الأحد، 24 فبراير 2013

البرهان المؤيد لكرامة مد اليد لأحمد

 بسم الله الرحمَن الرحيم

 الحمد لله رب العالمين , وصلى اللهُ على سيد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه والتابعين , وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين , وسلم تسليماً كثيراً , أما بعد ؛

 تسود على قلوب وعقول الناس في هذا الزمان موجات عاتية من الشك والارتياب تجاه المعتقدات الدينية بأصولها وفروعها , وذلك بسبب ما أصاب الناس من انقطاع ٍ عن دينهم وعقيدتهم وماضي آبائهم وأجدادهم , وقد بدأت هذه الموجة بالتأثير على الناس بشكلٍ ملحوظ منذ مطلع القرن الماضي تقريباً , والذي شهد سقوط الخلافة العثمانية ودخول القُوات الأجنبية إلى البلدان العربية والإسلامية , حيثُ صارت هذه البلدان خاضعة سياسياً واقتصادياً وحضارياً لتلك الدول الأجنبية , وقد قامت بعض الدول التي سيطرت قُواتها على أجزاء كبيرة من الوطن العربي مثل فرنسا , بشن حملات شرسة لطمس اللسان العربي والثقافة الإسلامية عند شعوب الدول الخاضعة لقواتها , وبشكلٍ خاص الدول المجاورة لها مثل الجزائر والمغرب وتونس , ولا تزال هذه الدول تعاني من آثار هذا القمع الثقافي لحضارتها وانتمائها العربي والإسلامي , وحتى بالنسبة إلى الدول الإسلامية التي نجت شعوبها من مثل هذا القمع الثقافي القهري , فإنها لم تنجو من الافتتان بالتطور الصناعي والتكنولوجي والروح الجديدة للغرب , وقد أطلق علماء الاجتماع على هذه الفتنة اسم (الصدمة الثقافية) , وسببها ذلك الفرق الشاسع الذي يجده المتلقي الشرقي - بالسفر أو عبر وسائل الإعلام والتبادل التجاري- بين نمط الحياة الشرقية الساكن والمحافظ دينياً واجتماعياً والبسيط صناعياً, وبين نمط الحياة الغربية الصاخب والمتمرد دينياً واجتماعياً والمتفوق صناعياً , وكان من نتائج هذه الصدمة الثقافية أن تنكر الكثير من أهل الشرق لِذاتهم وأهلهم وأوطانهم وموروثاتهم الاجتماعية والدينية , وصار الماضي التليد لأمتهم مجرد خزعبلات وأوهام لا تكاد تُذكر قياساً بروح العصر الحديث , وأصبح الشغل الشاغل للإنسان الشرقي مصبوباً على مواكبة النمط الحضاري والثقافي الغربي المُسيطر , وقد ضعفت الثقة بالكثير من المعتقدات الدينية والقصص التاريخية التي نقلها علماء وحُفَاظ الأمة بالتواتر كابراً عن كابر , وذلك أن هذا الأثر الكريم المنقول عن العلماء صار يُصادف قلباً خاوياً عن ذكر الله مشغولاً بحب الدنيا وشهواتها , وعقلاً مشتتاً بمشاغل الدنيا والنظريات المادية والإلحادية والاعتقادات المدسوسة والباطلة , فكانت النتيجة هي الإنكار والتنكر والرفض والسخرية من علوم الصالحين وأنوارهم وثقافتهم, قال تعالى: {فخلفَ من بعدهم خلْفٌ أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهواتِ , فسوف يلقون غياً 59} مريم.
[قال أبو الأشهب في تفسير هذه الآية : أوحى الله إلى داود عليه السلام : يا داود حَذر وأنذر أصحابك أكل الشهوات, فإن القلوب المعلقة بشهوات الدنيا عقولها عني محجوبة, وإن أهون ما أصنع بالعبد من عبيدي إذا آثر شهوة من شهواته أن أحرمهُ طاعتي] مختصر تفسير ابن كثير.

وقد ضاعف بعض الذين أنزلوا أنفسهم منازل أهل العلم عند الناس من الباحثين والمستشرقين وغيرهم حِدةَ هذه الفتنة الشعواء , وذلك بتعلقهم بالروايات الضعيفة والسلوكيات المُستحدثة والغريبة لبعض جماعات المسلمين , وتضخيمها والمُزَايدة عليها حتى تصير سبباً عندهم وعند من يتبعهم من ضعفاء النفوس والانتماء للانسلاخ عن أصول الدين والعقيدة وتكذيبها, إضافةً إلى أنهم قد تمسكوا بجذور الخلاف والاختلاف بين المسلمين في بعض القضايا الدينية العامة والفرعية , وأثاروا الجدل حول الكثير من المسائل الشرعية وأفتوا فيها بحسب أهوائهم ومقاصدهم , دون هدي ٍ واضح يدل على صلاح أحوالهم وحُسن نواياهم تجاه الإسلام والمسلمين , مما أدى إلى زعزعة الأمان الديني والعقائدي عند بعض المسلمين , وزيادة بذور الشك والفُرقة بين أصحاب المذاهب والمشارب الإسلامية , بل إنهُ من عِظَم ِ المُصيبة وشدة الفِتن وانقطاع الزمان وتباعده عن عهد السلف الصالح رضوان الله عليهم , أن صار علماء الأمة الصادقين عُرضة لموجات المد والجزر تجاه الكثير من المسائل الدينية , تتقلب آرائهم بين القبول والرفض والتصديق والإنكار قبل أن يلامس المُوَفَقِين منهم كَبِدَ الحقيقة وشمس الصواب , إضافةً إلى أنهم صاروا يستبعدون الكثير من الإرث النبوي الشريف بحجة أنه لم يصل إلى درجة الصحيح , رغم أن المأثور عن السلف الصالح يدل على أنهم كانوا يقولون ويعملون به , وعلى سبيل المثال لا الحصر مسألة المهدي المُنتظر التي جمدها بعض الدُعاة المُعاصرين وغَمطوها حقها , رغم شدة احتياج الناس في هذه المحنة العظيمة التي تمر بها الأمة خاصة والبشرية عامة , إلى البشارة الكبرى التي أخبر بها النبي عليه الصلاة والسلام ونقلها عنهُ أصحابهُ والتابعين من بعدهم , عن الشاب الصالح الذي ينير طريق البشرية بعد ظلامها في آخر عهد الإسلام , والذي يُعينهُ الله على إعداد الأمة لمواجهة أعظم الفتن وأكبر الشرور وهي فتنة الدجال الأعور , ويؤيدهُ ومن معهُ بالمسيح عيسى ابن مريم فلا ينقضي الزمان قبل أن يتم الله نُورهُ في هذه الدُنيا.
  
وغير مسألة المهدي المنتظر -عجلَ اللهُ فَرجه-  فقد لحق الكذب والتشويه شخصيات إسلامية تاريخية مرموقة من الأئمة والعلماء والأولياء الصالحين , الذين حولهم الحاقدين والحاسدين إلى زنادقة ودجالين وخارجين عن الملة , وذلك بالنظر إليهم من زوايا ضيقة مع التماس أدنى عثرة في سيرة هؤلاء الأئمة من أجل صرف قلوب الناس عن علمهم ونورهم , ومن ضمن هؤلاء الأئمة الصالحين الذين تعرضوا وأتباعهم لعمليات التشويه والتهميش , رجلٌ صالح يجهلُ أمرهُ الكثير من أبناء الجيل المُعاصر وهو سيد أولياء هذه الأمة الإمام أحمد الرفاعي الكبير صاحب الطريقة الرفاعية , والذي توقف ذكرهُ ومعرفتهُ عند أجيال بدايات القرن العشرين , إلا من رحم ربي من مُريدي طريقته وأتباعهُ الصالحين إلى هذا الحين , وإذا كان أحد القُراء من مشاهدي الأفلام المصرية القديمة (أبيض وأسود) , فإنهُ لا بد أن يكون قد مر على مسامعهِ عبارة (يا سيدي يا رفاعي) , وهي نداء استغاثة شائع يردده العوام والضعفاء عند الخوف والعجز والابتلاء , وغير الأفلام القديمة فإن في حكايات أجدادنا وجداتنا الصالحين الكثير من القصص والأشعار المأثورة عن السادة الأولياء ومن ضمنهم سيدنا الإمام الغوث الرفاعي , وقد كانت جدتي الحاجة مريم بنت عيسى رحمها الله تنشدني الكثير من هذه الأشعار حتى وفاتها وبلوغها نحو سن التسعين عام , وقد أفردت في  مشاركتي السابقة موضوعاً  كاملاً عن كرامة الإمام الرفاعي وشخصيته ومكانته, وعقبتُ عليه بما فتح اللهُ به علي من أسرار الإمام الرفاعي وخصائصه الشريفة , وقد زادني اللهُ فضلاً وأنعم علي بمعرفة سرٍ جليل من أسرار كرامة مد اليد النبوية الشريفة للإمام الرفاعي , وقد ثبَتَ اللهُ فؤادي بمعرفة هذا السر البسيط في أسلوبه الجليل في مقداره , وقبل أن أبدأ في تفصيل فحوى هذا السر الجليل , أقدم فيما يلي موجزاً قصيراً للكرامة الرفاعية الكُبرى وأبعادها على أهل الإسلام.

حجهُ المبرور وكرامة تقبيل الإمام الرفاعي يد جدهِ المصطفى (صلى الله عليه وسلم):

[تهيأَ سيدنا الرفاعي للحج , وذلك في عام (555 هجري) , وكان هذا حجهُ الأول , وحينما انتهى من أداء فريضة الحج , توجهَ مُشتاقاً ولِهاً لزيارة جَدهِ الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم) .
ولما اقترب من المدينة , خلعَ نعله ,  ومشى حافياً , وجاء إلى الروضة المُطهرة , ووقف أمام قبر جَدهِ الرسول – صلوات الله عليه- من جهة القِبلة وقال : السلامُ عليك يا جدي . فقال لهُ –عليه أفضل صلوات الله- : وعليك السلام يا ولدي . فتواجد , وأخذهُ الحال , فأنشد وقال :

((في حالةِ البعدِ رُوحي كنتُ أرسلها      تُقبلُ الأرضَ عني وهي نائبتي
وهذه دولة الأشباح قد حضرت         فامدُد يمينكَ كي تحظى بها شَفَتي))

فلما أنشد هذين البيتين المحمودين , وشيد هذين الرُكنين الرفيعين تُجاه الحُجرة الطاهرة المُحمدية , مدَ له جَدهُ النبي الأكرم , صلى اللهُ تعالى عليه وآله وسلم , يَدَهُ الشريفة البيضاءَ السوية , طويلة الأصابع , كأنها البرق المُضيء من قبره , وهي كالصيقل اليماني (أي كالسيف).

فقَبَلها سيدنا الرفاعي في مشهدٍ عظيم من حُجاج ذلك العام.

وكان فيمن حضرَ ذلك المشهد العظيم : الشيخ الولي السيد عبد القادر الجيلي , وغيرهُ من الشيوخ العِظام , والسادات الكِرام .

قال الإمام عبد الكريم الرافعي في كتابه (سواد العينين) : قد ذكرَ قصة مدِ اليد/ أمة من العلماء الأكابر , وأفردوا لها التصانيف الكثيرة , وقد تواتر خبر هذه المنقبة الأحمدية والخارقة المحمدية , واستفاض وبلغ مبلغ التواتُر المعنوي , والحمحَمة فيه من شوائب النِفاق والعياذ بالله! ويُخشى على مُنكر هذه المنقبة سوء الخاتمة , كما صرحَ بذلك الإمام السيوطي في كتابه (الشرف المحتم) وكتابه (التنوير) . . لِما في ذلك من الحسد للسلطان المُحمدي , الذي لا تنقطع خوارق بَرَكاته , ولا تنفصم بوارق إشاراته ..  وهي أشهر من أن تُذكر , وقد بلغت مبلغ القطع البت] (1).

قال تعالى: {يا يحيا خُذ الكتاب بقوةٍ , وآتيناهُ الحُكمَ صبياً 12} سورة مريم.
وقد قادتني يدُ المشيئة قبل نحو 16 سنة وهي نصف سنوات عمري (32) , إلى رفوف مكتبتي المنزلية لأتناول كتاب (منشور البُشرى والهُدى) لفضيلة الشيخ ناصر الدين الخطيب وهو أحد أصحاب والدي , وقد كان هذا الكتاب مدخلي الأول  لمعرفة أولياء الله الصالحين وعلى رأسهم سيد الأولياء ومُجدد القرن السادس الهجري الإمام أحمد الرفاعي الكبير , ثم شاء اللهُ لي بعد ذلك أن أحظى بمعرفة ومُجالسة بعضٌ من رجال وأتباع الطريقة الرفاعية المُحمدية عن طريق كلاً من والدي ووالدتي, وكانت هذه المعرفة والمُجالسة سبباً أساسياً في صقل مواهبي الإيمانية , وحُسن تأديبي وتعليمي جوهر الدين والعقيدة وطيف من أحوال أهل السلوك والحقيقة , إذ أن مجالسة الأتباع الرفاعيين المُخلصين شرفُ وتمكين وزيادة في الإيمان والدين.

 وقد وفقني الله على مدار هذه السنوات الستة عشر من ملازمة طريق الاستقامة والدين إلى مُصادفة أحوالٍ غريبة ومعرفة أسرارٍ عجيبة وتعلم علوماً مُفيدة, وبعد أن امتلأت نفسي بالفيوض الإيمانية والإشارات النورانية التي خصني الله بها, رأيتُ أن أُفرغ هذه الفيوض وأن أنقلها للناس وأشاركهم بها, وبعد نحو أكثر من سنة على خوضي تجربة نقل خبراتي وتجاربي للناس عبر صفحات مدونتي القديمة (ولي الدين والمسبار السحري), فوجئتُ بالرفض الكبير للكثير من كتاباتي إلى درجةٍ أثارت اشمئزازي وكادت أن تُثنيني عن الاستمرار في هذه التجربة الجديدة, قال تعالى :{وأنهُ لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليهِ لِبداً 19 قل إنما أدعو ربي ولا أشركُ بهِ أحداً 20} سورة الجن.

وأنا أعزي هذا الرفض الشديد للكثير مما أكتب عند الكثير من القُراء إلى سوء فهم المُتلقي, وقلة استيعابه, وضعف ثقافتهُ الدينية, وعدم تَقبُلهُ للأفكار والأطروحات الجديدة, وفي بعض الأحيان فإن السبب قد يعود إلى قلة إسهابي في شرح فكرة مُعينة وبيانها بشكل وافي, مما قد يخلق بعض الثغرات التي قد ينفذ من خلالها الشك والريبة إلى قلب القارئ, فتَضعُف قناعته ولا يتمكن من إدراك حقيقة قصدي وما أصبو إلى قوله, وسبب اقتصاري في كتابة مقالتي على الأفكار الأساسية ورؤوس الأقلام هو قلة أوقات الفراغ المُتاحة لي سواءً للكتابة أو للمطالعة والتزود بالمراجع والمعلومات الخاصة بالمقال قبل كتابته, كذلك فإن من أسباب سوء الفهم الذي كثيراً ما يقع من القراء, هو صعوبة ترجمة ما اختمر في عقلي من أفكار وإيصالها إلى الآخرين بشكل واضح ومفهوم تماماً كما فهمتها أنا في ثنايا نفسي وفؤادي.

وعلى كل حال فإننا اليوم في هذا المقال على موعدٍ مُتجدد مع نُزهةٍ علمية وإشراقةٍ روحانية فريدة ومُفيدة, فيها كشفُ سرٍ جليل من أسرار اسمي الرباعي, وفي هذا السر حُجةً ودليل على مد يد النبي عليه الصلاة والسلام للإمام أحمد الرفاعي. 

قال تعالى :{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ 30 وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ 31  قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ 32 قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ 33} سورة البقرة . 

   وليد أحمد محمد عايد  :

هذا هو اسمي الرُباعي التسلسلي من الأب إلى ثاني جَد والذي انطوت فيه كرامة مد اليد.

 أولاً : آخر حرفين من وليد عايد.. الأداة
- نأخذ آخر حرفين من اسم وليد (يد) ونضيفهم إلى الاسم المُجاور لهُما وهو أحمد فنحصُل على جُملة: (يد أحمد).
- نأخذ آخر حرفين من اسم عايد (يد) ونضيفهم إلى الاسم المُجاور لهما وهو محمد فنحصُل على جُملة (يد محمد).
وهكذا فقد أخذ أحمد اليد التي في وليد , وأخذ مُحمد اليد التي في عايد , وصار لكلٍ من أحمد و محمد يد , واليد هي الأداة المُستخدمة في التسليم والمُصافحة بين أحمد و محمد.

ثانياً: آخر حرفين من أحمد محمد.. الفعل
إن آخر حرفين في اسْمَي أحمد ومحمد يُمثلان كلمة (مد) , والمدُ هو الفعل الذي يسبق المصُافحة , وهو تحريك اليد باتجاه يد الطرف الآخر , وهكذا فقد صار عند أحمد ومُحمد من آخر حرفين من اسميهما فعل تحريك اليد للمصافحة (مد).

ثالثاً: بواقي حروف الأسماء الأربعة .. الميقات
بعد أن أخذنا من آخر حرفين من اسمي وليد و عايد (اليد) في الخطوة الأولى, وأخذنا من آخر حرفين من اسمي أحمد و محمد فعل (المد) في الخطوة الثانية’ فإنهُ يتبقى من اسمي الرباعي (وليد أحمد محمد عايد) ثمانية حروف لم نستخدمها بعد, وهي أول حرفين من الأسماء الأربعة: [(الواو واللام) من وليد, (الألف والحاء) من أحمد, (الميم والحاء) من محمد, (العين والألف) من عايد]. وسوف تفيدنا هذه الحروف الثمانية المتبقية في تحديد الوقت والمناسبة التي حدثت فيها كرامة (مد اليد).
- بداية ,ً نجمع أول حرفين من عايد (عا) مع أول حرف من محمد (م) فنحصل على كلمة (عام).
- والآن نجمع الحرف الثاني المتبقي من اسم محمد وهو حرف (الحاء), مع الحرف الثاني من اسم أحمد وهو حرف (الحاء) أيضاً, لنحصل نتيجة جمع حرفي (الحاء) على كلمة (حح), وهي كلمة تشبه تماماً كتابة كلمة (حج) باستثناء النقطة التي في منتصف حرف (الحاء) الثاني, وإذا رجعنا إلى ما قبل نظام تنقيط الحروف الذي ابتكره مؤسس علم النحو (أبو الأسود الدؤلي), فإن كلمة (حح) هي ذاتها كلمة (حج) بالنظر إلى موقعها في النص كما سيتبين لنا ذلك في نهاية هذا التفصيل.
- أخيراً, تبقى لدينا من الثمانية حروف (و, ل, أ, ح, م, ح, ع, ا) ثلاثة حروف لم تُستخدم بعد, وهي (و,ل) من وليد, و(أ) من أحمد, ولإتمام خطوتنا الأخيرة نجمع الحرف الأول من أحمد (أ) مع أول حرفين من وليد (ول) لنحصل على كلمة (أول).
وبالمحصلة النهائية لعملية جمع وتركيب أول حرفين من الأسماء الأربعة (وليد أحمد محمد عايد), فإننا نكون قد حصلنا على الكلمات الثلاثة : (عام, حج, أول), وكما هو ثابت في الروايات والكتب التي نقلت وذكرت لنا قصة هذه الكرامة الأحمدية والمعجزة المحمدية, فإن مد النبي عليه الصلاة والسلام يدهُ لولدهِ أحمد الرفاعي كان في (عام) (حج) الإمام أحمد عليه السلام (الأول).    

ومن اللطائف والخصوصية اللفظية في جملة (عام حج أول) التي تُعبر عن فريضة الحج التي يستحق أداؤها في شهر ذي الحجة القمري, أن كلمة (عام) جاءت خاصةً في بعض مواضع القرآن للدلالة على العام القمري الذي كانت شهورهُ مواقيت لعبادات الناس وشريعتهم قبل الإسلام وبعده, كما في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا} [28, التوبة],  أي لا يحج بعد هذا العام مُشرك, وميقات الحج مرتبط بشهر ذي الحجة القمري, وكذلك في قوله تعالى :{إنما النسيء زيادة في الكفر يُضَلُ به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما} [37,التوبة], إن هذه الآية تتحدث عن تلاعب المشركين بالأشهر الحرم وهي أشهر في السنة القمرية. 

رابعاً: أول حرفين من وليد عايد .. المكان
والآن سوف نتعرفُ من خلال أول حرفين من اسم وليد (ول), وأول حرفين من اسم عايد (عا), على المكان الذي وقعت بهِ كرامة مد اليد الرفاعية وهو (الحُجرة النبوية).
وكما هو معلوم فإن النبي – عليه الصلاة والسلام- مدفون في حُجرة زوجتهِ عائشة رضي الله عنها, وهي أحبُ زوجاته إلى قلبه وبيتها أحبُ البيوت إلى نفسه, ولذلك استأذن النبي – صلى الله عليه وسلم – زوجاته أن يقضي فيه آخر لحظات حياته.
روى الترمذي عن عائشة أنها قالت : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، اختلفوا في دفنه ، فقال أبو بكر: سمعت من رسول الله شيئا ما نسيته ؛ قال : {ما قَبض الله نبيّـاً إلا في الموضع الذي يُحب أن يدفن فيه}..ادفنوه في موضع فراشه. (2) .وفي رواية الإمام أحمد : فأخروا فراشه ، وحفروا تحت فراشه صلى الله عليه وسلم.
ومن قبره الشريف وفي حُجرته الشريفة (حجرة عائشة) مُدت يدهُ عليه الصلاة والسلام إلى إمام الطريقة السيد أحمد الرفاعي – قدس الله سره - , وفيما يلي طريقة استخراج هذه الدلالة المكانية للكرامة الرفاعية من أول حرفين من اسم (وليد عايد):

- وليد = (ول) + يد .
ول: الشطر الأول من اسم (وليد), ويعادلها لفظاً باللغة الإنجليزية كلمة (Well), وتأتي هذه الكلمة في قواميس اللغة الإنجليزية بمعنى : حُجيرة, وحُجيرة هي التصغير من كلمة حُجرة.
 - عايد = عا + يد.
عا: أول حرفين من اسم (عايد), وهما كذلك أول حرفين من اسم أم المؤمنين (عائشة).
وإذا جمعنا بين نتيجة معنى أول حرفين من اسمي وليد و عايد, وهما كلمة (حُجيرة) وهي تصغير حُجرة, وحرفي العين والألف (عا) وهما اختصار اسم (عائشة) وأول حرفين منه, فإننا نكون قد وصلنا إلى تحديد المكان الذي وقعت بهِ كرامة مد يد خير الأنام للإمام أحمد الرفاعي - عليهما وآلهما أفضل الصلاة والسلام - وهو حُجرة عائشة ابنة أبي بكر رضي الله عنهما.
  
ومن اللطائف الأخرى والأحوال التوافقية بين اسمي الرباعي وكرامة الإمام أحمد الرفاعي, أن صاحب الاسم الثاني في اسمي الرباعي وهو أبي (أحمد) حيٌ يُرزق, وصاحب الاسم الثالث وهو جدي (محمد) متوفى – عليه رحمة الله-, وقد سلم الإمام (أحمد) الرفاعي وهو حيٌ يُرزق على جدهُ (محمد) وهو متوفى – عليهما وآلهم الصلاة والسلام - .

ومن لطائف اسمي الرُباعي (وليد أحمد محمد عايد) أن أجزاءه الأربعة كلٌ منها يتكون من أربعة حروف, وكذلك فإن القاسم المُشترك بين الأسماء الأربعة أنها جميعها تنتهي بحرف (الدال), ولعل خاصية حرف (الدال) المُشتركة بين الأسماء الأربعة تبرر عِظم وكثرة ما يحملهُ هذا الاسم من (دلالات) وحكايات, وعلى رأسها الوسام الرفاعي الرفيع الذي أظهرتهُ حروف اسمي الرُباعي الستة عشر بطريقةٍ تُحير عقول البشر, وإنهُ لشرفٌ عظيمٌ لي أن سجلت حروف اسمي هذه الكرامة الأحمدية والمعجزة المحمدية الخالدة الذكر والأثر, وهذا تصديقٌ بدليلٍ عملي ٍ بسيط لكرامة هذا الولي الصالح التي يصعُب تصديقها على كثيرٍ من الناس – لخصوصيتها- إلا من وفقهُ الله لذلك, وتثبيتُ من الله لقلبي وعقلي على ما وصلهُما من نور هذا الإمام ومعرفته.

ختاماً , إن للسيد أحمد الرفاعي الكبير قَدسَ اللهُ سِرَهُ , كراماتٍ غير معدودة عدا عن هذه الكرامة المشهودة , يطول ذكرها وقد غصت بها بطون الكُتب لمن أراد الزيادة من معرفة عجائب وأسرار خير السادة , إلا أن هذه الكرامة تبقى خالدة في ذكرهِ وذِكرِ جده المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم وفارقة في تاريخ الأمة المحمدية, وهي بمنزلة معجزة يد موسى ابن عمران -عليه الصلاة والسلام- التي أيدهُ اللهُ بها لمواجهة فرعون وهامان , قال تعالى : {اسلُك يدكَ في جَيْبك تخرُج بيضاء من غيرِ سُوءٍ واضمُم إليك جناحكَ من الَرهب , فَذَانِكَ بُرهانان مِن ربكَ إلى فرعون وملإيه. إنهم كانوا قوماً فاسقين 32} سورة القَصَص.

[{اسلُك يدكَ في جَيْبك تخرُج بيضاء من غيرِ سُوءٍ} أي إذا أدخلتَ يدك في جيب درعك ثم أخرجتها فإنها تخرج تتلألأ كأنها قطعة قمر في لمعان البرق , ولهذا قال {من غير سوء} : أي من غير برص] مختصر تفسير ابن كثير.

لطيفة: معجزة يد موسى في وليد
والآن أنتقل من بيان كرامة مد اليد لسيد الأولياء أحمد الرفاعي في اسمي الرباعي, إلى بيان معجزة يد أقوى الأنبياء موسى عليه السلام في حروف اسمي الأربعة (وليد).
قال تعالى: {اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء} [32, القصص].
(أي إذا أدخلت يدك في جيب درعك ثم أخرجتها, فإنها تخرج تتلألأ كأنها قطعة قمر في لمعان البرق, ولهذا قال {من غير سوء} : أي من غير بَرص) (3).
وفيما يلي بيان الكيفية التي انطوت فيها معجزة اليد الموسوية في اسم (وليد):
وليد = ول + يد .
ول: الشطر الأول من اسم (وليد), ويعادلها لفظاً باللغة الإنجليزية كلمة (Well), وتأتي هذه الكلمة بمعنى : حَسناً, ومُعافى, ومتمتع بصحةٍ جيدة.
يد: عضو من أعضاء الإنسان غني عن التعريف.
والآن فإن :وليد = ول + يد = well + يد = حسناً مُعافى + يد.
وهذه النتيجة التحليلية لاسم (وليد) تُعبر تماماً عن عما جاء في الآية الكريمة من ذكر معجزة يد موسى عليه السلام.
قال تعالى: {اسلك (يدك) في جيبك تخرج بيضاء (من غير سوء)}.
يدك = يد, وهي الأداة الرئيسية في المعجزة.
من غير سوء = ول (well) بمعنى مُعافى بحالة جيدة, أي أن يدك يا موسى تخرج من جيب درعك مُعافاة صحيحة ليس بياضها الساطع من بَرَصْ.  

لطيفة: نبع الماء من الأصابع الشريفة
بعد أن ذكرتُ تجليات معجزة يد موسى عليه السلام في اسمي (وليد), أنتقلُ إلى ذكر تجليات معجزة أصابع يد خير الأنام محمد عليه وآله أفضل الصلاة والسلام في ذات الاسم (وليد).
عن أنسٍ رضي الله عنه قال: { أُتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بإناءٍ وهو بالزوراء، فوضع يده في الإناء، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه، فتوضّأ القوم ، وكانوا قرابة ثلاثمائة رجل} (4). الزوراء: مكان قرب السوق في المدينة.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : { أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم وليس في العسكر ماء ، فأتاه رجل فقال : يا رسول الله ، ليس في العسكر ماء ، فقال له : هل عندك شيء ؟ ، قال : نعم ، فقال له : فأتني به ، فأتاه بإناء فيه شيء من ماء قليل ، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصابعه في فم الإناء وفتح أصابعه ، فانفجرت من بين أصابعه عيون ، وأمر بلالا فقال : ناد في الناس الوضوء المبارك} رواه أحمد.
 .
وقد ذكر الإمام السيوطي معاني نبع الماء من بين أصابعه فقال في شرحه لصحيح مسلم : (قيل معناه أن الماء كان يخرج من نفس أصابعه وينبع من ذواتها ، وقيل معناه : إن الله كثَّر الماء في ذاته ، فصار يفور بين أصابعه لا من ذاته ، والأول قول الأكثرين).
وفيما يلي بيان الكيفية التي انطوت فيها معجزة أصابع اليد المحمدية في اسم (وليد):
وليد = ول + يد .
ول: الشطر الأول من اسم (وليد), ويعادلها لفظاً باللغة الإنجليزية كلمة (Well), وتأتي هذه الكلمة بمعنى : بئر, وينبوع, وكذلك بمعنى الفعل: ينبُع وينبجس ويتفجر, وكذلك بمعنى جملة: يدفق الينبوع مياهه المتفجرة (5).
يد: عضو من أعضاء الإنسان غني عن التعريف.
والآن فإن :وليد = ول + يد = well + يد = ينبُع ويتفجر + يد.
وهذه النتيجة التحليلية لاسم (وليد) تُعبر تماماً عن عما جاء في الأحاديث الشريفة من ذكر معجزة (انفجار عيون الماء ونبعها) من بين أصابع (يد) النبي محمد عليه الصلاة والسلام.

آيات موسى الكُبرى
قال تعالى: {فأراهُ الآية الكُبرى 20} سورة النازعات.
إن آية موسى (عليه السلام) الكبرى هي عصاه ويده وهما أداتين مقترنتين, وقد بارك الله  في يد موسى ويمناهُ, وجُعلت بركة العصا من بركة يد ممسكها (عليه الصلاة السلام), وقد مَنَ الله على موسى إذ سأله: {وما تلك بيمينك يا موسى 17 قال هي عصاي أتوكؤ عليها وأهشُ بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى 18}, فجعل الله عصا موسى كما أجابه متعددة الاستخدامات, يتوكأ عليها موسى في حضرة فرعون واثقاً مما ستحدثهُ من فزع ٍ في نفسه بعد أن يراها تتحول إلى ثُعبان, {فألقى عصاهُ فإذا هِيَ ثُعبانٌ مُبين 32} الشُعراء.

وجعل الله عصا موسى أداةً يسوس بها رعيتهُ ويؤدبهم ويخرجهم بضربةٍ منها من المهالك, {ولقد أوحينا إلى موسى أن أسرِ بِعبادي فاضرب لهم طريقاً في البحر يبساً لا تخافُ دَرَكاً ولا تخشى 77} طه, {فأوحينا إلى موسى أن اضرب بِعَصاك البحر , فانفلقَ فكان كلُ فِرقٍ كالطودِ العظيم 63} الشُعراء.
وبارك الله في عصا موسى وجعلها سبباً في تفجير عيون الماء من الصخرة الصماء, {وإذ استسقى موسى لقومهِ فقُلنا اضرب بعصاك الحجر, فانفجرت منهُ اثنتا عشرةَ عيناً, قد علمَ كلُ أُناس ِ مشربهم, كُلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مُفسدين 60} البقرة .

وكما في الفقرات السابقة فإنني سأقوم ببعض الحِيل والتكتيكات المشتركة بين حروف اسمي (وليد) وحروف اسم ولقب الإمام الغوث (أحمد الرفاعي الكبير), وذلك لبيان وإظهار بعض ملامح ومُعطيات آيات موسى الكبرى التي أحدثها الله بعصاه.

بدايةً ً إن العصا واليد التي تمُسكها منطويتان في اسمي (((وليد):
وليد = ( ل و يد ), إن كتابة حرف اللام تشبه شكل العصا المعقوفة مقلوبة ( ل ), وأما الحرفين الأخيرين فهما (يد).
فإذا امسكنا العصا باليد وألقيناها كما ألقاها موسى (عليه السلام) فإنها سوف تتحول إلى ثعبان!

الثُعبان المُبين
ومن خلال اسم عائلة ولقب الإمام أحمد سوف نستخرج هذا الثعبان المُبين:
الرفاعي الكبير = ر(فاعي كبير).
- نُبدل أماكن أول حرفين في (فاعي) وهما الفاء والألف فتصبح (افعي).
- نبدل أماكن آخر حرفين في (كبير) وهما الياء والراء فتصبح (كبري).
- نحذف النقطتين من أسفل حرف الياء في كلا الكلمتين فتصبحا (أفعى كبرى).
وبخصوص حرف الراء فإنني أخرجتهُ في بداية تحليل الاسم خارج القوس: [ر(فاعي كبير)], لأن الراء هو أول حرف من كلمة (ريق), وريق الأفعى سام لذا لم أُرد أن يختلط بالكلام.
وهكذا فإن: الرفاعي الكبير = ر(فاعي كبير) = (أفعي كبري = أفعى كبرى).
وأفعى الكُبرى –بضم الكاف- أو الكوبرا واحدة من أعظم وأكبر الأفاعي السامة, يتميز مظهرها بوجود غطاء كبير حول رأسها ورقبتها تنشرهُ في حالتي الهجوم والدفاع, ويرتسم على هذا الغطاء علامة تشبه عدستي النظارة وخاصةً عند الكُبرى الهندية, ولذلك فإنها تُسمى أحياناً ڊ (الكُبرى ذات النظارة).
وتعتبر أفعى (الكُبرى المَلِك) واحدة من أطول وأخطر الثعابين السامة المعروفة في العالم.
قال تعالى: {قالت إن الملوكَ إذا دخلوا قرية ً أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذِلة, وكذلك يفعلون 34} سورة النمل.
وتصديقاً لقول الملكة بلقيس, فقد شاهدت برنامجاً وثائقياً عن أفعى الكوبرا الملك (الشاهنشاه), يصور إحدى هذه الأفاعي وهي ترتحل عبر الغابات قاطعة المسافات, حتى إذا دخلت إحدى القُرى المأهولة وسلكت طريقها عبر المزارع والحقول, فإنهُ وفور مشاهدتها من قِبَل بعض المزارعين فإنهم لاذوا بالفرار جميعاً هرباً من هذا الملك المرعب, وتحصنوا في بيوتهم واستنكفوا عن العمل في حقولهم إلى حين جاء بعض الخبراء والمختصين ونصبوا للملك الكمين وأرجعوه إلى الغابات.
ولعل آية موسى الكُبرى والثعبان الذي خرج من عصاه يسعى, كان من فصيلة (الكوبرا). قال تعالى: {فأراهُ الآية الكُبرى 20 فكذب وعصى 21 ثم أدبر يسعى 22}.
وليكون إفزاع (الملك المُتكبر) فرعون وإحراجهُ وقض مضاجعه بواسطة ثُعبان من فصيلة (الكُوبرا الملك).

شق البحر
في هذه الفقرة ومن خلال الشق الأول من اسمي واسم الإمام الرفاعي سوف نقصُ قصة شق البحر لموسى (عليه السلام).
وكما ذكرت فإن اسمي الأول (وليد) قد تضمن (العصا واليد) وهما أداتا الفعل في آيات موسى (عليه الصلاة والسلام), ومن خلال اسم الأمام (أحمد) الأول سوف نحصل على الفعل والمفعول به وصفة المفعول في معجزة شق البحر لموسى ومن معه بني إسرائيل.
أحمد = أ + ح + مد
أ: حرف الألف هو أول حرف من اِسم (أحمد) وكذلك من فعل الأمر (اضرب), قال تعالى: {فأوحينا إلى موسى أن اضرب بِعَصاك}. ويتشابه حرف الألف في اسم (أحمد) مع حرف الألف الذي في فعل (اضرب) بأن كلاهما يمثل الحرف الأول في كلمة رباعية الحروف.
ح: حرف الحاء هو الحرف الثاني من اِسم (أحمد) وهو كذلك الحرف الثاني من كلمة (بحر), {فأوحينا إلى موسى أن اضرب بِعَصاك البحر}. والبحر هو المفعول به (المضروب) في آية شق البحر لموسى (عليه الصلاة السلام).
مد: إن هاذين الحرفين يشكلان اسم الظاهرة البحرية المعروفة (المد), وهي الارتفاع الوقتي التدرجي في منسوب مياه سطح المحيط أو البحر, وتحدث هذه الظاهرة على شكل أمواج تختلف بمدى درجة نشاطها وقوتها وارتفاعها بحسب قوة الطرد المركزية للأرض, ويُشار أحياناً إلى ظاهرة تسونامي ڊ (موجات المد), و اشتق هذا المصطلح من مظهر التسونامي حيث يظهر كموجة مد عالية وعظيمة الكتلة تتحرك نحو اليابسة.
{فأوحينا إلى موسى أن اضرب بِعَصاك البحر, فانفلقَ فكان كلُ فِرقٍ كالطودِ العظيم 63} الشعراء.
بعد أن ضرب موسى البحر بعصاهُ, انشق بإذن الله وانفلق إلى نصفين على هيئة جبلين مائيين عظيمين, وسار موسى (عليه السلام) بصحبة بني إسرائيل بين هاذين الجبلين, وإن مشهد الجبلين المائيين من على جانبي الطريق هو أشبه بموجتي مد عاليتين ساكنتين, والله ممُسكهما أن تقعا على موسى ومن معهُ, حتى إذا جاوز المسلمون البحر انقضت هاتين الموجتين من على الجانبين على كفار مصر بقيادة الملك فرعون فأغرقتهم وأزهقت أرواحهم, :{فأخذناهُ وجنودهُ فنبذناهم في اليم, فانظر كيف كان عاقبة الظالمين 40} القصص.

 انفجار عيون الماء
 ونستمر مع ضربٍ جديد من ضروب الضرب بالعصا, ولكن هذه المرة فإن الضرب يُراد به سقاية موسى وقومه, وكما في الفقرتين السابقتين فإن أداتا الفعل وهما (العصا واليد التي تمسكها وتضرب بها) مأخوذتين من اسمي (وليد), بينما سوف نلتمس المفعول به (الحجر المضروب), والماء الخارج منه, والوعاء الذي يوضع فيه الماء, من اِسم الإمام (أحمد). 
ح: الحرف الثاني من (أحمد), وهو الحرف الأول من (حجر), والحجر هو المفعول به (المضروب) في آية تفجير عيون الماء, {وإذ استسقى موسى لقومهِ فقُلنا اضرب بعصاك الحجر}. ويتشابه حرف الحاء في كلٍ من اسم (أحمد) و (حجر) بأنه متبوع بحرفين [أح(مد), ح(جر)].
أم: الألف والميم هما الحرفين الأول والثالث من اسم أحمد, وإذا جمعنا بين هاذين الحرفين  فإننا نحصل على كلمة (مأ), وبإسقاط الهمزة عن عصا الألف نحصل على ال (ماء).
{وإذ استسقى موسى لقومهِ فقُلنا اضرب بعصاك الحجر, فانفجرت منهُ اثنتا عشرةَ عيناً}.
د: وأخيراً فإن الحرف الأخير من اسم أحمد هو حرف (الدال), ومن حرف (الدال) نأخذ (الدلو) لنجمع ونُعبأ فيه الماء الذي خرج من الحجر المضروب.
{ قد علمَ كلُ أُناس ِ مشربهم, كُلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مُفسدين }. 

طريفة: ريال مدريد  .. وسر النجاح الكبير
نادي: لُغةً هو مجلس القوم ومُتَحدَثَهم, والنادي بلغة هذا العصر هو مكان اجتماع الناس لممارسة النشاطات الرياضية, وتشكيل الفِرق للمشاركة بالمسابقات الرسمية. 
ريال: (real) كلمة إسبانية معناها ملكي.
مدريد: هو اسم عاصمة مملكة إسبانية.
ومن ناحيةٍ أُخرى فإن ..
ريال: بتسكين الياء (ريْال), هي كلمة خليجية بمعنى (رَجُل) ويُعادلها بالشامية (رِجْال).
مدريد: أول حرفين منها كلمة (مد), وآخر حرفين منها كلمة (يد).
وبالنسبة إلى حرف (الراء) المتوسط في كلمة (مدريد), والذي لم يحظى بمقعد في هذه الترجمة, فإن فيهِ سرٌ عجيب, وهو أنهُ لو قرأنا هذا الحرف العربي مقلوباً فإننا نحصل على ما يعادلهُ من حروف اللغة الإنجليزية:
 راء = ءار.
و (ءار) هو لفظ حرف (R) الإنجليزي وهو مُعادل حرف (الراء) العربي.

إذاً فإن اسم النادي الإسباني والعالمي العريق (ريال مدريد) يُعادل جملة : رَجُل مد اليد, ورجل مد اليد هو الإمام أحمد الرفاعي الكبير صاحب كرامة (مد اليد) الكُبرى.
وبالتالي فإن (نادي ريال مدريد) بترجمة الشيخ وليد هو (مجلس الإمام أحمد الرفاعي الكبير).
ولطالما كان الأولياء والصالحين مقصد الناس للحصول على الدُعاء والبركة والشفاء والإقتداء بهديهم في كافة شؤون حياتهم, ولعله من أسباب ذلك النجاح الكبير ومنقطع النظير لفريق نادي ريال مدريد لكرة القدم, الذي تسيد إسبانيا وأوروبا واختير كأفضل فريق في القرن العشرين, هو اقتران اسم هذا الفريق بمأثرة سيد أولياء هذه الأمة الذي كشف الله ببركته أعظم غُمة الغوث الكبير أحمد الرفاعي قَدَسَ الله أسراره.

وإذا كان للإمام أحمد الرفاعي إشارة خفية مرتبطة باِسم واحد من أهم الأندية الإسبانية, فإني لاسمي أنا (وليد) إشارة واضحة وجَلية ولكن باِسم أحد الأندية الإسبانية العادية, وهذا النادي هو (ريال بلد الوليد) الذي يرتدي القمصان البيضاء ذات الخطوط النهدية, وأصل تسمية مدينة الوليد يرجع بحسب بعض الروايات إلى الخليفة الأموي (الوليد بن عبد الملك) الذي بلغت الدولة الإسلامية خلال فترة حكمهِ ذروة ازدهارها وتوسعها في آفاق الأرض.

ومن المصادفات الغريبة أننا إذا تمعنا جيداً في اسم نادي (ريال بلد الوليد) فإننا نجد أنه مُطابق تماماً لاسم الخليفة (الوليد بن عبد الملك), ولكن معاكس لهُ في الترتيب, حيثُ أن الكلمة الأولى في اسم النادي وهي (ريال) معناها كما تقدم معنا هو (ملكي), و (ملك) هي الكلمة الأخيرة من اسم الخليفة المسلم.
 وكذلك فإن الكلمة الأخيرة من اسم النادي وهي (الوليد), تمثل الكلمة الأولى من اسم الخليفة (الوليد).
وأخيراً فإن أول وآخر حرف من الكلمة الوسطى في اسم النادي وهي (بلد), يُطابقان على الترتيب أول وآخر حرف من الكلمتان المتوسطتان في اسم الخليفة وهما (بن عبد), حيثُ أن الحرف الأول من (بلد) هو الحرف الأول من (بن), وكذلك فإن الحرف الأخير من (بلد) هو الحرف الأخير من (عبد). 

وختاماً لهذه الفقرة, إذا كان الإمام أحمد الرفاعي هو صاحب كرامة مد اليد في الحضرة النبوية, فإن لاعب كرة القدم الأرجنتيني ( ديجو ماردونا) هو صاحب كرامة مد اليد في الحضرة الكروية العالمية, حيثُ ساهمت يد ماردونا في تسجيل هدف التعزيز لمصلحة بلاده في مرمى إنجلترا في نهائيات كأس العالم 1986 , والتي سُميت فيما بعد بكأس ماردونا, وقد ادعى ماردونا يومها بأنها (يد الله), وهذا أمراً ممكن تحقيقه وتصديقه في حال كان ماردونا (ولي) من أولياء الله, يمشي برجل الله, ويبطش بيد الله, ويُبصر بعين الله, قال تعالى: {ألهم أرجُلٌ يمشون بها, أم لهم أيدٍ يبطشون بها, أم لهم أعينٌ يبصرون بها, أم لهم آذانٌ يسمعون بها. قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون ِ فلا تُنظِرون 195} سورة الأعراف. وكما قال جل في عُلاه في الحديث القدسي: 
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏‏إن الله تعالى قال‏:‏ ‏‏{من عاد لي وليَّا، فقد آذنتهُ بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيءٍ أحب إليَّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني، أعطيته، ولئن استعاذني، لأُعيذنه‏‏} ‏‏‏‏رواه البخاري‏‏‏.

وآخر دعوانا أن الحمدُ لله رب العالمين , وجَعَلَ اللهُ قولي هذا خالصاً لوجههِ الكريم , وصلى اللهُ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.

 فكرة وإعداد: وليد أحمد محمد عايد
 نُشر لأول مرة في مدونة (ولي الدين والمسبار السحري) بتاريخ 3-11-2008

الهوامش:
1- من كتاب (الإمام السيد أحمد الرفاعي) تأليف السيد يوسف هاشم الرفاعي.
2- صححه الألباني.
3- مختصر تفسير ابن كثير.
4- متفق عليه واللفظ للبخاري.
5- ملاحظة: جميع المعاني المذكورة لكلمة (well) في هذا البحث تم استخراجها من قاموس (المورد) إنجليزي – عربي, الطبعة السابعة 1974, لمؤلفه : منير البعلبكي. كذلك تم مراجعة بعض القواميس الإلكترونية التي أفادت ذات المعاني.


مواضيع ذات صلة على هذا الرابط :

كرامة سلام الإمام الرفاعي على خير الأنام





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق