الأربعاء، 13 فبراير 2013

صرير الأقلام في اسم وإمامة صاحب الزمان



بسم الله الرحمَن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آلهِ الطيبين, وصحابته المُنتخبين, وعلى من تبعهُم بإحسان ٍ إلى يوم الدين.
أما بعد ؛ قال تعالى: {ولا يُنبئك مثلُ خبير}[فاطر: 14].
سوف يدور الحديث في هذا المقال حول ذكر بعض خفايا وأخبار الإمام المهدي ابن السادة الأخيار, وبشكلٍ خاص تلك الأسرار المرتبطة بِاسم الإمام المأثور والمشهور وهو (محمد بن عبد الله), وكذلك سبب تسميتهُ ڊ(المهدي), بالإضافة إلى توضيحٍ مُختصر لكون المهدي عليه السلام هو الإمام الثاني عشر, راجياً من الله السداد والتوفيق في القول والعمل.

محمد بن عبد الله المهدي
قال تعالى : {هو اللهُ لا إلهَ إلا هو لهُ الحمدُ في الأولى والآخرة ولهُ الحكمُ وإليهِ ترجعون 70} سورة القصص.
عن عبد الله بن عمر , رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): { يخرج رجُلٌ من أهل بيتي , يواطئ اسمهُ اسمي, وخُلْقُهُ خُلقي, يملأ الأرض قسطاً وعدلاً} أخرجهُ الإمام أبو عمرو المُقري في سننه (سنن الداني).
وعن عبد الله بن مسعود, رضي الله عنه, قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): {لو لم يبقى من الدنيا إلا يوم, لطولَ الله ذلك اليوم, حتى يبعث فيه رجلاً من أهل بيتي, يُواطئ اسمهُ اسمي, واسم أبيه اسم أبي, يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً} أخرجهُ جماعة من أئمة الحديث في كتبهم (1).
يواطئ : يشابه ويُقارب.
قد نفهم من قولهِ عليه الصلاة والسلام : {يواطئ اسمه اسمي ..}, أن اسم المهدي المُنتظر قد لا يكون (محمد بن عبد الله) بتمام العِبارة وإنما اسمٌ قريبٌ في لفظهِ ومعناهُ إلى هذا الاسم, كأن يكون اسم المهدي مما حُمِدَ واسم أبيه مما عُبِدَ مثلاً: حامد بن عبد الرحمن.
ومن جهةٍ أخرى فإنهُ وإن لم يكن اسم المهدي الذي يُعرف به عند الناس يشابه ويُقارب اسم (محمد بن عبد الله) في ظاهره, فلا شكَ أن المهدي عليه السلام يحملُ اسم (محمد بن عبد الله) ويُحققهُ في جوهره وباطنهِ المُحمدي, والاسم في اللغة هو اللفظ الموضوع على الجوهرِ أو العَرَضِ لتَفْصِل به بعضَه من بعض، والاسم لفظة تطلق على الإنسان أو الحيوان أو الشيء، تدل على ماهيته وشخصيته, فكيف لا يكون المهدي (مُحمداً) وهو في أخلاقهِ الحميدة شبيهاً بالنبي محمد (عليه الصلاة والسلام), وكيف لا يكون أبوه (عبد الله) والخلقُ كلهم عبيداً لله سواءً أطاعوا أم أبَقُوا. قال الإمام جعفر الصادق في تسمية الوليد :(لا يولد لنا ولدٌ إلاَّ سمَّيناه محمّداً، فإذا مضى سبعةُ أيامٍ، فإنْ شئنا غيَّرنا، وإلاَّ تركنا).
والمهدي عليه السلام هو (محمد) لنفس السبب الذي اسما من أجله عبد المطلب حفيده النبي (محمد), حيثُ سُئل عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف: (ما سمَّيت ولدَك ؟ قال: محمَّداً، فقيل له: كيف سمَّيته باسمٍ ليس لأحدٍ من آبائك وقومك ؟ فقال: سمَّيته محمَّداً لأنِّي أرجو أنْ يَحْمَدَهُ أهلُ الأرضِ كُلُّهُمْ ويَحْمَدَهُ أهلُ السَّماءِ).
وقد ورد في أكثر من رواية صحيحة السند قولاً عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حق حفيدهُ المهدي يُشابه ما قالهُ جدهُ عبد المطلب فيه, كما جاء في الحديث الذي رواه أبي سعيدٍ الخدري عن النبي عليه الصلاة والسلام :{... فيبعثُ اللهُ عز وجل رجلاً من عترتي , فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً, يرضى عنهُ ساكن السماء وساكن الأرض} أخرجهُ الحافظ في (مُستدركه) (2).
ولو كان اسم المهدي المُنتظر هو (محمد) واسم أبوه (عبد الله) حقيقةً, لربما سَهُلَ على أهل زمانهِ معرفتهِ وكشف أمره قبل أن تحين ساعة ظهوره الربانية, وهذا من شأنهِ أن يتسبب في إحراج الإمام وإرباك حياته الشخصية, والتأثير على مرحلة الإعداد الربانية لهُ قبل بعثه للناس, لذلك فإن من حكمة الله وحفظهُ وتدبيره إحاطة شخصية الإمام المهدي بالسرية التامة حتى فيما يتعلق باسمهِ واسم أبيه, خاصةً في ظل الفتن والمصائب الشديدة التي تنزل بالأمة قبل خروجه. 

- ولعل المقصود من قوله (عليه الصلاة والسلام): {يواطئُ اسمهُ اسمي} هو بأثر مُستقبلي, أي أن اسم الإمام المهدي الحقيقي سواء كان (زيد أو عُبيد) سوف يسطو ذكرهُ على قلوب وأفئدة المسلمين كما سطا اسم (محمد) في الزمان القديم, حتى لم يكد يخلو بيتٌ من البيوت من رجلٍ اسمهُ (محمد أو أحمد أو محمود), وحتى وقتنا الحاضر فإن الناس لا يزالون يسمون أبنائهم باِسم (محمد) محبة ً وتبرُكاً بصاحب الاسم (عليه وآله الصلاة والسلام).
  
- وعن أبي اِسحاق, قال: قال علي عليه السلام, ونظر إلى ابنه الحسن, فقال: {إن ابني هذا سيد , كما سماهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم, وسيخرج من صُلبه رجلٌ يُسمى باسم نبيكم, يُشبهه في الخُلُق ولا يُشبهه في الخَلق, يملأ الأرض عدلاً} أخرجهُ الإمام أبو داود في (سننه) (3).
رجلٌ يُسمى باسم نبيكم: من الجائز أن يُسمى المهدي باِسم (محمد) منذ ولادته على لسان أهله, أو بعد خروجه على لسان المسلمين, وذلك لأن خروجهُ عليه السلام بمثابة ولادة جديدة لهُ ولأمته. 
* يشبههُ في الخُلُق: قال تعالى: {وإنكَ لعلى خُلُقٍ عظيم 4} سورة القلم.
* لا يُشبههُ في الخَلق: لقد ورد في غير رواية أن المهدي يُشبه النبي (عليه الصلاة والسلام) في الخَلقِ والخُلقِ معاً. ومعنى أنهُ لا يشبههُ في الخَلقِ في هذا الحديث, أي أنهُ ليس كطول قامته وقوتهِ (عليه الصلاة والسلام), وذلك أن رِبعةً من الرجال (متوسطاً) قبل أربعة عشر قرناً ليس كربعةٍ من رجال هذا الزمان, وظاهرة التناقص الجسماني للمخلوقات مع مرور الزمان منذ ساعة هبوط آدم عليه السلام إلى الأرض مُثبتة علمياً وتاريخياً.
* وهنا قد يسأل سائل : كيف يكون المهدي في حديث من صُلب الحسن, وفي أحاديثٍ أُخرى هو ابن الحسين عليهم السلام جميعاً؟
الجواب سهل وبسيط وهو على سبيل المثال: أن رجُلاً من نسل الحسين تزوج امرأة من نسل الحسن فأنجبا ولداً أو بنتاً فخرج من ذريتهما المهدي, وهكذا يكون المهدي من صُلب الحسن ومن أبناء الحسين في وقتٍ معاً, أي أن المهدي يخرج من نسلٍ التقى فيه ماء الحسن والحسين (عليهم السلام أجمعين).
وكما أنَ إمام آل البيت الأول علي بن أبي طالب (كرمَ اللهُ وجههُ) هو أبو الحسن والحسين, فإن الإمام الآخر ولي الله المهدي هو ابنهُما, قال تعالى: {وهو الذي خَلقَ من الماء بشراً فجعلهُ نسَبَاً وصِهراً. وكان ربُكَ قديراً 54} سورة الفرقان.
وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب , رضي الله عنه , قال :{المهدي مَولده بالمدينة , من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم , واسمه اسم نبي , ومُهَاجَرُهُ بيت المقدس ... } أخرجه الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد في كتاب (الفتن).
{اسمه اسم نبي}: ونستدلُ من هذا القول على أن اسم المهدي قد يكون (محمد) كاِسم نبينا محمد, وبما يكون اسمهُ على اسم نبيٍ آخر من أنبياء الله (عليهم الصلاة والسلام جميعاً), وهكذا ومن مُجمل هذه الروايات فإن الاسم الحقيقي للمهدي عليه السلام يبقى سراً مجهولاً إلى أن تأتي ساعة ظهوره.

لطيفة: {المهدي مولدهُ بالمدينة, من أهل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) }
عند استخدام لفظ المدينة دون تحديد اسم بعدها فإن المقصود بها يكون مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم (يثرب), وهذا مُتعارفٌ عليه ودارجٌ على ألسنة الناس وفي الكتابات العربية والإسلامية منذ تمام البعثة النبوية, ولكن في هذا الحديث تحديداً فقد تم استعارة لفظ المدينة لدلالةً فيها لا لذات المدينة, وذلك أن المدينة المنورة هي دار هجرة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأصحابهُ من مكة, بعد أن أخرجهم منها كفار قريش كُرهاً وضيقوا عليهم أمر دينهم ودنياهم وكادوا يقتلونهم, وفي هذا الزمان فإن أعظم وأهم هجرة لأبناء أمة الإسلام كانت هجرة أهل القدس وفلسطين من أرضهم خائفين أو مُكرهين من الإسرائيليين, وقد كانت الوجهة الأكبر لمعُظم هؤلاء المُهاجرين هي الأردن مملكة الهاشميين, وتحديداً عاصمتها وحاضرتها مدينة عمان, وعلى مر السنيين فقد ضرب الأردن مِثالاً جيداً في التعايش والتكافل بين المهاجرين وأهل البلد الأصليين, وقد صار الأردن بشكلٍ عام وخاصةً مدينة عمان بحق دار هجرة لأبناء العروبة والإسلام من دول الجوار, خاصةً بعد هجرة مئات الآلاف من العراقيين إليها منذ أحداث حرب الخليج الأولى ونهايةً باقتحام القوات الأمريكية والدولية لأرض العراق. وتعتبر عمان التي هي من أكبر مدن الشام معقلاً هاماً من معاقل المهاجرين والمرابطين في هذا الزمان, كما كانت مدينة المصطفى (عليه الصلاة والسلام) معقل المهاجرين والمرابطين في أول عهد الإسلام.
وبالتالي فإن المقصود الحقيقي لقول علي رضي الله عنه: {المهدي مولدهُ بالمدينة, من أهل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) }, هو أن المهدي عليه السلام مولدهُ في مدينة عمان دار هجرة أبناء الإسلام في آخر الزمان, ومدينة الهاشميين وآل البيت الكرام.
وسأتعرض لبيان هذه المسالة في مقالٍ آخر أنشره لاحقاً – بإذن الله تعالى- (4).

وفي ختام هذه الفقرة نرجو من المولى تبارك وتعالى أن تزول أسباب فِراق أهل فلسطين والعراق لأوطانهم, وأن يحفظ ديار المسلمين من الفتن والشرور وكيد المُعتدين.

في سبب تسميته بالمهدي
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه, قال: دخلَ رجلٌ على أبي جعفر محمد بن علي الباقر, عليهما السلام, فقال لهُ: اقبض مني هذه الخمسمائة درهم, فإنها زكاة مالي.
فقال لهُ أبو جعفر عليه السلام: {خذها أنت فضعها في جيرانك من أهل الإسلام, والمساكين من إخوانك المسلمين}.
ثم قال: {إذا قام مهدينا أهل البيت قسم بالسوية, وعَدلَ في الرعية, فمن أطاعهُ فقد أطاع الله, ومن عصاهُ فقد عصى الله. وإنما سُمي المهدي لأنهُ يُهدى إلى أمرٍ خفي} (5).
من مضمون هذه الرواية فإننا قد نستدل على أن الله يهدي وليهُ وخليفتهُ المهدي إلى معرفة أحوال فئةٍ من المستضعفين والمساكين من أبناء المسلمين, الذين يحسبهم الناس أغنياء من التعفف ولا يعلم بحالهم سوى رب العالمين, وإن في الالتفات إلى أحوال أمثال هؤلاء المساكين وتلبية احتياجاتهم الضرورية, شدٌ لبنيان المجتمع, وتدعيمٌ وترميمٌ لما وهنَ منهُ وتهدم, فتقل بذلك الفتن وتعم البركات والنِعَم.

وعن كعبٍ الأحبار رضي الله عنه, قال: {إنما سُمي المهدي لأنه يُهدى * إلى أمرٍ خفي, ويستخرج التوراة والإنجيل من أرض يُقال لها أنطاكية} أخرجهُ الإمام نعيم بن حماد في كتاب (الفتن) (6).
* وفي روايةٍ : يهدي الناس إلى أمرٍ خفي. (وفي طبيعة الحال, وليتسنى للإمام المهدي هداية الناس إلى الأمور الخفية, فلا بد أولاً أن يهديه الله إلى معرفتها).
أنطاكية: قصبة العواصم من الثغور الشامية, بينها وبين حلب يوم وليلة.
وفي بعض رواياته عن كعب, قال: (إنما سُمي المهدي لأنه يُهدى إلى أسفارٍ من أسفار التوراة, فيستخرجها من جبال الشام, يدعو إليها اليهود, فيُسلم على تلك الكُتب جماعةٌ كبيرة. ثم ذكر نحواً من ثلاثين ألفاً). وذكره الإمام أبو عمرو الداني في (سُننه) (7).
ومن مضمون هذه الروايات, فإننا نستدل على أن الله عز وجل يهدي الإمام المهدي إلى استخراج ما خفي على الناس من أمور دينهم, وإلى معرفة ما أشكلَ عليهم فهمه من قضايا دينهم المعاصرة, وهذه المعرفة لا تقتصر على الدين والشريعة الإسلامية فحسب, وإنما تشمل الديانات السماوية الأخرى مثل اليهودية والنصرانية, بالإضافة إلى ديانات وعقائد الناس كافة.
والناس في هذا الوقت الذي عَمتْ فيه الفتن, وتباعد بهم الزمن عن عهد النبوة والرسالات السماوية, في حاجةٍ ماسة إلى من يُحْيي نور الإيمان بالله في قلوبهم, ويُبصرهم بأمور ومسائل دينهم التي جهلوها, خاصةً في ظل العجز الواضح لدى كثيرٍ من الناس عن استيعاب هذا التغيُر الكبير والسريع في مجرى التاريخ وطبيعة الحياة ونسقها المُعتاد, وكذلك التطور المُذهل في الأدوات والوسائل المستخدمة في تسير دفة حياتهم, الأمر الذي نتج عنهُ نشوء تيارات متخبطة غير قادرة على التوفيق بين القيم الدينية القديمة الأزلية, والمقومات الدنيوية الجديدة الآنية, فنزع بعض هذه التيارات إلى إنكار الدين بالكلية والاعتقاد فقط بالأشياء المادية الملموسة مثل (الملحدين), ونزع بعضها الآخر إلى التنكر للدين وفصلهُ عن أمور الدنيا والدولة مثل (العلمانيين).
ولو أعمل إنسان هذا العصر عقلهُ قليلاً, لوجد أن حياة الأوليين من البشر المبتدئين هي بنفس قيمة حياته الجديدة المتطورة إن لم تكن تفوقها.
فالناس في أول العهد في هذه الدنيا كانوا يستنشقون الهواء النقي, ويشربون الماء العذب الصافي, ويأكلون الغذاء النافع الطازج, ويعيشون في ظل طبيعة جميلة وهادئة.
وأما إنسان هذا العصر فإنه يستنشق الهواء الملوث بأصناف الأدخنة والغازات والعوادم السامة, ويشرب الماء العكر الفاسد أو المُصفى والمعالج صناعياً, ويأكل الثمار والغذاء الفاقد للقيمة الغذائية والذي مر بعدة مراحل تصنيعية, ويعيش في وسط كومةٍ من الحجارة والبناء المُكدس, وتحت أصوات الضجيج التي لا تنقطع ليلاً أو نهاراً, وكما قال القائل: (إنسان هذا العصر هو الإنسان المعصور عصر, هو الإنسان المسحوق سحق, هو أنت وأنا).

وحتى لا نبتعد كثيراً عن موضوع حديثنا, فإنهُ وبالإضافة إلى معرفة الإمام المهدي واطلاعه على خفايا مسائل الدين, فإن الله رب العالمين قد يهدي خليفتهُ المهدي إلى معرفة أسراراً خفية من الأمور الدنيوية, كتلك التي علمها أنبياءه وأولياءه الصالحين (عليهم السلام أجمعين), وبحسب ما تقتضيه الحاجة والضرورة.
فقد علم الله نبيه يوسف (عليه السلام) من أسرار الاقتصاد والزراعة, وعلمهُ كيف يحقق الاكتفاء الذاتي لشعب مصر, ويبعد عنهم شبح المجاعة والهلاك, وأطلعهُ على سر تخزين القمح لسنواتٍ طويلة دون أن يصيبه التلف والفساد. كما علم الله عبده داود (عليه السلام) وكان قائداً مُحنكاً ومُحارباً شُجاعاً, صناعة الدروع التي تقي الجند من ضربات الرماح والأسهم والسيوف, قال تعالى: {ولقد آتينا داود منا فضلاً, يا جبال أوبي معه والطير, وألَنَا له الحديد 10 أن اعمل سابغاتٍ وقَدر في السرد, واعملوا صالحاً, إني بما تعملون بصير 11} سورة سبأ. أوبي: سبحي, سابغات: دروع واسعة كاملة.
وهكذا فإن الله عز وجل يُعلم أنبياءه وأولياءه من العلوم الشرعية والأرضية, ما يكفل لهم التوفيق والنجاح في حياتهم الدنيوية والأخروية.

الإمام الثاني عشر
روى مسلم في صحيحه عن جابر بن سمرةً ، قال : {دخلت مع أبي على النبي (صلى الله عليه وسلم) فسمعته يقول: {إنّ هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة} قال : ثم تكلّم بكلام خفي عليّ ، قال : فقلت لأبي : ما قال؟ قال : {كلّهم من قريش}. وفي رواية أبى داود: {لا يزال هذا الدين قائماً حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة},وقد روي هذا الحديث بطرق أخرى وألفاظ متشابهة معظمها صحيح, مثل: {اثنا عشر أميراً}, {اثنا عشر رجُلاً}, وفي رواية {كلهم من بني هاشم}.
وعن مسروق قال: كنا جلوساً عند عبد الله بن مسعود وهو يُقرئنا القرآن فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) كم يملك هذه الأمة من خليفة ؟ فقال عبد الله بن مسعود: ما سألني عنها أحد منذ قدمت من العراق قبلك ثم قال: نعم، و لقد سألنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: {اثني عشر كعدة نقباء بني إسرائيل} مسند الإمام أحمد.

وهناك آراء متعددة في تحديد هوية هؤلاء الخلفاء وتعيين أزمانهم, منها:
1- ما نقله ابن حجر في فتح الباري {كلهم من قُريش}:
عن القاضي عياض أن المراد الخلفاء الذين اجتمع عليهم الناس وهم -الخلفاء الراشدون الأربعة- : أبو بكر ، وعثمان ، وعلي ، - ثم ملوك بني أمية-: معاوية ، ويزيد ، وعبد الملك ، وأولاده الأربعة : الوليد ثم سليمان ثم يزيد ثم هشام ، وعمر بن عبد العزيز بين سليمان ويزيد ، فهؤلاء سبعة بعد الخلفاء الراشدين والثاني عشر هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك, اجتمع الناس عليه لما مات عمه هشام، فولي نحو أربع سنين ثم قاموا عليه فقتلوه،وانتشرت الفتن وتغيرت الأحوال من يومئذ ولم يتفق أن يجتمع الناس على خليفة بعد ذلك.
2- ما قاله الحافظ في فتح الباري أيضا:
[فالأولى أن يحمل قوله {يكون بعدي اثنا عشر خليفة} على حقيقة البعدية، فإن جميع من ولي الخلافة من الصديق إلى عمر بن عبد العزيز أربعة عشر نفساً، منهم اثنان لم تصح ولايتهما ولم تطل مدتهما وهما: معاوية بن يزيد ومروان بن الحكم، والباقون اثنا عشر نفسا على الولاء كما أخبر صلى الله عليه وسلم، وكان وفاة عمر بن عبد العزيز سنة إحدى ومائة، وتغيرت الأحوال بعده، وانقضى القرن الأول الذي هو خير القرون].

لا شك في أن التفسيرات والتعليلات التي ذكرها العلماء في مسألة الخلفاء الإثنا عشر, ومن ضمنها الآراء المفصلة أعلاه, والتي ركزت على ناحية البَعْدية للأمراء والملوك الذين جاؤوا مباشرةً بعد عهد الرسول, لها مكانها من الصحة والقبول على اعتبار أن قرنهُ (عليه الصلاة والسلام) هو خير القرون, ولكن بالإضافة إلى أهمية هذه (البَعْدية) وقيمتها المُعتبرة في تحقيق معنى أحاديث الخلفاء الإثنا عشر, فإن في (البُعْدية) عن زمانهِ (صلى الله عليه وسلم) وصولاً إلى آخر الزمان, وبالتحديد عند حلول ساعة ظهور الإمام المهدي ونزول المسيح عيسى (عليهما السلام), تحقيقاً أكثر  إلحاحاً وأهميةً لمُراد النبي (عليه الصلاة والسلام) من قوله: {إن هذا الأمر لا ينقضي}, وذلك أن أمر الدين لم يزل منذ عهده الشريف وحتى وقتنا الحاضر يُشكل حجر الزاوية في قَدَرِ ومُقدرات هذه الأمة, ولا يزالُ الدين يُمثلُ عنصراً أساسياً في حياة كثيرٍ من الناس والشغل الشاغل لهم, وهذا الحال يتنافى مع أن يكون الدين ودعوة خير المرسلين قد انقضى و ولى عهده, ولا تكاد تخلو فترةً من الفترات على امتداد عهد هذه الأمة المباركة من إنجازات وفتوحات على أيدي القادة والعلماء, وكلما ظهرت الفتن وازدادت المحن, وعمَ الظلم والجهل والفساد, برز من هذه الأمة رجالٌ وفئات تنشر الأمن والعدل والعلم والصلاح, ولا يزالُ أمر المسلمين سِجال بين تقلبات الزمان إلى أن تخرج الفتنة العمياء التي يطفئ نارها الإمام المهدي (عليه السلام), وهو آخر إمام وخليفة يُبعث لهذه الأمة بعد انقطاعٍ من الزمان.
وبعد الإمام المهدي يتدهور الحال ويخرج المسيح الدجال بالفتنة الكبرى التي يطفئ الله نارها بإنزال نبيهِ الغوث المسيح ابن مريم (عليهما السلام) من السماء, وبعد أن يقتل عيسى الدجال يخرج قوم (يأجوج ومأجوج) وتسوء الأحوال, وبقدرة الله العزيز ذو الجلال ينهزم  قوم يأجوج ومأجوج القُساة العُلوج, وتعيش الأمة بعدها الفصل الأخير من تاريخها الطويل في ظل حكم النبي والخليفة الأخير عيسى ابن مريم (عليهما الصلاة والسلام), وبعد موت المسيح (عليه السلام) يُرسل الله ريحاً فتقبض أرواح أهل الإيمان وينقضي بذلك أمرُ الإسلام, ويبقى على وجه الأرض شرار خلق الله يتهارجون فيها كالحُمر وتقوم عليهم القيامة ويُقضى الأمر. قال تعالى: {وما أنزلنا على قومهِ من بعدهِ من جُندٍ من السماء وما كُنا مُنزلين 28 إن كانت إلا صيحةً واحدة فإذا هُم خامدون 29} يس.

3- الأئمة الإثني عشر عند شيعة آل البيت, {كلهم من بني هاشم} وهم:
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب, ثم ولده الحسن بن علي (المجتبى), ثم أخوه الحسين بن علي (الشهيد), ثم ولده علي بن الحسين (السجاد), ثم محمد بن علي (الباقر), وجعفر بن محمد (الصادق), وموسى بن جعفر (الكاظم), وعلي بن موسى (الرضا), ومحمد بن علي (الجواد), وعلي بن محمد (الهادي), ثم الحسن بن علي (العسكري), ولا عقب له في الإمامة من أخ ٍ أو ولد, وأما الإمام الثاني عشر والأخير فهو محمد بن عبد الله (المهدي), وهو الوحيد المنقطع النسب المباشر وكذلك الزمان المُتصل بين جميع الأئمة الذين سبقوه, وهذا لأن الضرورة قد اقتضت بعثهُ في آخر الزمان ليختم الله به الدين الذي بدأه بسيد المرسلين محمد (عليه وآله أفضل الصلاة والتسليم), عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب , رضي الله عنه , قال : {قلتُ يا رسول الله , أمنا المهدي , أو من غيرنا ؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : بل منا , يختمُ الله به الدين كما فتحهُ بنا} (8).

وباستثناء الإمام الأول أمير المؤمنين علي, والإمام الآخر المهدي الذي يُبايع في آخر الزمان على ولاية أمر أهل الإسلام, فإنهُ لم يملك هذه الأمة أحداً من الأئمة العشرة الذين بينهم, وأما خلافة الإمام الحسن بن علي (عليهما السلام), فإنها كانت بمثابة مرحلة انتقالية ولم تدم سوى شهور قليلة.

المسيحُ منا أهل البيت
وهناك قضية محورية واتجاه آخر في تحديد أئمة العِترة النبوية الإثني عشر, وهي أننا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار خلافة خير الأنام المسيح عيسى ابن مريم (عليهما السلام), والتي تكون بعد خلافة ومُلك الإمام أبي عبد الله المهدي, وعلى ضوء ما سيتم بيانهُ في المقالات القادمة (9) من أن الإمام المهدي هو بمثابة الأب للمسيح عيسى والوالد الذي لم يلده, فإن إمامة عيسى وولايته لأمور المسلمين تُعتبر امتداداً لإمامة آل البيت الكرام, وعلى هذا الأساس فإن الأئمة الإثني عشر من آل بيت خير البشر يكونون جميعهم من ذرية أمير المؤمنين علي, بدايةً بالحسن ابن علي وفاطمة الزهراء ونهايةً بالمسيح ولد المهدي ومريم العذراء (عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين), وكما أن المهدي يرث إمامة الحسن العسكري ويعقبهُ في الترتيب رغم ولادته بعده بقرونٍ طويلة, فإن المسيح عليه السلام يرث الإمام المهدي ويعقبه في الترتيب رغم ولادته قبله بقرونٍ طويلة, وخلافة عيسى التي تكون في آخر الزمان إنما هي معجزة وكرامة من العزيز المنان, ليتسنى لعبد الله عيسى عليه السلام إتمام نبوته ورسالته التي جعلها الله قسمة بين آل يعقوب وآل محمد (عليهم الصلاة والسلام).

وفيما يخص الجدل القائم حول مسألة تعيين الأئمة الإثني عشر الأسباط من بيت محمد (عليه وآله أفضل السلام والصلوات), فإن شرحها يطول ويحتاج إلى عدة فصول, وهي شأنٌ داخلي عقلي ونقلي خاص بالآل أصحاب الميراث النبوي, ولكنها باختصار وبطبيعة الحال مبنية على أهلية ذلك الإمام ومكانتهُ العلمية ومقوماته الشخصية, وجميع الأئمة الكرام الذين تم تعيينهم قد توارثوا الحكمة ونور النبوة وتعاقبوا على الإمامة واحداً تلو الآخر, بدايةً بالخليفة الراشد علي بن أبي طالب الذي لا يجحد فضلهُ إلا فاسق ومنافق, ثم ولداهُ سيدا شباب أهل الجنة وريحانتا رسول الله الحسين والحسين (عليهم رضوان الله), ثم أبناء الشهيد الحسين على التوالي, بدايةً ڊ ِ زين العابدين علي, وصولاً إلى الإمام الحسن العسكري, وختاماً بإمام آخر الزمان المهدي, الذي تتفق السنة والشيعة وغيرهم من طوائف الإسلام على أنهُ الخليفة والإمام الذي بشر به محمد خير الأنام (عليه وآله الصلاة والسلام), وحتى في كتب الأوليين من الأنبياء والصالحين ومذاهب وأساطير الناس أجمعين, نجد هناك إشارات جلية واعتقاد جازم ببعث المُخلص الذي يُخرج الناس من الجهل والعدوان في آخر الزمان, ويُمهد للمعركة الفاصلة مع الشيطان الأكبر صاحب الفتنة والأهوال, والذي يقتلهُ المسيح عيسى ابن مريم بسيفهِ البتار.

ورغم أن مُعظم الأئمة الإثني عشر لم يكونوا أمراء وملوك لهذه الأمة في واقع الأمر, إلا أنهم في الحقيقة أفضلُ مكانةً وأعظم شرفاً من مُعظم أمراء زمانهم, وهم الركن الشديد الذي يقوم عليه بنيان هذه الأمة.
وكيف يكون لنا عبرة باجتماع الناس على مثل خلافة يزيد, وقد قضى بسيوف رجاله ابن بنت رسول الله نحبهُ شهيد, ولو كان معدنُ الرجال يُقاس بالمُلك والمال, لما أورثها الله موسى وهارون وأغرق فرعون وهامان وقارون, قال تعالى: {وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زُلفى إلا من آمن وعمل صالحاً فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغُرفاتِ آمنون 37} سورة سبأ.

وقد امتدت فترة ولاية الأئمة الأحد عشر المُتصلين بالوقت والنسب, بدايةً بعلي ونهايةً بالعسكري, على مدى القرون الثلاثة الأولى من بعث النبي, وهي خير القرون كما جاء في الحديث الصحيح عنه (عليه وآله الصلاة والسلام) أنه قال: {خير القرون قرني الذي بُعثت فيه, ثم الذين يلونهم, ثم الذين يلونهم} (10).

وختاماً لهذه الفقرة أقول: إن تعيين الخلفاء والصالحين الإثني عشر بعد سيد المرسلين محمد (عليه وآله أفضل الصلاة والتسليم), يحتمل وجوهاً عديدة من التأويل سواءً من وجهة نظر عموم المسلمين أو من وجهة نظر خاصتهم كالشيعة وغيرهم, وهذه الآراء والتأويلات بعضها قد يصح وبعضها الآخر قد يُخطئ, وذلك بحسب ما يقدمهُ كل من يطرح مثالاً للخلفاء الاثني عشر من حجج وبراهين, وكذلك فإن وجود رأي راجح عند البعض لا يعني بالضرورة أن آراء الآخرين خاطئة وادعاءاتهم كاذبة, فإن لكل رأي دوافعهُ وحيثياتهُ ومُعالجته الخاصة لجانب من جوانب المسألة, ومن خلال مُجمل النظريات والآراء نحصل على الرؤيا الكاملة للقضية.

وإن تعيين الرجال الإثني عشر المُنتخبين لا يقتصر على خلفاء المسلمين أو على أئمة آل البيت المكرمين وإن كانوا هم الأوْلى, ولكنه قد يتشعب ليُغطي جوانباً أخرى عديدة من أمور المسلمين لا تقل أهمية عن الخلافة والولاية, كأمراء الجهاد والفقهاء والعلماء ونحو ذلك, وكما أن الإثنا عشرية لها أصول فإن لها كذلك فروع, أي أن أحد الأئمة المعتبرين على أنه من الإثني عشر المعدودين قد يتفرع منه اثنا عشر رجلاً آخرين, كما في قول الإمام الصادق عليه السلام: {يكون بعد القائم اثني عشر مهدياَ ), والاثنى عشرية هي من نواميس الكون وسننه وشرائع الأمم السابقة, فهي عدة الشهور التي تكتمل بها السنة, وهم أسباط يعقوب, ونُقباء بني إسرائيل, وحواريي عيسى, والحديث عن هذا الموضوع وكذلك تحليل آراء العلماء حوله يطول ولا يتسع لهُ فقرة في مقال.

الإمام المهدي في كتب السلف الصالح
فيما يلي نبذة مختصرة ودون تعليق عن شخصية الإمام المهدي من كتب السلف مثل: كتاب القول المختصر في علامات المهدي المنتظر للحافظ الهيتمي، وكتاب الأربعون في المهدي للحافظ أبي نعيم الأصبهاني وكتاب العرف الوردي في أخبار المهدي لجلال الدين السيوطي:
[هو رجل سيولد آخر الزمان، وأنه من أهل بيت النبي، من كنانة من قريش من بني هاشم من ولد فاطمة، من ولد الحسن بن علي رضي اللّه عنهما، وفي قول آخر أقوى بالدليل من ولد الحسين بن علي، وفي قول ثالث أنه منهما معا، وفي بعض الأقوال من ولد العباس عم النبي، اسمه اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم محمد وفي قول آخر أحمد، كنيته أبا عبد الله، سيد من سادات أهل الجنة مع النبي محمد وعلي بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب وجعفر بن أبي طالب والحسن والحسين، وهو يأتي في وسط الأمة وعيسى في آخرها والنبي في أولها، ابن أربعين سنة، يثقل عليه الكلام فيضرب فخذه اليسرى بيده اليمنى إذا أبطأ عليه الكلام كأن وجهه كوكب دري، أجلى الجبهة أقنى وأشم الأنف، أفرق الثنايا، أجلى الجبهة، ومن صفاته انفراج فخذيه، وتباعد ما بينهما، كأنه من رجال بني إسرائيل، لونه لون عربي وجسمه جسم إسرائيلي، في خده الأيمن خال اسود كأنه كوكب دري، عليه عباءتان قطوانيتان، يخرج وعلى رأسه عمامة فيها ملك مناد ينادي هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه، ويخرج من قرية يقال لها كرعة أي في بعض خرجاته لبعض الحروب حتى لا ينافي أن أول خروجه من المدينة لأنه من أهلها، ثم يبايع بمكة، ثم يذهب إلى الشام وخراسان ‏وغيرهما، ثم‏ يكون مقره ببيت المقدس، ويقع قبل مبايعته بين الركن والمقام تجاذب القبائل في القعدة، ونهب‏الحاج‏ بمنى، يخرج في محرم، بعد أن تسبقه فتن وحروب بشهر رمضان وما بعده إلى ذي‏الحجة، فينهب الحاج بمنى ويكثر القتل حتى يسيل الدم على الجمرة، ويهرب، فيبايع بين الركن والمقام، وهو كاره بل ‏يقال له إن لم تفعل ضربنا عنقك ويبايعه عدة أهل بدر حيث يجتمع إليه ثلاثمائة وأربعة عشر فيهم نسوة، يأتي في الرايات السود القادمة من قبل المشرق كأن قلوبهم زبر الحديد، ويظهر عند انقطاع من الزمن، وظهور من الفتن، يكون عطاؤه هنيئا، يستخرج الكنوز، يرضى في خلافته أهل الأرض، وأهل السماء، والطير في الجو، يبعثه الله غياثا للناس، تنعم الأمة، وتعيش الماشية، وتخرج الأرض نباتها، ويعطى المال صحاحا يقوم بالدين آخر الزمان كما قام النبي، صاحب رايته الفتى التميمي الذي يقبل من المشرق، يضرب الناس حتى يرجعوا للحق، تجري الملاحم ‏على يديه، يقاتل على السنة كما قاتل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الوحي، ويفتح مدائن ‏الشرك ويفتح القسطنطينية، وجبل الديلم، وينزل بيت المقدس، ويظهر الإسلام، لا يخلف وعده، وهو سريع الحساب، يملا الأرض عدلا، يملك سبع سنين وفي قول عشرين سنة، ويملك الدنيا كما ملكها ذو القرنين وسليمان، ينزل المسيح عيسى بن مريم ويصلي خلفه صلاة الصبح، يكون قبله مباشرة وبعد الحكام الجبارين أمير هو الجابر يجبر اللّه به امة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ثم يأتي المهدي، ثم المنصور، ثم السلام، ثم أمير العصب، وقيل بعد المهدي يؤمر القحطاني] المصدر موقع ويكيبديا.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين, وصلى الله على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم.

المراجع:
- كتاب عقد الدرر في أخبار المنتظر.

الهوامش:
(1)- منهم الإمام أحمد بن حنبل في مسنده, والإمام الترمذي وأبو داود والبيْهقي والداني وغيرهم.
(2)- وقال الحافظ : حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه (أي البخاري ومسلم).
(3)- وأخرجهُ الإمام الترمذي في (جامعه), وأخرجهُ الإمام النسائي في (سُننه).
(4)- راجع مقال (إمام الأُمة على هامش أهل الهمة).
(5)- من كتاب عقد الدرر في أخبار المنتظر, باب عدله وحليته.
(6)- في سيرة المهدي وعدله وخصب زمانه.
(7)- عن ابن شوْذب الخراساني البلخي وكان من الثقات.
(8)- أخرجه جماعة من الحفاظ , منهم أبو القاسم الطبراني , وأخرجه نعيم بن حماد في نسب المهدي .الفتن لوحة 102 أ.
(9)- راجع مقال (غاية المرام من كُنية وكرامة المهدي عليه السلام).
(10)-  رواه ابن تيمية في (مجموع الفتاوى). 

مواضيع ذات صلة على الروابط التالية:

إمام الأمة على هامش أهل الهمة

* نُشر لأول مرة في مدونة (ولي الدين والمسبار السحري) بتاريخ 5-6-2010
فكرة وإعداد: م. وليد أحمد الكراعين




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق