (طفلسين) إلى آخر (قراع) فتصبح (قراعين) وهو اسم عائلتي:
طفلسين + قراع = طفلس + قراعين
5- طفلس: إن هذه الأربعة حروف التي تبقت من اسم (فلسطين) تساوي عدد حروف اسم (وليد), وإن الثلاثة حروف الأولى منها وهي (طفل) تشبه بالمعنى اسم (وليد), وكما ذكرت في الفقرات السابقة فإن كلا اللفظين يستخدم لغةً للتعبير عن نفس المرحلة العمرية, وهي مرحلة ما بعد الولادة إلى ما قبل البلوغ.
وهكذا فإن:
فلسطين + عراق = طفلسين + قراع = طفلس + قراعين = وليد قراعين

وبالمحصلة النهائية فإن اسمي واسم عائلتي يتقاطعان مع اسميْ بلدين عريقين يعاني أبناء الأمة فيهما الأمَرَين, وهما أعمق جُرحين في جسد الأمة العربية في هذا الزمان وفي سابق أزمان التاريخ الإسلامي. حيثُ يقف أبناء الأمة وقفت من لا حول لهُ ولا قوة سوى السمع والبصر لما يجري في هاذين البلدين دون أن يستطيع أن يُحرك ساكناً حِياله, قال تعالى: {إن عذاب ربك لواقع 7 ما لهُ من دافع 8 يوم تمُورُ السماءُ موراً 9 وتسيرُ الجبالُ سيراً 10 فويلٌ يومئذٍ للمكذبين 11 الذين هم في خوضٍ يلعبون 12} سورة الطور.

وليد القراعين = الويل والقارعة
لقد تحدثت الآية السابعة من سورة الطور أعلاه عن العذاب (الواقع), وإن الرقم سبعة (7) يُمثل عدد أبواب جهنم حيث يقع العذابُ حتماً على مستحقيه, وإن الواقع حقاً صعباً ومرير.
ومن اللطائف الحرفية في كلمة (واقع) أن حروفها على الترتيب تُمثل الحرف الأول من اسمي واسم أبي واسم عائلتي المكون من مقطعين, على النحو التالي:
واقع = و, ا, ق, ع.
و: حرف الواو هو أول حرف من اسمي وليد.
ا: حرف الألف هو أول حرف من اسم أبي أحمد.
ق, ع: (قراعين), وأصلها هو (قرة عين), وهو اسم الجد الأكبر لهذه العائلة كما أشرت إلى ذلك في مقالات سابقة.
حرف القاف (ق) هو الحرف الأول من المقطع الأول لاسم جدي الأكبر (قرة), وحرف العين (ع) هو الحرف الأول من المقطع الثاني (عين).

ومن المُصادفات الغريبة التي تتطابق مع واقع الحال, أن اسمي (وليد القراعين) الذي انطوى فيه اسميْ (العراق وفلسطين) يتقاطع في لفظه وحروفه مع كلمتيْ العذاب وهما (الويل والقارعة).
حيث أن الحروف الثلاثة الأولى من اسم (وليد) بتبديل أماكن الحرفين الثاني والثالث (الياء واللام) تُشَكل كلمة (ويل), وهو اسم وادي في جهنم, قال عطاء بن يسار: (لو أُرسلتْ فيه الجبال لماعت من حره).
وكذلك فإن الحروف الأربعة الأولى من اسم عائلتي (قراعين) بتبديل أماكن الحرفين الثاني والثالث (الراء والألف) تُشَكل الحروف الأربعة الأولى من كلمة (قارعة), وهي عذاب ينزل من السماء ونكبة تصيب الناس وداهية تقرعهم بصنوف البلايا وهي كذلك القيامة.
ولا يخفى على أحد ما أصاب ويصيب العرب والمسلمين في أرض (العراق فلسطين) من نكبات وجوائح وفاقات, تنزلُ بهم تتراً بما كسبت أيدي الناس من المعاصي والسيئات, في حالةٍ بشعة من الإفساد الجاهلي الذي نعيشه في هذه الفترة من الزمان, تساهم فيه وتوقد شُعلتهُ الثُلة المفسِدة من أمم الأرض على اختلاف دياناتهم وأجناسهم, وذلك من أجل إشباع غرائز الحقد والانتقام في أنفسهم, والرغبة في الاستيلاء على ما في أيدي الآخرين من حُطام الدنيا.
 فعسى الله أن يجعل لأهل فلسطين ولياً صالحاً يهديهم لما فيه تخفيف ويلاتهم في الدنيا والآخرة, وعسى سبحانهُ أن يهدي أهل العراق إلى ما تقرُ به أعينهم بعد هذه القوارع المريرة التي حلت بهم.

عذاب الله .. الواقع
قال تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين 107} الأنبياء.
وكان قدوتنا النبي الكريم (عليه وآله الصلاة والتسليم) يقول: {إنما أنا رحمةٌ مُهداة} حديث صحيح.
إلا أن هذا لا ينفي وجه الشِدة والزجر الذي يتطلبهُ لقاء الكافرين والمُفسدين من الخلقْ, قال تعالى: {مُحَّمَدٌ رَسُولُ اللهِ والَّذينَ مَعَهُ أشدَّاءُ عَلى اٌلكُفَّار رُحَماءُ بَينهُمْ} [29,الفتح].
وقد قَدَم الله العقاب على الرحمة في عدة مواضع, قال تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ 98} سورة المائدة.
فلا مفرَ مما قضاه الله من عذاب على من خالف أمرهُ وعصاه, وكما استخلف الله عِبادهُ الصالحين لإسباغ مظاهر رحمتهِ في هذه الحياة, فإنهُ كذلك قد استخلفهم ليصيب بهم من يشاء بعذابهِ وانتقامه.
وحتى لا يشِمني أحد أو يتشاءم مني بمقولة (وليد القراعين = الويل والقارعة), فقد أُثِر أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أنهُ كان يأخذ على خالد بن الوليد – رضي الله عنهما- حِدة سيفه, وسُرعته في سفك دماء الأعداء, لما كان يتسبب به أحياناً من مقتل بعض الأبرياء, [ولقد عبرَ عن هذا حين اقترح على أبي بكر عزلهُ إثر مقتل مالك بن نويرة, فقال: (إن في سيف خالد رهقاً), أي خِفة, وحِدة, وتسرعاً, فأجابهُ الخليفة الصِديق: (ما كُنتُ لأشيمَ سيفاً سلهُ الله على الكافرين)] (4).

وقد تعلمَ نبي الله موسى درساً من الخِضر (عليهما السلام) في أن الإرادة الإلهية فوق العواطف والظنون الإنسانية, قال تعالى: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا 65 قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا 66 قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا 67 وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا 68.. فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا 74 قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا 75 .. قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا 78.. وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا 80 فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا 81} الكهف.

قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ 30} البقرة.
عن زرارة، عن أبي جعفر، عليه السلام، قال: {قلت له، رجل صالح من الصالحين، سمِهِ لي أريد المهدي.
قال: اسمه اسمي.
قلت: أيسير بسيرة محمد (صلى الله عليه وسلم).؟ قال: إنه يسير بالقتل، ولا يستنيب أحداً، ويل لمن ناواه}.
وعن أبي هريرة ,رضي الله عنه, قال: {يُبايع المهدي بين الركن والمقام، لا يوقظ نائماً، ولا يهريق دماً} أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن (5).

ويظهر لنا من هاتين الروايتين في شأن الخليفة المهدي المنتظر (عليه السلام), كيف أنهُ يجمع في سيرتهِ بين قتال المُفسدين وأعداء الدين, وبين حقن دماء الأبرياء والمؤمنين.

عن محمد بن الحنفية، قال: ((كنا عند علي، عليه السلام، فسأله رجل عن المهدي، فقال: هيهات، ثم عقد بيده سبعاً. فقال: ذاك يخرج في آخر الزمان، إذا قال الرجل: الله الله. قتل، فيجمع الله تعالى له قوماً، قزع كقزع السحاب، يؤلف الله بين قلوبهم، لا يستوحشون إلى أحد، ولا يفرحون بأحد دخل فيهم، على عدة أصحاب بدر، لم يسبقهم الأولون، ولا يدركهم الآخرون، على عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر.قال أبو الطفيل: قال ابن الحنفية: أتريده؟ قلت: نعم.قال: فإنه يخرج من بين هذين الخشبتين.قلت: لا جرم والله لا أريمها حتى أموت.فمات بها، يعني مكة، حرسها اللهُ تعالى)) أخرجه الحافظ أبو عبد الله الحاكم، في مستدركه، وقال هذا حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم، ولم يخرجاه.
قال ابن اسحاق: [قال الله تعالى: .. أَبِي يَتَمَرَّسُونَ أَمْ إِيَّايَ يُخَادِعُونَ ؟ وَإِنِّي أَحْلِف بِعِزَّتِي لَأُقَيِّضَن لَهُمْ فِتْنَة يَتَحَيَّر فِيهَا الْحَلِيم , وَيَضِلّ فِيهَا رَأْي ذِي الرَّأْي , وَحِكْمَة الْحَكِيم , ثُمَّ لَأُسَلِّطَن عَلَيْهِمْ جَبَّارًا قَاسِيًا عَاتِيًا , أَلْبِسْهُ الْهَيْبَة , وَأَنْتَزِع مِنْ صَدْره الرَّأْفَة وَالرَّحْمَة وَالْبَيَان , يَتْبَعهُ عَدَد وَسَوَاد مِثْل سَوَاد اللَّيْل الْمُظْلِم , لَهُ عَسَاكِر مِثْل قِطَع السَّحَاب , وَمَرَاكِب أَمْثَال الْعَجَاج , كَأَنَّ خَفِيق رَايَاته طَيَرَان النُّسُور , وَأَنَّ حَمَلَة فُرْسَانه كَوَبَرِ الْعُقْبَانِ ..] (6).

جعلنا الله عذاباً على أعداءه, ورحمةً لأوليائه.

فلسطين .. نبي في بطن الحوت
نتواصل مع استخراج ميراث وكنوز الأنبياء من حروف اسم (فلسطين) مهد الرسالات, وفي هذه الفقرة سوف يروي لنا اسم (فلسطين) قصة نبي ٍ كريم هو صاحب الحوت يونس (عليه السلام).
وكما في الفقرات السابقة نُجري التعديل نفسه بنقل الحرف الرابع من اسم (فلسطين) إلى أوله ليصبح (طفلسين), ثم نقوم بتقسيم الاسم إلى ثلاثة أقسام على الترتيب:
فلسطين = طفلسين = طفل + سي + ن

* طفل: كلمة تشبه بالمعنى اسم (وليد), وكلاهما يستخدم لغةً للتعبير عن نفس المرحلة العمرية, وهي مرحلة ما بعد الولادة إلى ما قبل البلوغ.
* سي: لفظة تشبه لفظ كلمة Sea الإنجليزية ومعناها (بحر).
* ن: حرف النون, و النون هو اسم من أسماء الحوت, والجمع أنوان ونينان, وقد سَمَا الله نبيه يونس عليه السلام ڊ ِ(ذي النون) نسبةً إلى الحوت الذي التقمهُ في بطنه, فَصَاحَبهُ (عليه السلام) في حِله وترحالهِ مدة مكثهِ في بطنه, قال تعالى : {وذا النون إذ ذهب مُغاضباً فظنَ أن لن نقدرَ عليه فنادى في الظُلمات أن لا إلهَ إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين 87} سورة الأنبياء.

والآن نقوم بتعويض هذه الدلالات والنتائج للمقاطع الثلاثة من اسم (فلسطين) في معادلتها:
فلسطين = طفلسين = طفل + سي + ن=  وليد + بحر + حوت

وإننا من خلال هذه النتائج الثلاثة لتحليل اسم (فلسطين) نصل إلى الخبر اليقين من قصة صاحب الحيتان يونس (عليه السلام), قال تعالى : {وإنَ يونس لمن المرسلين 139 إذ أبَقَ إلى الفُلك المشحون 140 فساهم فكان من المدحضين 141 فالتقمهُ الحوت وهو مُليم 142 فلولا أنهُ كان من المُسبحين 143 للبث في بطنهِ إلى يوم يبعثون 144 فنبذناهُ بالعراءِ وهو سقيم 145 وأنبتنا عليه شجرةً من يقطين 146 وأرسلناهُ إلى مِئة إلفٍ أو يزيدون 147 فآمنوا فمتعناهم إلى حين 149} سورة الصافات.

وإننا من خلال قراءتنا لتفاصيل قصة يونس (عليه السلام) نجد أن قمة الإثارة والتشويق في هذه القصة تكمُن في دخول يونس (عليه السلام) في بطن الحوت, ومكثهُ فيه, وخروجهُ منه, وإن عناصر هذا الموقف الفريد نجدها في معاني المقاطع الثلاثة التي استخرجناها من اسم (فلسطين), وهي (وليد + بحر + حوت):

- بحر: هو المقطع الأوسط من معادلة اسم (فلسطين), و(البحر) هو المسرح والمكان الذي جرت عليه أحداث قصة ذي النون (عليه السلام), الذي خرج من قرية نينوى مُغاضباً لأهلها, وارتحل مُفارقاً لهم حتى بلغ الشاطئ, وركب البحر مع قومٍ في سفينة.

- حوت: ثم ابتدأ الابتلاء ينزل من السماء, وهاج الماء, وأخذت السفينة بالتمايل والانحناء, وخاف ركاب السفينة من الغرق والفناء, فأخذوا يتخففون من أحمالهم وأمتعتهم بإلقائها في الماء, ولكن لم تُجدي المحاولات فقرر ركاب السفينة الاقتراع على رجُلٍ منهم يلقونه في الماء لتقليل الخطر وتخفيف الأعباء, فوقعت القرعة على يونس (عليه السلام), فتجرد من الثياب وألقى نفسه في البحر, فأرسل الله على الفور حوتاً يشق البحر فالتقمه وأدخلهُ في جوفه.
وإن (الحوت) الذي لبث نبي الله يونس في بطنه أسير, هو المقطع الثالث والأخير من معادلة اسم فلسطين.

- وليد: أحاطت بيونس (عليه السلام) وهو في بطن الحوت الظُلمات من كل مكان, قال ابن مسعود – رضي الله عنه – هي : (ظُلمة الليل وظُلمة قاع البحر وظُلمة بطن الحوت) , وهو عليه السلام في هذه الظلمات الثلاث كالجنين الذي ينشأ ويتخلق في ظلمات ثلاثة. كما في قوله تعالى : {يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق في ظُلماتٍ ثلاث} [الآية 6 : الزمر]. وهذه الظُلمات الثلاثة هي : (ظلمة الرحم , وظلمة المشيمة , وظلمة البطن), كذا قال ابن عباس ومُجاهد. وقد أثبتت الأبحاث والتجارب العلمية صحة هذه الحقائق القرآنية.
وإننا نجدُ في الآية التي تصف حالة سيدنا يونس (عليه السلام) بعد خروجه من بطن الحوت , ما يؤكد لنا حقيقة أنهُ خرج من ذلك المخاض العسير في بطن الحوت كما يخرج الوليد من بطن أمه , قال تعالى : {فنبذناهُ بالعراء وهو سقيم 145}, {فنبذناهُ} أي ألقيناهُ {بالعراء}, قال ابن عباس : هي الأرض التي ليس بها نبت أو بناء , وقوله تعالى : {وهو سقيم} أي ضعيف البدن, قال ابن مسعود  رضي الله عنه : كهيئة الفرخ ليس عليه ريش * , وقال السدي : كهيئة الصبي حين يولد, وهو المنفوس.
وإن الطفل (الوليد) هو المقطع الأول من معادلة اسم (فلسطين). وبهذا نكون قد وصلنا إلى مسك الختام من رواية قصة وليد الحيتان يونس (عليه السلام).

من واقع فلسطين
في هذه الفقرة سأعمل على استخدام معادلة اسم (فلسطين) في الاستدلال على بعض الحيثيات من واقع فلسطين الإنساني والجغرافي.

 فلسطين = طفلسين = طفل + سين = طفل + سي + ن.

والآن نقوم بتفصيل معنى هذه المقاطع الثلاثة على النحو التالي:
* طفل : كما ذكرنا هو الوليد والصبي الصغير, وللطفل نصيبٌ عظيم في اسم فلسطين حيثُ تشكل حروف كلمة (طفل) نصف عدد حروف اسم (فلسطين), وإن هذا لهو حق اليقين, إذ لم يعرف العالم أشجع من أطفال فلسطين الذين كانوا رمزاً لثورة الحجارة التي أرهقت دولة إسرائيل زُهاء سبع سنين.
وكيف لا تنطوي كلمة (طفل) في اسم فلسطين وعلى ثراها تمت الولادة الخالدة للطفل الأعجوبة كلمة الله المسيح عيسى ابن مريم (عليهما السلام), النبي الذي تكلم بالمهدِ صبياً عبرةً للأنام, عَجَلَ الله السلام نُزُوله إلى الأرض التي وُلدَ فيها ورُفعَ منها ليكون ناصراً للدين ومُعيناً لأهل الإيمان, قال تعالى: {منها خلقناكم وفيها نُعِيدُكم ومنها نُخْرِجُكم تارةً أُخرى 55} سورة طه. 
  
* سي: كما قلنا لفظة تشبه لفظ كلمة Sea الإنجليزية ومعناها (بحر).
 وتقع فلسطين على شواطئ ثلاثة بحار بِعَدد حروف كلمة (بحر), وهي : البحر الميت شرقاً, والبحر الأبيض المتوسط غرباً, والبحر الأحمر جنوباً.
وإن أسماء بِحار فلسطين الثلاثة بحسب حجمها تمثل لنا صورة عن تسلسل الحياة من الخلقِ إلى الوفاة, بدايةً بأكبر هذه البحار (الأبيض المتوسط) ثم بأوسطها (الأحمر) ثم بأصغرها (الميت), على نحو ما هو مُفصل أدناه:
- البحر الأبيض المتوسط: إن الأبيض هو لون الماء الذي يُخلق منه الإنسان وهو (المني), قال تعالى: {ألم نخلقكم من ماءٍ مهين 20} المرسلات, وقال سبحانه: {أيحسبُ الإنسانُ أن يُتركَ سُداً 36 ألم يكن نطفةً من مني ٍ يُمنى 37} سورة القيامة.
وإن الآلة التي يخرج منها هذا الماء الأبيض المهين تقع في (وسط) جسم الرجل تقريباً, وبهذا فإن (البحر الأبيض المتوسط) يدل على ماء الرجل الذي يخرج من فرجه, وهو سبب الخلق والنشأة الأولى.
- البحر الأحمر: إن الأحمر هو لون (الدماء) وهو كذلك لون (النيران). فإذا ظهرَ الفساد وأُشعلت نيران الحرب والعدوان, سُفِكَت دماء بني الإنسان. , قال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ 41} الروم. وقال سبحانه: { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ 30} البقرة.
- البحر الميت: إن الموت لا لون لهُ, ولكن بعد أن تُسفك دماء الإنسان فإنه يموت وتصير ثيابه الأكفان. قال تعالى: { أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ.} [78,النساء].

وأخيراً فإن كلمة (بحر) بنقل حرف الباء من أولها إلى أخرها تصير (حرب), والحرب هو قَدر أهل فلسطين في هذه السنيين وبشكل خاص سُكان البحار في غزة العِزة والنضال.

* ن: حرف من حروف المعجم وهو من حروف الزيادات. وحرف النون هو واحد من الحروف المتقطعة التي ابتدأت بها سورة القلم, قال تعالى: {ن. والقلم وما يسطرون 1}. وكما ذكرت سابقاً (نون) هو حوتٌ عظيم, لا بد أنهُ عاش وسبح في بحار فلسطين.
وإذا كانت كلمتي (بداية) و (نهاية) متعاكستين بالمعنى, فإن أول حرفين منهما (ب) و (ن) متعاكسين بموضع النقطة.
وبحرف النهاية (النون) نُنهي هذه الجولات في ربوع اسم (فلسطين) الخصب والجميل المعاني والدلالات.

الأحاديث النبوية في وصف أحداث غزة الدموية
مع بداية هذا العام الجديد, نزل على أهل غزة العذاب الشديد بقذائف النار والحديد, وإن الأقلام تحار في وصف ملحمة غزة وأحداثها العِظام الخِطار, والكلام عنها يطول بقدر طول ساعاتها وأيامها وثِقلها على غزة وسُكانها, وخير كلامٍ في هذا المقام ما جاء على لسان نبينا العدنان محمد (عليه وآله الصلاة والسلام) في وصف مصائب أمتهُ التي تقع في آخر الزمان.

عن أبي سعيد الخدري, - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): {ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاءٌ شديد لم يُسمع ببلاءٍ أشد منه, حتى تضيق بهم الأرض الرحبة, وحتى لا يجد الرجل ملجأ يلتجِئُ إليه من الظلم, فيبعثُ الله من عِترة أهل بيتي رجُلاً, يملأُ الأرضَ قسطاً وعدلاً, كما مُلئت جوراً وظلماً, يحبهُ ساكن السماء وساكن الأرض, وترسلُ السماء قطرها, وتخرجُ الأرضُ نباتها لا تمسك منه شيئاً, يعيش في ذلك سبع سنين} (7).
ونحنُ إذ نعيشُ في آخر مراحل ازدهار هذه الدنيا الفانية في فنونها وعمرانها, وآخر مراحل هذا الدين الحنيف الباقي في علومه وأخلاقه, خرجت علينا قيامة غزة لتوقظنا من نومتنا وسكرتنا الدنيوية, ولتضعنا أمام صورةٍ واقعية عن مستقبل هذه الحياة الإنسانية المُندثرة, ولم يكن ليخفى على خير الأنام محمد (عليه وآله الصلاة والسلام) ما تُخبأه الأيام لأتباع مِلته في آخر الزمان من فتنةٍ وإجرام, وإن ما نزل بإخوان العروبة والإسلام في غزة هاشم من عذابٍ على يد الجيش الإسرائيلي لهو بحق أشدُ البلاء وأعظم المصائب في هذا الوقت من الزمان, وقد صدق (عليه الصلاة والسلام) إذ قال: {ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء} وكأنهُ كان يرى الطائرات تُلقي بجمراتها الخبيثة من السماء على رؤوس النساء والأطفال والأبرياء, تلك القنابل الفسفورية المُحرمة بالشرعية الدولية تنزلُ من السماء في شهر الله المُحَرَمْ على من حَرَمَ اللهُ قتلهم في رسالاته السماوية بكلِ بشاعةٍ ودموية, عن عبد الله بن مسعود , رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم , قال : {إذا كانت صيحة في رمضان (8) , فإنهُ يكون معمعةً في شوال, وتمَيُز القبائل في ذي القعدة, وتُسفك الدماء في ذي الحجة والمُحرم, وما المُحرم؟ } يقولها ثلاثاً {هيهات, هيهات, يُقتل الناسُ فيها هرجاً , هرجاً..} إلى آخر الحديث (9).
الهرج: الوقوع في الفتنة, والاختلاط والقتل.
وقد كانت الفتنة واقعةً في ملحمة غزة الدموية بين إخوة التراب من فتح وحماس وبين أخوة العروبة الذين تبادلوا الاتهامات والملامات, وقد كثرت أعداد القتلى واختلطت بين رجال ونساء وأطفال.
* { لم يُسمع ببلاءٍ أشد منه}: نبأ لم يسمع الناس أفظع منه, وصورةً لم يروا أقبح منها منذ بداية مسلسل الحروب في هذه المنطقة الشرق أوسطية, مدينة غزة غُرة فلسطين التي تحَجَلت بالدماء صارت سيدةً للإذاعات وشاشات الأنباء على مدار الأيام والساعات.
* {حتى تضيق بهم الأرض الرحبة}: لقد ضاقت أرض غزة الرحبة بأهلها في أيام حربها, فبعد أن كان أهل غزة كلٌ في بيوتهم ساكنين, صاروا في ذاك البيت أو في تلك المدرسة والمسجد محتشدين, خارجين وهاربين من بيوتهم التي تهدمت أو تكاد, ومن أسلحة أعداءهم التي تصطاد, وبعدما كان لكُل واحدِ منهم قوتهُ الذي يقتات منه, صار نصيبهُ بضعة لُقيمات.
* { وحتى لا يجد الرجل ملجأ يلتجئ إليه من الظلم}: ولم يجد أهل غزة المُحاصرين في مدينتهم منذ عدة شهور وسنين ملجأً يلتجئون إليه في محنتهم, بل وجدوا الأبواب موصدةً في وجوههم والسُبل مسدودةً أمامهم, ولم يجدوا مهرباً من ذلك الطارق الناري الذي يحرق أجسادهم, قال تعالى: {والسماء والطارق 1 وما أدراك ما الطارق 2 النجم الثاقب 3} سورة الطارق.
وكأننا بمقولة قائد المسلمين ونجم الفاتحين طارق بن زياد الشهيرة تتردد على أرض غزة الأسيرة: (البحرُ من خلفي والعدو من أمامي).
بل إن أهل غزة من جيش طارق بشدةٍ أعظم وبفارق, فعدوهم ذو مطارق يضربهم من البحر بالزوارق, ومن السماء بالطائرات, ومن الأرض بالمدافع والدبابات, قال تعالى: {يقول الإنسانُ يومئذٍ أين المَفَر 10} سورة القيامة.
ولم يشفع يومئذٍ لأهل غزة فِرارهم إلى المساجد والكنائس والمدارس والمشافي والمقابر, فكل هذه الأماكن وإن كانت مقدسةٌ عند الأتقياء فهي ليست كذلك عند الأشقياء, {يوم تُبلى السرائر 9 فما لهُ من قوةٍ ولا ناصر 10} الطارق.
ولا منجى ولا ملجأ من الله إلا إليه, قال تعالى: {إلى ربك يومئذٍ المُستقر 12} القيامة.       
هذه هي قصة مأساة أهل غزة وفلسطين رواها لنا حديث سيد المرسلين (عليه وآله أفضل الصلاة والتسليم), هذه هي قصة الملحمة البطولية التي سَطَرَتها هذه الثُلة الآخرة من المسلمين في سبيل تحقيق الذات الفلسطينية, ولا غرابة أن جعل الله أجر الشهيد من المرابطين والمجاهدين في بلاد المسلمين في زمان الفتن والدجالين كأجر أربعين شهيد من أصحاب سيد المرسلين (عليه وعلى آله وأصحابه الصلاة والتسليم).
ولكن الحديث لم ينتهي بعد, فلا بُد لليل أن يعقبه النهار, ولا جَرمَ أن الشموس أعظم وأشع من الأقمار, وعما قريب سوف تأتي الأخبار بظهور عِباد الله الأخيار الذين يُصلح الله بهم ما فسد من هذه الديار, عن أبي جعفر محمد بن علي , عن أبيه, عن جده, أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: {أبشروا أبشروا, إنما أمتي كالغيث, لا يُدرى آخرهُ خيرٌ أم أولهُ, أو كحديقةٍ أُطعمَ منها فوجٌ عاماً , لعل آخرها فوجاً يكون أعرضها عرضاً , وأعمقها عُمقاً, وأحسنها حُسناً, كيف تهلك أُمةٌ أنا أولها, والمهدي أوسطها, والمسيحُ آخرها, ولكن بين ذلك ثبجٌ أعوج , ليس مني, ولا أنا منهم} أخرجهُ الإمام أبو عبد الرحمَن النسائي, في (سُننه). 

* {كيف تهلك أمة أنا أولها}: إن في هذا القول إشارة إلى شرفه العظيم في بدء حملة إخراج الناس من ظُلمات الشرك والأوثان إلى نور الحق والإسلام, وقد شكلت دعوة الإسلام ثورة هائلة في حياة الناس غيرت معتقداتهم وسلوكياتهم وكافة مناحي حياتهم, وقد استمر حال هذه الأمة من بعد زمان النبي (عليه الصلاة والسلام), بين صعودٍ وهبوط وتركٍ وتمسُكٍ بسُنن الإسلام, وهي لا تزال مُستمرة على حالها هذا إلى أن يستقر بها المُقام على عتبات زمان الإمام المهدي عليه السلام.
* {والمهدي أوسطها}: الوسطية هنا هي وسطية ترتيبية, بمعنى أن ظهور الإمام المهدي يكون بعد بعث النبي محمد وقبل نزول عيسى ابن مريم (عليهم صلوات الله وسلامه), وهذا توسُط في الترتيب وليس توسُط في نسبة الزمان, لأنهُ كما هو معلوم بالخبر والأثر أن المهدي هو آخر أئمة المسلمين وليس أوسطهم, وهو الذي يُصلي عيسى ابن مريم خلفهُ ويخلُفُهُ في إمامة المسلمين.
وللمهدي أشدُ فرحاً بلقاء المسيح عيسى ابن مريم من يعقوب بلقاء ولده يوسف ابن راحيل (عليهم الصلاة والسلام أجمعين), وذلك لأن المسيح عيسى ابن مريم  يرث المهدي شيخاً أعيتهُ السنين وأثقلت كاهلهُ هموم المسلمين, فيقتلُ ألدَ الخِصام الدجال الأعور وأتباعه (عليهم لعنة الله أجمعين), ويُعيد الله بهِ الإسلام عزيزاً بعدما يكون قد أحدثهُ الدجال من فتنة وفسادٍ في الأرض.
وإن توسط الإمام المهدي في مسيرة هذه الأمة كمنقذٍ لها من الهلاك والضياع فيه أيضاً دلالة على حالة الأمة المتوسطة في زمان ظهوره, وذلك من حيث درجة تمسكها بدين الإسلام وإتباعها لنهج النبي العدنان (عليه وآله الصلاة والسلام), حيثُ تكون الأمة منقسمة في ذلك الزمان إلى فريقين: أحدهم مُستمسك بعُرى الدين والصراط المستقيم, والآخر تاركٌ للدين ومُتبع لخطوات الشياطين, وفي ضلالة هذا النصفُ من أمة المسلمين بلاءٌ من ربها عظيم, وإننا نلمس في واقعنا الحاضر هذا الانقسام المُريب في مجتمعاتنا العربية الإسلامية بين مُتبع وتارك لأمور الدين, وإن من حكمة بعث الإمام المهدي في هذا الزمان هو تثبيت أهل الإيمان وتقوية شوكتهم وتعظيم سوادهم قبل أن ينجرفوا في تيار أهل الرِدة والتفريط .
* {المسيح آخرها}: أي لا يزال أمر هذه الأمة قائماً حتى نزول المسيح عيسى (عليه السلام) وإمامته, فهو آخر إمام ولا خير في هذه الدنيا من بعد زمانه وخلافته على أهل الإسلام.
 
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

                                             * فكرة وإعداد: م. وليد الكراعين
نشر لأول مرة في مدونة المسبار السحري بتاريخ 22-3-2009

ملاحظة: هذا الموضوع في الأصل جزء واحد ولكن تم تقسيمه إلى جزئين بسبب كبر حجمه وعدم استيعاب الصفحة له.

المراجع والهوامش
(4) من كتاب (رجال حول الرسول).
(5) كتاب عقد الدرر في أخبار المنتظر, الفصل الثالث: ''في ما يجري من الملاحم والفتوحات المأثورة خارجاً عن ما سبق آنفاً من الأحاديث المذكورة ''.
(6) تفسير الطبري, 16673, تفسير الآية السابعة من سورة بني إسرائيل.
(7) أخرجه الإمام الحافظ في مُستدركه, وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه (يعني البخاري ومسلم).
(8) { إذا كانت صيحة في رمضان}, الصيحة هي دوي شديد, وصوت مُرتفع, وقد سمعتُ هذا الصوت في شهر رمضان من عام 2004, وسآتي في أبحاثٍ قادمة بإذن الله إلى بيان هذه الواقعة بالتفصيل.
(9) أخرجهُ الإمام نعيم بن حماد في كتاب (الفتن).

الجزء الأول من هذا المقال على الرابط التالي:

فلسطين الوليدة وغزة المؤودة ج1



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق