الجمعة، 15 مارس 2013

الأعور الدجال بالصورة والمثال


بسم الله الرحمَن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد ؛  بتوفيق من الله الواحد الأحد, الفرد الصمد, تمكنا في الجزء الأول من بحث (فتنة الديجيتال العظيمة) من وضع النقاط على الحروف في سبيل بيان أسرار العلاقة والارتباط بين النظام الرقمي (الديجيتال) وبين المسيح (الدجال), وبعون الله فقد تم إخراج (الدجال) ومن معه من شيطان ٍ ومحتال من مخبئهم الخفي خلف سِتار (الديجيتال) , وقد رأيتُ أنه من الواجب عليَ أن أضرب بعض الأمثال ليتسنى لنا من خلالها التأكد من صحة ما قد قيل عن العلاقة بين (الدجال) و (الديجيتال).
 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {ما من نبي ٍ إلا أنذر أمته الأعور الكذاب , ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور ومكتوب ٌ بين عينيه كافر , ثم تهجاها ك ف ر يقرأهُ كلُ مسلم} أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.  

المثال الأول: دعوة الدجال
قال تعالى : {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا 103الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا 104 أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً 105} من العشر الأواخر من سورة الكهف .

 تعتبر شركة إل جي إلكترونيك (LG Electronics) , واحدة من أشهر الشركات المنتجة للأجهزة الإلكترونية في العالم وأكثرها انتشارا.
ولو قمت بتدقيق النظر في الشعار الرسمي لهذه الشركة في أسفل الفقرة , فإنك سوف ترى صورة وجه إحدى عينيه ممسوحة – تحديداً العين اليُسرى-, وقد سُمي الدجال ڊ (الأعور أو بالمسيح) لأن إحدى عينيه عوراء أو ممسوحة , هذا على المستوى الحِسي, ومن الناحية المعنوية فقد سُمي بذلك لأن الله اقتلع الإيمان ومسحهُ من قلبه, فهو ميت القلب شأنه شأن هذه الآلات الصماء التي لا قلب لها ولا حس.
قال تعالى: {ومَثلُ كلمةٍ خبيثة كشجرة خبيثة اجتُثت من فوق الأرض ما لها من قرار 26} سورة إبراهيم.
ثم إنك لتقرأ بين عينين هذا الوجه الحروف الثلاثة (د ج ل) والمكتوبة باللغة الإنجليزية (d G L  ), حيث يبرز حرف اللام (L) بوضوح على شكل أنف بين كلتا العينان السليمة والممسوحة. ويظهر بمحاذاته من الأسفل  حرف الدال (d) الحرف الأخير من كلمة (Good) والذي يتمركز في الوسط تماماً بين العينين. وأخيراً حرف الجيم (G) الذي يبرز على شكل إطار يبدأ من فوق العين السليمة, ماراً من أسفل الأنف, إلى تحت العين الممسوحة.
وبهذا تُكشف ملامح وجه (الدجال) ويتحقق كلام المصطفى خير الرجال , وينطبق الوصف على المثال, ويحق الابتهال لنجعل لعنة الله على كل كافرٍ مُتعال .
عن حذيفة بن اليمان , رضي الله عنه , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {لأنا أعلم بما مع الدجال منه , … , وإن الدجال ممسوح العين , عليها ظَفَرةٌ غليظةٌ – المراد أكبر فتنة وأعظم شوكةمكتوب بين عينيه كافر , يقرأُهُ كلُ مؤمن كاتب وغير كاتب}. أخرجه الإمام أبو الحسين مسلم في صحيحه .
قال تعالى : {وإذا تتلى عليهم آياتنا بينِات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير  72} سورة الحج .

ثم لنتأمل بعد ذلك في جملة الشِعار المكتوبة حول هذا الوجه تطوقه تطويق الأغلال للأعناق , (Life’s Good) والتي تعني أن (الحياة جيدة وملائمة), فإننا نجد أن هذه الجملة بتحليل وتحوير بسيط في حروفها , وذلك باستبدال الحرف (F ) الذي في كلمة (Life’s ) بالحرف (K ) لتصبح (Likes), وبالمناسبة فإن الحرف (K ) الذي قمنا بإضافته يعادل حرف الكاف (ك) باللغة العربية والذي يستخدم في التشبيه, مثلاً : (أحمد كمحمد في حُسن خُلقه).
ثم إننا إذا قمنا بحذف إحدى حرفي (O) من كلمة (Good) فإنها تصبح (God) بمعنى (إله), وهكذا فإن جملة (Life’s Good) بعد إجراء هذه التعديلات الطفيفة على حروف كلماتها تصبح (Likes God), وفي قاموس اللغة الإنجليزية (1) ثمة كلمة مركبة بمعنى هذه الجملة وهي: (Godlike), وتعني: شبيه الإله, له صفات الإله, إلَهي.
سبحانه الواحد الأحد, الفرد الصمد, تعالى عما يشركون علواً كبيراً, {… ليس كمثله شيء وهو السميع البصير 11} سورة الشورى.

وإن هذه الكلمة (Godlike) لحقاً هي شعار دعوة (الأعور الدجال), وهو شعار يحمل معاني الشرك والكذب والعار, تصديقاً لما جاء في حديث أبي أُمامة الباهلي , قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم , فكان أكثر حديثاً حدثناهُ عن الدجال , وحذرنا , فكان من قولهِ أنه قال : {… فإني سأصفه لكم صفةً لم يصفها إياهُ نبي قبلي , إنه يبدأ فيقول : أنا نبي . لا نبي بعدي , ثم يثني فيقول : أنا ربكم , ولا ترون ربكم حتى تموتوا , وأنه أعور وأن ربكم ليس أعور ,…} رواه ابن ماجة في سننه.

وإن من جُملة سيئات هذه التقنيات والوسائل الحديثة بصورةٍ عامة, أنها صارت معبودة كثيرٍ من البشر , وضربت على قلوبهم بالغفلة عن الذكر , وألهتهم آلاتهم عن طاعة إلَههم, وصارت عندهم هذه (الآلات) الصماء بمنزلة أصنام (اللات) عند قريش, وشغلتهم هذه الآلات عن الشريعة والدين, وأُشْرِبوا حبها في قلوبهم كما أُشرب بني إسرائيل حب العجل الجسيم , و أدمنوها فظلوا لها عاكفين. قال تعالى: {أرأيت من اتخذ إلههُ هواهُ أفأنت تكون عليه وكيلاً 43} الفرقان.
وإني أقول لمثل أصحاب الهوى هؤلاء بحرفي (F) و (O) اللذان حُذفا من جملة (Life’s Good) قوله تعالى في كتابه الكريم:{أُفٍ لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون} سورة الأنبياء.
وفي ختام هذا المثال نكون قد عاينا صورة الأعور (الدجال), وعرفنا شعار دعوته الكاذبة, وذلك من خلال إحدى صور وشعارات شركة إل جي الشهيرة في صناعة أجهزة (الديجيتال).  

المثال الثاني: اسم الدجال
قال تعالى : {الذي خلق سبع سماواتٍ طباقاً ما ترى في خلق الرحمَن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور 3 ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصرُ خاسئاً وهو حسير4} سورة الملك .

ثم أننا إذا قمنا بأخذ المزيد من النماذج للشعارات الخاصة بشركة (إل جي) التي تعتبر علامة تجارية بارزة في إنتاج الأجهزة الإلكترونية على مستوى العالم , فإننا سوف نزداد يقيناً بأن هذه العلامة التجارية في صورتها الخلفية ذات دلالات وإسقاطات (دجالية), حيث أننا نجدُ مكتوباً في الشعار أدناه أسفل صورة الوجه ذو العين الممسوحة كلمة (Digitally), وإن لفظ هذه الكلمة الإنجليزية (ديجيتالي) بعد حذف حرفي (الياء والتاء) منها يصبح (دجال).
وبهذا تتطابق الكتابة مع الصورة المرسومة فوقها, ليُعبرا معاً عن ذات الرمز والشخصية وهو (الأعور الدجال).

المثال الثالث: جنس الدجال وصفته
قال تعالى : {قال عفريتٌ من الجن أنا آتيك بهِ قبلَ أن تقومَ من مقامك وإني عليه لقويٌ أمين 39} سورة النمل .

 وأخيراً وليس آخراً , فإن الدجال حتى وإن لم يكن جنياً كاملاً في خَلقِه , فهو من الجن في خُلُقه وتصرفاته في الأرض , فهو أخو الشياطين والولد المطيع لإبليس اللعين.
عن جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {يخرج الدجال في خفقة * من الدين} وذكر الدجال, ثم قال: {ثم ينزل عيسى, فينادي من السَحَر, فيقول: يا أيها الناس, ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث؟
فيقولون: هذا رجلٌ جني.
فينطلقون, فإذا هم بعيسى ابن مريم -عليهما السلام- فتقام الصلاة, فيُقال لهُ : تقدم يا روح الله.
فيقول: ليتقدم إمامكم فليُصل بكم. فإذا صلوا صلاة الصبح خرجوا إليه.
قال: فحين يراه الكذاب ينماثُ * كما ينماث الملح في الماء} أخرجهُ الإمام أحمد بن حنبل في (مُسنده).
* خفقة: أي في حال ضعف من الدين وقلة أهله, من خفق الليل: إذا ذهب أكثره, أو خفق: إذا اضطرب, أو خفق: إذا نعس. * ينماث: يختلط ويذوب.

وقد جاء في الأحاديث الصحيحة الدالة على فتنته , أخباراً عن تسخيره للجن والشياطين التي تسعى بين يديه ومن خلفه , تجر وراءه كنوز من ذهب وتتشكل حسب الطلب, كما جاء في الحديث الطويل الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه , عن النواس بن سمعان - رضي الله عنه-: { … ويمر بالخربة – أي الدجال – فيقول لها : أخرجي كنوزك , فتتبعه كنوزها كيعاسيب النخل...} .
 وفي الحديث الآخر عن أبي أُمامة الباهلي { .. إذ أن من فتنته أنه يقول لأعرابي : أرأيت إن أبعث لك أباك وأمك أتشهد أني ربك ؟ فيقول نعم , فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه , فيقولان يا بني اتبعه فإنه ربك ..} سنن ابن ماجة.

ومرة ثالثة سوف نكون على موعد متجدد مع إحدى شعارات شركة (إل جي), لنستنبط من خلاله المزيد من الدلالات والإشارات الخفية, التي تؤكد وجود علاقة وشراكة سرية بين الأعور (الدجال) وعالم (الديجيتال).

فلو نظرنا إلى الجملة المكتوبة حول العين الممسوحة: (Life’s Genie), والتي تعني لفظياً أن (الحياة جني وعفريت). ولعل المعنى الذي ترمي إليه شركة (LG) من خلال هذه الجملة هو أن الاستفادة من تقنيات وأجهزة الديجيتال الحديثة تجعل حياتك سريعة ومريحة , لأن هذه التقنيات المتطورة تشبه العفريت الذي يحقق لك أمنياتك , ويُلبي لك طلباتك, ويخفف عنك أزماتك , ويجوب بك العالم وأنت في مكانك لا تزال قائم , تبيع وتشتري , تحب وتزدري.

وأما المعنى الذي قد نستشفه نحن من جُملة الشعار هذه, فإنه يتمركز على محورين , المحور الأول هو أن صورة الشعار كما ذكرنا ترمز إلى صورة وجه (الأعور الدجال), والمحور الثاني هو أن الجملة المكتوبة على يسار الصورة (Life’s Good) كما في تحليل المثال الأول تصبح ( Godlike أو Likes God) وتعني (شبيه الإله), وبالتالي فإننا عند جمعنا بين هذه القرائن الثلاثة المستخرجة من الشعار, وهي: أولاً كلمة (جني) الواردة في جملة (Life’s Genie) , وثانياً كلمة (Godlike) المستخرجة من جملة (Life’s Good), وأخيراً صورة الوجه ذو العين الممسوحة أسفل هذه الجُمل, فإننا نجد أن هذه القرائن جميعها تجتمع في شخصية واحدة وتدل عليها, وهي بكل تأكيد شخصية (الدجال الأعور), الذي كأنما هو شيطانٌ من الجآن, يدعي الإلوهية, وهو أعور العين.
 
وإذا ركزنا على موضوع هذا البحث وهو تقنيات (الديجيتال), فهي كما وضحنا في الجزء الأول من البحث, بابٌ واسع وجد (الدجال) وأعوانهُ مدخلاً لهم على بني آدم من خلاله, وآثارهم وفِعالهم الرديئة واضحة في كل مثال , ولعل سبب هذا الوضوح هو اقتراب ساعة خروج الدجال , أعاذنا الله والمؤمنين من فتنته ورزقنا تعالى قربه ومحبته. ومما لا يخفى عليكم ما تم فتحه مؤخراً على الستلايت من قنوات تختص بمسائل الجآن والسحر وقراءة الطالع والتنجيم, فُتح معها على الأمة بابٌ للفتنة عظيم, بالإضافة إلى ما لا يخفى عليكم من قنوات البغاء والإغراء والرقص والغناء, وقنوات الثقافات الإلحادية والشطحات الفكرية والمذهبية, والانحرافات الأخلاقية والسلوكية, وحدث ولا حرج.      

من ناحيةٍ أخرى …
 لو أننا أثرنا فضولنا قليلاً حول صورة الوجه المُبين في الشعارات أعلاه , فإننا سوف نجد أن هناك ثمة فرق بسيط بين هذه الصورة وبين صورة الدجال كما جاء وصفها في الأحاديث النبوية وروايات الصحابة والتابعين -رضوان الله عنهم أجمعين- , فعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- قال :  قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : {إن الله لا يخفي عليكم إن الله تعالى ليس بأعور , وإن المسيح الدجال أعور عين اليمنى , كأن عينه عنبة طافية} متفق عليه.
والفرق هو أن صورة الوجه الذي في الأمثلة السابقة ممسوحة العين اليُسرى , بينما هي ممسوحة العين اليمنى كما في هذا الحديث وغيره من الروايات الأخرى.
وأنا أقول : هذا كلام صحيح, إذ أن الصورة البادية في الشعارات المبينة في الأمثلة السابقة لا تمثل صورة طبق الأصل للأعور الدجال, ولكنها مُجرد علامةً ودلالة ملحوظة يسرها الله سبحانه وتعالى بحكمته ولطفه إلى عباده المؤمنين, لعلهم يهتدون من خلالها إلى استشفاف أمر الدجال الأعور وأعوانه الفاسقين, وليستبينوا سبلهم في الدخول على بني آدم من باب تقنيات (الديجيتال), وليأخذوا حذرهم ويستعدوا لمواجهتهم بحفظ سورة الكهف العشرة الأوائل منها الأواخر.

ومن هنا, لعلنا نجد في هذا الاختلاف البسيط بين تركيبة هذه الصور وبين الكلام الذي جاء في وصف صورة (الدجال الأعور), مخرجاً لنا من الوقوع في الحرج مع هذه الآلات الصماء , التي صنعتها أيدي بني الإنسان , ثم عَمدَ الجاهلون منهم إلى تحريف لفظها فجعلوها تقنيات (الدجال) بدلاً من (الديجيتال), واختاروا بجهلهم وشقاوتهم أن يوظفوها في سبيل الشيطان , وانصاعوا فيها لأمر غرائزهم وشهواتهم حتى تحولت هذه الوسائل إلى نقمتهم وفاقتهم.
وأما عباد الله الصالحين وأصحاب الفطرة السليمة والمتفكرين , الذين صبروا على الأذى الصادر إليهم عبر هذه الوسائل والآلات , وخالفوا نفوسهم وما تشتهيه من فتن ٍ وملذات , فقد شرح الله صدورهم وكف أيدي المارقين عنهم , فدرسوا آثار الفتنة , وكشفوا حنادس الظلمة , وحولوا المحنة إلى منحة , واللأواءُ إلى نعمة , وسخروا هذه الآلات في طاعة الله والدعوة إلى سبيله , واستعملوها في قضاء حوائجهم وتحقيق غاياتهم دون سَرفٍ أو تبذير , فصار (الديجيتال) عندهم على غير الحال , منابر من نور , ونبراساً ينير لهم الطريق, ويفتح أمامهم أبواب العلم والمعرفة , والكسب والمنفعة , والتسلية والترويح عن النفس, فلا بأس .
قال تعالى : {إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا} سورة الإنسان . 

 وقد صح عن حذيفة بن اليمان , صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-  أنه كان يقول : {كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير , وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه} .
ولهذا تجدني قد ركزت على مكامن الفتنة والشر في هذا الأمر – أي وسائل الديجيتال-  وذلك خشيةً على نفسي وعليكم إخواني من الوقوع في المحظور , ولا يخفى علي ما في هذه الوسائل والمخترعات من منفعة ونعمة لم ينعُم بها الناس من قبل , منحةً من الله لكل صاحب عقل .
وقد صار العَالِم في هذه النعمة محظوظ كأنما فُتِح له اللوح المحفوظ , وذلك لما يسرتهُ  من سُبل جمع العلم والمعرفة والوصول إليها باسها الطُرق.
ولقد أجاب الخليفة الفاروق -رضي الله عنه- حين سُئل: (أتوشك القرى أن تخرب وهي عامرة ؟ قال إذا علا فجارها على أبرارها وساد القبيلة منافقوها) رواه أحمد .
وللأسف وكما تعلمون فإن الفساد الذي أصاب الأمة الإسلامية والمجتمع الإنساني عامة عبر هذه الوسائل والتقنيات الحديثة, يفوق الفائدة والمنفعة التي ترتبت على ظهورها, قال تعالى: {وما أكثر الناس ولو حَرصت بمؤمنين 103} يوسف. وقال تعالى: {وإن تُطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله. إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون 116} الأنعام. يخرصون: يكذبون.
ولطالما كان هذا هو حال الدنيا في مُعظم الأوقات, نجدها يكثرُ فيها المفسدون ويقلُ المصلحون, إلى أن يأتي زمان لا يبقى على ظهرها إلا شرار الخلق, يتهارجون فيها تهارج الحُمر الوحشية, ولذلك جعل الله هذه الدنيا دار فناء, وحكم عليها سبحانه وأهلها بالزوال وعدم البقاء.  
 وبالرغم من هذا الفساد والاستبداد الغالب على طبائع كثيرٍ من الخلق, فإن ثمة هناك بوارق أمل تُصنع بأيدي خيار البشر, قال تعالى:} وإن جندنا لهم الغالبون{173   سورة الصافات.
وها نحن قد بدأنا نلمس الآثار الحسنة لتسخير الأدوات التقنية الحديثة في سبيل رفعة ومنفعة الفرد والمجتمع, وعلى الرغم من قلة عددها وإمكانياتها, فها هي قنواتنا الفضائية الإسلامية ومواقعنا الالكترونية قد شرعت بالانطلاق, وها هم روادها الصالحين ودعاتها المهديين قد رفعوا سيف العدالة لإحباط مخططات الخائنين , ينشرون الفضيلة بين رُكام الرذيلة , ويطمسون البدعة فاضحين لكل خدعة .
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : {لا تزال طائفةً من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم , حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال} . قال معاذ بن جبل : {وهم بالشام} . أخرجه البخاري ومسلم , في صحيحيهما .
وأقول : وهو بالشام أيضاً , إذ أن قبره- معاذ بن جبل رضي الله عنه- في غور الأردن في بلاد الشام .

* تنبيه : هذا البحث ليس تعريضاً بشركة (إل جي إلكترونيكس) , وأنا لا أدعوا إلى مقاطعتها, فهي واحدة من أفضل الشركات المنتجة للأجهزة الإلكترونية في العالم , ومنزلي يحتوي على أجهزة كهربائية عديدة من منتجات الشركة , وأغلب الظن هو أن أصحاب هذه الشركة والقائمين عليها لا يعون حقيقة ما يحملهُ شعار شركتهم من دلالات عقائدية وأخبار غيبية لها علاقة ڊ (الأعور الدجال), إذ أن الدأب عند هذه الشركة وغيرها من الشركات التجارية هو تحقيق الأرباح والرواج في الأسواق , أما الجوانب الأخلاقية والاجتماعية فهي من تخصص جهات ومؤسسات أخرى .

الهوامش:
(1)  قاموس (المورد) إنجليزي – عربي, الطبعة الثامنة عشرة 1984, لمؤلفه : منير البعلبكي.

شاهد الجزء الأول على الرابط التالي:

فتنة الديجيتال العظيمة


* نُشر لأول مرة في مدونة المسبار السحري بتاريخ 19-7- 2007
فكرة وإعداد: م. وليد القراعين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق