السبت، 23 مارس 2013

رحلة الحاج رقم 3 وثلاثين


   بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على خير المرسلين محمد, وعلى آله وصحبه والتابعين, وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد ؛ قال تعالى : {إذا جآءَ نصرُ الله والفتح 1 ورأيت الناسَ يدخلونَ في دينِ اللهِ أفواجا 2 فسبح بحمدِ ربكَ واستغفره إنهُ كانَ توابا 3} سورة النصر, مكية, نزلت في حجة الوداع.
(الله أكبر, الله أكبر, الله أكبر, لا إله إلا الله, الله أكبر, الله أكبر وللهِ الحمد).
الله أكبر (ولي الله الحمد), نعُود والعَودُ أحمدُ, وكيف لا وأنا أعُودُ من مكة البيت الحرام حيث جددتُ البيعة والعهد مع الله, وأديتُ ما افترضهُ عليَ من حج بيتهُ المُعظم لأول مرةٍ في حياتي (1).

وستكون تلك الهجرة الخالصة إلى الله والإفاضة الكُبرى لعباده المسلمين هي خير ما أبدأ به كتاباتي, وذلك لعِظم هذه المحطة العظيمة في حياة المسلم والتي بها تكتمل أساسات دينه, ويرى ويعرفُ آخر ما افترضه الله عليه من شعائر الإسلام, ويتبع خُطى أبا المسلمين خليل الرحمَن إبراهيم عليه وآله وولده الذبيح إسماعيل وحفيده الهاشمي نبينا محمد أفضل الصلاة والسلام, قال تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ 125وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ 126 وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 127رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ 128رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ 129وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ 130إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ 131وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ 132} سورة البقرة.

 وسوف تضم فقرات هذا المقال ومحطاته طائفة من اللطائف العامة والشخصية, مما أفاضهُ على عقلي ونفسي ربُ البَرية في إثْرِ تلك الرحلة التربوية.

ويعود الفضل بذهابي إلى المشاعر المقدسة لأداء فريضة الحج بعد الله عز وجل إلى والدتي, والتي دأبت ومنذ عدة سنوات على أداء مناسك العمرة, وقد طلبت مني قبل ثلاثة أعوام أن أرافقها لأداء فريضة الحج, إلا أنني رفضت ذلك خشية أن لا أستطيع أن أكون لها الرفيق والمُعين الذي تنشده, وذلك لأسبابٍ عديدة أهمها: عدم توفر الاستعداد النفسي والبدني الكافي لهذه الرحلة التي لا تخلو من مشقة, ثُمَ إن خبرتي في هذه الزيارة الشريفة شبه معدومة, إذ أن المرة الأولى والأخيرة التي دخلتُ فيها إلى مكة كانت وأنا ابنُ عشرِ سنوات, كذلك فإن ما سمعتهُ من كلام الحُجَاج وقصصهم حول الصعوبات والمخاطر التي يواجهونها خلال أداء مناسك الحج, إضافةً إلى الحوادث التي كانت تقع سنةً وراء سنة, قد وَلَدَ في نفسي شعور بالرهبة والخوف من الذهاب بصحبة والدتي خشيةً عليها وعلى نفسي.
قال تعالى: {يا موسى أقْبِلْ ولا تخفْ, إنكَ من الآمِنِين} [31, القصص].

وفي العام الماضي عرضت علي والدتي الفكرة مُجدداً, فوجدتُ ثمة انشراحٍ في صدري ورغبةً بما عند الله من الأجر فوافقت على الذهاب, ولكن للأسف فإن رغبتنا بالحج لم يُكتب لها النجاح لكون سِنَ والدتي أقل من معدل أعمار المسموح لهم بأداء فريضة الحج بحسب شروط الأوقاف الأردنية.
وفي موسم الحج الأخير (1430 هجري) قمتُ أنا ووالدتي وخالتي التي كانت وجه خيرٍ علينا بالتسجيل للحج, ومن المقدمات المُبَشِرة لنا هي أن اسم مكتب سيارة الأجرة التي أقَلَتنا إلى مكتب التسجيل في مسجد الملك عبد الله بن الحسين الأول كان (أبو الحج), وهذا الاسم يتوافق مع القصد والغاية التي خرجنا من أجلها, إلا أن الموافقة الرسمية على أداءنا فريضة الحج لم تأتي من خلال مكتب التسجيل, ولكنها أتت من خلال مساعدة بعض أقرباء والدتي الذين سعوا لنا في الحصول على تأشيرة الحج من طريقٍ آخر, وكان اسمُ المرأة التي ساعدتنا في الحصول على هذه التأشيرة الغالية لدخول الأراضي المُقدسة هو (مروة), قال تعالى: {إن الصفا و(المروة) من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمرَ فلا جُناح عليه أن يَطَوَفَ بهما ومن تطوع خيراً فإن الله شاكرٌ عليم 158} البقرة. ومن الآيات العجيبة أن دخولنا إلى المسجد الحرام طوال فترة مكثنا في مكة المكرمة كان يتم عبر (بوابة المروة), حيثُ كانت الحافلة التي تُقلنا من الفندق تُنزلنا جبرياً بجانب سوق وشارع الغزة الذي يؤدي إلى ساحة مداخل (المروة), والتي كنا ندخل ونخرج منها باستمرار لكونها أقرب الأبواب إلينا وأسهلها للدخول والخروج.

 قال تعالى: {جئتَ على قَدَرٍ يا موسى} [آية 40, طه]. قال المفسرون: على وِفق الوقت المُقَدَر لإرسالك.
وقد كان الشيء الأغلى على نفسي من الحصول على تأشيرة الحج, هو الإحساس بقبول الله ورضاه سبحانه الذي هيئ لنا أسباب حج بيته الحرام, وذلك بعد جفاءً دام 23 (ثلاثة وعشرين) سنة منذ آخر زيارةٍ لي للمسجد الحرام,  حيثُ قمت بأداء مناسك العمرة وعمري 10 سنوات في أواخر سنة (1986م) عندما كان والدي يُقيم في مكة المكرمة للعمل, وكانت تلك هي الزيارة الأولى والأخيرة لي قبل زيارة الحج في هذا الموسم, قال تعالى:{وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ. فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ. فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ 196} سورة البقرة.
والشيء العجيب أن فترة غيابي عن مكة البيت الحرام تساوي مجموع أرقام السنة التي ولدت فيها:
[تاريخ ميلادي (1976) = 6 + 7 + 9 + 1 = 23].
وكذلك فإن تاريخ اليوم والشهر الميلاديين اللذان ولدتُ فيهما يُشابه تاريخ العام الهجري الذي أديتُ فيه فريضة الحج, إذ أنني قد ولدتُ في تاريخ (30/4) ميلادي, ورقم هذا اليوم والشهر على التوالي من اليمين إلى اليسار يُشابه أول ثلاثة أرقام من التاريخ الهجري (1430) أيضاً من اليمين إلى اليسار.

قال تعالى : {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ من الصابرين 102 فلما أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ 103 وناديناهُ أن يا إبراهيم 104 قد صدقت الرؤيا . إنا كذلك نجزي المحسنين 105 إنَ هذا لهوَ البلاءُ المبين 106 وفديناهُ بِذِبح ٍ عظيم 107 وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ 108 سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ 109} سورة الصافات .
وقد وافق (يوم النحر) - وهو أول أيام عيد الأضحى وأكثر أيام الحج أعمالاً- لموسم الحج الفائت يوم الجمعة, وهو اليوم الذي ولدتني فيه أمي, وهو سيد الأيام وأعظمها عند الله تعالى, ومن الدلالات المشتركة الأخرى بين يوم النحر ويوم مولدي, أن يوم النحر هو اليوم الذي تُنحر فيه الأضاحي وتُهراقُ دماءها, وأما في يوم مولدي فقد بلغت روح أمي الحلقوم وأُهريقت دماءها أثناء الولادة حتى ظنَ من حولها بالبيت أنها ستهلك بسببها, ولكن الله نجاها واجتباها حتى بلغت بيته وافتدت نفسها بأُضحيتها وذَبحِ هديها.

وقد ذكر النبي العدنان عليه الصلاة والسلام أن الحاج بإحسان يرجع من ذنوبهِ كيوم ولدتهُ أُمه, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيوم وَلَدَتْهُ أُمُّهُ} رواه الشيخان. وذلك مِصداقاً لقوله تعالى: { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ 197} البقرة.
ومن اللطائف الرقمية في الآيتين (196, 197) من سورة البقرة, واللتان ذكر اللهُ فيهما الحج والعُمرة, أنهما ضمتا أرقام سنة ميلادي بحسب تتابعها على التوالي من اليمين إلى الشمال: (6, 7, 9, 1).
وكذلك فإن مجموع أرقام العدد (19) المشترك بين رقمي الآيتين يساوي (10), وكما ذكرت فإنني أديتُ مناسك العمرة وعُمري عشرة سنوات.
وعند جمْعِنا لجميع أرقام الآيتين فإننا نحصل على العدد 33, وهو عدد سنوات عمري التي وفقني الله عندها لأداء فريضة الحج مُتمتعاً بالعمرة, ([6 + 9 + 1) + (7 + 9 + 1) = (16) + (17) = 33).
ومن اللطائف والعجائب الرقمية الأخرى التي تؤكد خصوصية توفيق الله لي بأداء فريضة الحج في هذه السنة الشمسية (2009م) وأنا في السنة الثالثة والثلاثين من عمري, أن الرمز العددي لكلمة (حج) هو إحدى عشر (11), [ح = 8, ج = 3], والرقم إحدى عشر هو مجموع أرقام هذه السنة الميلادية,[9 + 0 + 0 + 2 = 11], وقد ذُكِرت كلمة (حج) في الآية 196 المذكورة أعلاه من سورة البقرة ثلاثة مرات, ومجموع الرمز العددي لكلمة (حج) مكررة ثلاثة مرات هو ثلاثة وثلاثين, [حج + حج + حج = 11 + 11 + 11 = 33].
والأمر نفسه ينطبق على الآية 197 من سورة البقرة والتي ذُكرت فيها كلمة (حج) ثلاثة مراتٍ أيضاً.
      
وأما اللطيفة الرقمية في أرقام هذه السنة الهجرية لموسم الحج الأخير (1430ھ) الذي أديتُ به فريضة الحج, فمن الممكن استنباطها من ضرب كلمة (حج) في نفسها ثلاثة مرات بحسب عدد مرات ذكرها في كل من الآيتين الكريمتين (196, 197), [حج * حج * حج], ثم نستبدل كلمة حج بعدد حروفها وهما (2), [2 * 2 * 2 = 8], والرقم ثمانية هو مجموع أرقام العام 1430 هجري, [0 + 3 + 4 + 1 = 8].
* قال تعالى: {قال إني أريدُ أن أُنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثمانيَ حِجج, فإن أتممت عشراً فمن عندك, وما أريد أن أشق عليك. ستجدني إن شاء الله من الصالحين 27} سورة القصص. حجج: سنين.
ونجدُ في الآيات التي ذكرت الحوار الذي دار بين موسى وشيخ مَدينَ صاحب الدار إشارةً خفية تدلُ على عام الحج 1430 هجرية, إذ أنهُ كما ذكرت فإن مجموع أرقام هذا العام تساوي (8), ولو أننا حذفنا آخر حرفين من كلمتي {ثماني حجج} فإنها تصبح (ثمانِ حج), وكذلك فإن الحج الفعلي يبدأ من اليوم (الثامن) من شهر ذي الحجة.
وفي الجملة التي تليها: {فإن أتممت عشراً} تتم الدلالة إلى الحج الذي يتمُ في اليوم العاشر من ذي الحجة جميعُ أعماله من: رمي ٍ, وذبح ٍ, وحلق ٍ, وطواف ٍ وسعي ٍ, ويتحلل الحاج المتمتع في هذا اليوم أيضاً من إحرامه الذي يبدأ في اليوم الثامن.
وفي قوله: {وما أريد أن أشُق عليك}, أي لا أريد أن أكلفك مشقة خدمتي سنتين أضافيتين بعد الثمانية المفروضة إلا أن يكون تطوعاً منك, وهذا كقوله تعالى للحاج الذي يرمي الجمرات خلال يومين فقط من أيام التشريق: {واذكروا الله في أيامٍ معدودات فمن تعجلَ في يومين فلا إثم عليه ومن تأخرَ فلا إثم عليه.} [آية 203, البقرة].
      
* إن الرمز العددي لحروف اسم وليد على التوالي هي: [و = 6, ل = 30, ي = 10, د = 4], وإذا قمتُ بتعويض هذه الأرقام على التوالي بحسب الأحرف التي تعود إليها في اسم وليد, كما يلي: [وليد = 410306], ثم قمتُ بإعادة ترتيب هذه الأرقام بتبديل أماكن كل رقمين متجاورين على النحو التالي:
[ 410306 = (06) (03) (41) = (60) (30) (14) = 143060].
فإننا نحصل من آخر أربعة أرقام على اليسار على تاريخ العام الهجري لموسم حج (1430), [(60) (1430)], وأما العدد المتبقي في القوس الأيمن وهو العدد (60) فإنهُ يدل على الرفقة التي خرجتُ معها للحج وهي أمي وخالتي, وذلك إننا لو قمنا بتسكين حرف الياء في لفظ الرقم 60 فإنه يصير (سِتيْن), وستيْن هي مُثنى كلمة (سِتْ), وستْ هو لفظ عامي يعني (امرأة), وهكذا فإن لفظ الرقم ستين بتسكين الياء يدل على السِتيْن (المرأتين) اللتان خرجتُ بسببهما وبرفقتهما لأداء مناسك الحج.   

وبعد ذكر اللطائف الرقمية الخاصة بفريضة الحج, أنتقل إلى ذكر اللطائف الرقمية المُتعلقة بالعُمرة, حيثُ وفقني الله عز وجل إلى أداء العمرة في هذا العام (1430 هجرية) للمرة الثانية في حياتي, وقد ذُكرت كلمة (عُمرة) في الآية الكريمة رقم 196 من سورة البقرة مرتين, ومجموع حروف كلمة (عُمرة) هو أربعة (4) أحرف, والمجموع الكلي لحروف كلمة عُمرة مُكررة مرتين هو ثمانية (8), والرقم ثمانية هو مجموع أرقام هذا العام الهجري الذي أديتُ فيه عمرتي الثانية, وهي عُمرة الحاج المُتمتع, وتؤدى فور الوصول إلى البيت الحرام.

وكذلك فإن فترة غيابي عن مكة المكرمة لثلاثة وعشرين سنة يساوي عدد أعوام البعثة النبوية التي بدأت من مكة وتمت فيها, حيثُ حجَ المصطفى عليه صلوات الله وسلامه حجتهُ الأولى والأخيرة في العام (23) من بعثه الشريف, وسُميت تلك الحجة بحجة (الوداع), لأنها كانت آخر عهد النبي عليه الصلاة والسلام بحج بيت الله الحرام, وما لبث بعدها أن فاضت روحه إلى العزيز المنان, وكانت تلك الحجة التي اجتمعت فيها إليه حشود المسلمين محفلاً عظيماً ودعَ النبي فيهِ أتباعهُ واستودعهم عناية الله وحفظه قبل رحيلهُ عنهم, مُستشهِدهم أمام ربهُ عز وجل بأنهُ قد بلغ رسالته وأدى أمانته ونصح أمُتهُ.
وعلى غرار حجة الوداع هناك ما يُسمى بطواف الوداع, وهو سُنة و واجب من واجبات الحج, عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: {لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت}. لذا يتعين على حُجاج بيت الله أن يكون أخر عهدهم بالبيت الطواف سبعة أشواط حول الكعبة قبل مغادرتهم مكة عائدين إلى ديارهم, وأن يسألوا الله قبول حجتهم وقضاء حوائجهم, لتتم لهم بركة الزيارة ويُقضي الله لهم بما هو أهلهُ من المكْرُمات والعطايا, ولو فرضنا جدلاً أن أحدنا حَلَ ضيفاً بأرض مَلكٍ من ملوك الأرض دَعَاهُ, لكان لِزاماً عليه المثول أمام هذا المَلِك لتوديعهِ والتماس الإذن منهُ للرحيل قبل مغادرة دياره, فكيف بمن حَلَ ضيفاً على بيت ملك الملوك الكريم المُنعم والمتفضل على عباده!  

وأخيراً فإن مجموع أرقام هذه الفترة من الغياب عن مكة (23) يساوي (5), (23 = 3 +2 = 5), والرقم خمسة يُمثل عدد أركان الإسلام التي وفقني الله لإتمامها وإكمال بناءها بأداء فريضة الحج.
قال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً} [المائدة, 3].

ولكن وللأسف فإنني وفي هذه الزيارة أيضاً قد فاتتني فرصة زيارة المدينة المنورة, التي لم يسبق لي أن حظيتُ بشرف زيارتها ووطئ أرضها الطيبة, والصلاة في روضتها, والسلام على ساكنها وأصحابه صلوات الله ورضوانه عليهم جميعاً, عسى أن يكون المانع خير, وعسى سبحانهُ أن يجعل بعد عُسرٍ يُسراً.

وقد كانت زيارتي الأخيرة لمكة المكرمة لأداء فريضة الحج على النقيض تماماً لزيارتي الأولى لها قبل 23 سنة, ففي الزيارة الأولى كنت أدخل إلى الحرم من بواباته الرئيسية وتحديداً (باب السلام), بينما في الزيارة الأخيرة كنت أدخل من (أبواب المروة) وهي بوابات جانبية للحرم, وفي الزيارة الأولى صليت وأديت مناسك العمرة في الطابق الأرضي حول صحن الكعبة وكنت أستطيع أن أصل إليها وأمسكها بسهولة, وذلك لقلة أعداد المصلين والمعتمرين آنذاك, بينما في زيارتي الأخيرة وفور وصولي إلى ساحة المسجد الحرام قبل ساعةٍ من صلاة الفجر, فإنني اكتفيتُ بالجلوس في الساحة الخارجية حيث كان المصلين يسدون الطريق المؤدية إلى داخل أسوار وأبواب الحرم, وبعد أن فرغتُ من صلاة الفجر بنصف ساعة تقريباً تمكنت شيئاً فشيئاً من دخول المسجد الحرام لأداء مناسك العمرة والطواف في الطابق الثاني مع سيلٍ من البشر المتراصين كالبُنيان, وكان يلزمني شيئاً من الحرص والفضول لمعاينة الكعبة المُشرفة خلال الطواف, والتي جلا اكتحالُ عيناي بمرآها البَهي عناء ما لقيت في سفري ورحلتي إليها من مشقات, قال تعالى: {فلما أتاها نُودي يا موسى 11 إني أنا ربك فاخلع نعليك, إنك بالواد المُقدس طُوى 12 وأنا اخترتُكَ فاستمع لما يُوحى 13 إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري 14 إن الساعةَ آتيةٌ أكادُ أُخفيها لتُجزى كلُ نفسٍ بما تسعى 15} سورة طه.

[قيل إنما أمرهُ بخلع نعليه تعظيماً للبُقعة, قال سعد بن جبير: كما يُؤمر الرجل أن يخلع نعليه إذا أراد أن يدخل الكعبة, وقيل ليطأ الأرض المُقدسة بقدميه حافياً غير مُنتعل] تفسير ابن كثير.
بالمناسبة فإن هناك موضع عند مكة اسمه (ذي طوى), يشبه اِسم الوادي المقدس (طوى).

عن أبي جعفر محمد بن علي، عليهما السلام، فقال: {يكون لصاحب هذا الأمر يعني المهدي عليه السلام غيبة في بعض هذه الشعاب، وأومأ بيده إلى ناحية ذي طوى، حتى إذا كان قبل خروجه، انتهى المولى الذي يكون معه حتى يلقى بعض أصحابه، فيقول: كم أنتم ههنا؟ فيقولون: نحو من أربعين رجلاً فيقول: كيف أنتم لو رأيتم صاحبكم؟ فيقولون: والله لو ناوى الجبال لنناوينها معه.ثم يأتيهم من القابلة، فيقول: استبرئوا من رؤساكم أو خياركم عشرة، فيستبرئون له، فينطلق بهم، حتى يلقوا صاحبهم، ويعدهم الليلة التي تليها} (2).

لقد سار الناسُ في هذا الزمان على سُنة موسى ابن عمران (عليه الصلاة والسلام), إذ أنهم صاروا يخلعون نعالهم قصراً عند دخولهم الأماكن المقدسة وبيوت الله لأداء طقوس العبادة والصلاة.
روي أنهُ لما مر النبي (عليه وآله الصلاة والسلام) وهو في طريقة إلى حج بيت الله الحرام بوادي الأزرق, قال: {أي وادٍ هذا؟} قالوا: وادي الأزرق، قال: {كأني أنظر إلى موسى بن عمران منصبًا من هذا الوادي واضعًا أصبعيه في أذنيه له جؤار إلى الله بالتلبية مارًا بهذا الوادي}.
ولما مر بثنية قال: {أي ثنية هذه؟}، قالوا: هرشى، قال: {كأني أنظر إلى يونس بن متى على ناقة حمراء جعدة، خطامها ليف، وهو يلبي وعليه جبة صوف}.
وعندما وصل فج الروحاء قال: {لقد مر بالروحاء سبعون نبيًا، فيهم نبي الله موسى حفاة عليهم العباء، يؤمون بيت الله العتيق}.

الحاج وليد أحمد محمد
وليد أحمد محمد, هو اسمي واسم أبي واسم جدي على التوالي, واسمي وليد أول ثلاثة حروف منه (ولي) وهو اسمٌ من أسماء الله الحُسنى, واسم أبي أحمد يُشابه اسم سيد أولياء هذه الأمة الغوث أحمد الرفاعي الحُسيني الكبير, واسم جدي مُحمد يُشابه اسم سيد ولد آدم خاتم النبيين محمد عليه وآله أفضل الصلاة والتسليم.
واستناداً إلى هذا التشابهُ في الأسماء بين أبي وجدي وبين الإمام أحمد الرفاعي والنبي محمد عليه وآله الصلاة والسلام, فإنني سوف افترض جدلاً أن اسمي الثلاثي (وليد أحمد محمد) هو [وليد (أنا) أحمد (الرفاعي) محمد (صلى الله عليه وسلم)], وبالرجوع إلى أعمَار كُل من وليد (القراعين) وأحمد (الرفاعي) ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حين أدوا حجهم الأول, فإننا سوف نستكشف ونتعرف على خيوط علاقة رقمية عجيبة  بين هذه الشخصيات الثلاثة والرقم ثلاثة (3) على وجه الخصوص, إضافةً إلى علاقةً معنوية فريدة بينهم فيما يتعلق أيضاً بأداء فريضة الحج الأول, وكما في الشرح التالي:
أولاً: إن أعمَار الشخصيات الثلاثة حينما حَجوا حجهم الأول كانت تبدأ بالرقم ثلاثة:
- حج العبد الفقير إلى الله (وليد) حجه الأول عن عمرٍ يبلُغ 33 سنة.
- حج الإمام أحمد الرفاعي - قَدسَ الله سرهُ- حجهُ الأول عن عُمرٍ يُناهز 43 عاماً, وكان ذلك في عام 555ھ.
- حجَ النبي محمد عليه الصلاة والسلام حجهُ الأول عن عُمرٍ يُناهز 63 عاماً, وكان ذلك في العام العاشر للهجرة.

ثانياً: عند قيامنا بجمع أرقام الأعمار أعلاه والتي تُمثل الحج الأول لأصحابها, فإننا نحصل على أرقام آيات الحج الواردة في سورة البقرة على التوالي (196, 197) باستثناء الرقم 1:
- مجموع أرقام عُمر وليد (33) يساوي 6, [3 + 3 = 6]. قال تعالى: {يا أيها الإنسان إنك كادحٌ إلى ربك كدحاً فمُلاقيه 6} سورة الانشقاق.
- مجموع أرقام عُمر أحمد (43) يساوي 7, [3 + 4 = 7].
- مجموع أرقام عُمر محمد (63) يساوي 9, [3 + 6 = 9].
وأما عن سر غياب الرقم واحد وهو أحد أرقام الآيتين (197,196) عن مجاميع الأعمار الثلاثة, فإنهُ يرجع إلى أن الأعمار الثلاثة للأشخاص الثلاثة المذكورين أعلاه تم عندها الحج رقم (واحد) لهم.
وإذا صففنا هذه المجاميع لأعمار (وليد وأحمد ومحمد) على التوالي مُضاف إليها الرقم واحد فإننا نحصلُ منها على سنة ميلادي (1976م).
ونلاحظ كذلك أن قيمة هذه المجاميع العُمْرية متوافق مع تقادم الزمان بالنسبة لأصحابها, فنجدُ أن وليد الأحدث عهداً وزماناً والذي هو بمنزلة (الابن) قد حظي بأصغر مجموع وهو الرقم (6), بينما حظي أحمد المتوسط زمانياً والذي هو بمنزلة (الأب) بمجموعٍ متوسط وهو الرقم (7), وأخيراً فإن مُحمد وهو الأقدم عهداً والذي هو بمنزلة (الجد) قد حظي بأكبر مجموع وهو الرقم (9).
وبالمناسبة فإن الرقم تسعة (9) لهُ دلالة خاصة بيني وبين جدي مُحمد الذي لم تُكتب لي رؤيته سوى بالصور, وذلك لأنه توفي – رحمة الله عليه – بعد ولادتي بتسعة شهور بحسب ما سمعتهُ من أفراد العائلة.  

قال تعالى:{وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ. فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ. فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ 196 الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ 197} البقرة.
ونُلاحظ أن كلمة حج قد تكررت ثلاثة مرات في كل آية من الآيتين, على عدة الحُجاج الثلاثة (وليد وأحمد ومحمد), كما نلاحظ أن الرقمين تسعة و واحد (9, 1) قد تكررا في رقمي كلتا الآيتين, والرقم واحد (1) كما ذكرت هو رمز للحج الأول, والرقم تسعة (9) يُمثل مجموع أرقام عُمر محمد عليه الصلاة والسلام عندما حجَ حجه الأول, وحجة محمد (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه هي كحجتين لعظيم مبْلَغِها ولكونها الحجة الأولى والأخيرة لهُ (عليه الصلاة والسلام) في آنٍ معاً, وما من حاجٍ بعد النبي إلا وهو يحجُ على الطريقة والكيفية التي حج عليها (صلى الله عليه وسلم), لذا حُقَ على الرقم (9) التكرار والورود في كلتا آيتي الحج.
وبخصوص الحج الأول للإمام أحمد الرفاعي الكبير لمن لا يعرفهُ, فقد تحدثتُ عن قصته في مقالين سابقين منشورين على هذه المدونة تحت تصنيف (قصص الأنبياء والصالحين).

ثالثاً: إن الفرق بين مجموع أرقام الرمز العددي للأسماء (وليد, أحمد, محمد) يساوي 3:
- الرمز العددي لاسم وليد = 50: [و = 6, ل = 30, ي = 10, د = 4], ومجموع أرقام العدد 50 يساوي 5, [5 + 0 = 5].
- الرمز العددي لاسم أحمد يساوي 53: [أ = 1, ح = 8, م = 40, د = 4], ومجموع أرقام العدد 53 يساوي 8, [3 + 5 = 8].
- الرمز العددي لاسم محمد يساوي 92: [م = 40, ح = 8, م = 40, د = 4], ومجموع أرقام العدد 92 يساوي 11, [9 + 2 = 11].
وبحسب المجاميع أعلاه فإن مجموع أرقام الرمز العددي للأسماء (وليد, أحمد, محمد) على التوالي هو (5, 8, 11), والفرق بين هذه المجاميع للأسماء الثلاثة هو ثلاثة.
ومن خلال هذه المجاميع نجدُ أن مجموع أرقام الرمز العددي لاسم محمد يساوي 11, والرقم 11 هو الرمز العددي لكلمة (حج), ومحمد عليه الصلاة والسلام هو إمام الحج الأول لهذه الأمةُ الإسلامية, والتي سوف يُحاجج الله بها الأمم والأقوام يوم القيامة.

رابعاً: هناك عامل رئيسي مُشترك بين وليد (القراعين) وأحمد (الرفاعي) ومحمد (عليه الصلاة والسلام), وهو أن ثلاثتهم أدوا فريضة الحج وبيت المقدس خارج عن سيطرة ونفوذ المسلمين, فعندما أدى محمد (صلى الله عليه وسلم) حجهُ الأول والأخير كان دين الإسلام الشريعة الكاملة التي أنزلها الرحمنَ لا يزال لم يعرف طريقه إلى بيت المقدس, لأن دعوة الإسلام في ذلك الوقت لم  تكن قد تجاوزت حدود جزيرة العرب, وعندما أدي السيد أحمد الرفاعي حجهُ الأول كان الإسلام قد انتشر وملأ أرجاء الدنيا, إلا أن بيت المقدس كان واقعاً وخاضعاً آنذاك لسيطرة الصليبين الذين حولوا المسجد إلى إسطبل لخيولهم, وأما أنا (وليد) فقد صادف أدائي لفريضة الحج ما تعرفونه جيداً من أسر اليهود لبيت المقدس ومنعهم لجموع المصلين وحُجاج المسلمين من الوصول إليه إلا من رحم ربي, ومُعظمهم من أهل القدس والقرى المجاورة لها, وهم بقية من المسلمين يتربص بهم الإسرائيليين الدوائر لتهميشهم وإخراجهم من المدينة على غِرار ما فعلوا بغيرها من مدن فلسطين.    

وقبل أن أختم هذا المقال, فإنني أسأل الله الرحمة والغفران لزوج عمتي الدكتور (أحمد نعيم القراعين), الذي وفاتهُ المنية ليلة الأحد الموافق (10-1-2010م), وقد كان المرحوم بإذن الله الدكتور أحمد الكراعين بمنزلة الأب لي ولغيري من أفراد العائلة, وقد كان صاحب الفضل الأول بعد الله في مساعدتي على إكمال دراستي الجامعية, عسى الله أن يجعلها في موازين حسناته.
وعسى سبحانهُ أن يتقبل مِنا ومن حجاج بيته جميعاً, وأن لا يجعل هذه الزيارة آخر عهدنا بالبيت الحرام, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين, وصلى الله على داعينا وهادينا إلى حج هذا البيت الكريم محمد وعلى آله وصحبهِ أجمعين.  

فكرة وإعداد: المهندس وليد احمد محمد القراعين
نُشر لأول مرة في مدونة ولي الدين والمسبار السحري بتاريخ: 11-1-2010

الهوامش:
(1) مضمون هذا المقال يرجع إلى تاريخ نشره لأول مرة قبل نحو 3 سنوات.
(2) من كتاب (عقد الدرر في أخبار المنتظر), الباب الخامس: في أن الله تعالى يبعث من يوطئ له قبل إمارته.

ملاحظة: تم تقسيم هذا المقال إلى جزئين بسبب طوله, ويمكنكم قراءة الجزء الثاني منه من خلال الرابط التالي:


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق