الاثنين، 11 فبراير 2013

اختراع آخر الزمان في آيات القرآن


بسم الله الرحمَن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد ؛ قال تعالى: {ن. والقلم وما يسطرون 1} سورة القلم.
[قيل المراد بقولهِ {ن} حوت عظيم, وقيل لوح من نور, وروي عن الحسن وقتادة في قوله {ن} قالا : هي الدواة, وقوله تعالى: {القلم} الظاهر أنه جنس القلم الذي يُكتب به كقوله تعالى: {الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم} فهو قسَمٌ منهُ تعالى, وتنبيه لخلقهِ على ما أنعم به عليهم, من تعليم الكتابة التي بها تُنال العلوم, ولهذا قال : {وما يسطرون} قال ابن عباس: يعني وما يكتبون, روى ابن أبي حاتم عن الوليد بن عبادة بن الصامت, قال: دعاني أبي حين حضرهُ الموت, فقال : إني سمعتُ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (إن أول ما خلق الله القلم فقال: أُكتب, قال: يا رب وما أكتب؟ قال أكتب القدر وما هو كائن إلى الأبد)1 ] (2).
 
لقد شرفَ الله القلم فجعلهُ أول ما خلق, ثم شَرَفهُ كرةً أُخرى فجعلهُ في أول كلامهِ الذي أنزلهُ على خير الأنام محمد عليه الصلاة والسلام, ولطالما كان القلمُ أداةً فاعلة في أيدي العلماء والمُفكرون يُسطرون به معارفهم وتجاربهم ويحفظونها من النسيان وينقلونها إلى أقرانهم من بني الإنسان, حيثُ شَعَرَ الإنسان منذ القديم بالحاجة إلى تسجيل ما لديه من معلومات على وسيط خارجي قابل للتداول بين الناس، فكان ظهور الكتابة أو الرموز, وبفضل الكتابة وقع تحديد حقوق الأفراد والمجموعات كما ثبتت الشرائع والديانات.

  وقد اختلفت أنواع الأقلام وطرق الكتابة وأشكال الكتب من زمانٍ إلى زمان, بدايةً بنقش الصور والرموز الصوتية فوق ألواح الطين والحجر والشمع والمعادن وغيرها بالمسامير ونحوها, ومروراً بكتابة الحروف الأبجدية واستخدام الأحبار والأصباغ والرق والأوراق المصنوعة من نبات البردي, إضافةً إلى ابتكار الطباعة وذلك بتسوية الحجارة ونقشها وغمسها بالأصباغ والطين ثم إلصاقها فوق أسطح ناعمة مستوية من الأوراق والنسيج والمعادن ونحوها, وفي القرن الثاني الميلادي اخترع الإنسان الورق, كما طور الصينيون الطباعة بحفر الكتابة والصور البارزة فوق قوالب خشبية, وفي منتصف القرن الخامس عشر الميلادي ظهرت آلة الطباعة على يد الألماني يوهان جوتنبرغ (3), ومع تراكم الخبرات الإنسانية وتسارع عجلة التطور العلمي والصناعي أصبحت أدوات الكتابة الأساسية من أوراق وأقلام وقرطاسية متوفرة لجميع شرائح المجتمع وبأشكال وألوان عديدة وجميلة وُسهلة الاستعمال, إضافةً إلى التطور التقني الكبير في صناعة آلات الطباعة التي أصبحت أكثر دقة وسرعة ووضوح, وصار من الممكن طباعة ملايين الصحف والكتب والمنشورات وتوزيعها على القراء بشكل يومي. 

ومع التطور في صناعة أجهزة الحاسوب وبرمجياتها دخلت الكتابة في منحناً جديد, وانتقلت من صفحات الأوراق إلى أسطح الشاشات الإلكترونية,  وصار من الممكن كتابة عشرات الصفحات وحفظها وتعديلها ومحوها داخل الحاسوب دون استهلاكِ حبرٍ أو ورق, كما وفرت أجهزة التخزين الخارجي للحاسوب مثل: الأقراص المرنة Floppy والاسطوانات CDROM وغيرها من وسائل التخزين الجديدة, إمكانية الحصول على المعلومات وتبادلها بين مُستخدمي الحاسوب دون الحاجة إلى طباعتها أو كتابتها على الأوراق, إلا أن نقطة التحول الكُبرى والقفزة النوعية في كتابة المعلومات ونشرها وتبادلها بين مُستخدمي الحاسوب حصلت بعد أن تم تطوير نظام شبكة الإنترنت, والانترنت هي عبارة عن مجموعة مُتصلة من شبكات الحاسوب التي تضم الحواسيب المرتبطة حول العالم, والتي تقوم بتبادل المعلومات فيما بينها بواسطة تبديل الحزم بإتباع ميثاق الإنترنت الموحد (IP), ويتم ربط أجهزة الحاسوب مع بعضها البعض باستخدام التوصيلات السلكية واللاسلكية, وتعتبر الشبكة الهاتفية الوسيلة الأساسية لربط  أجهزة الحاسوب مع شبكة الإنترنت وبمساعدة من الشركات المزودة لخدمة الإنترنت, كما أنهُ من الممكن استخدام الهواتف النقالة التي تحتوي ضمنياً على حواسب مُصغرة للربط مع شبكة الإنترنت.

وأهم عناصر الانترنت الرئيسية هي الويب أو الشبكة العنكبوتية العالمية ويرمز لها ﺑ www , وصفحات الويب من الممكن أن تحتوي على نصوص، وصور، وأصوات، ومرئيات، وصور متحركة، وبرامج تفاعلية وغير ذلك, وتُمثل مجموعة من صفحات الويب المرتبطة مع بعضها البعض موقعاً إلكترونياً, وتُقدم المواقع الإلكترونية معلومات وخدمات متنوعة في شتى المجالات, وتوفر فرصة التجارة والتواصل الاجتماعي والمعرفي وفرصة الحصول على المعلومات ونشرها لجميع مُستخدمي شبكة الإنترنت, وبسبب ضخامة هذه الشبكة العنكبوتية وكثرة مواقعها وتنوعها, فلا بد على متصفحها من استعمال محركات البحث لإيجاد المعلومات التي يريدها, علماً بأن المدة الزمنية التي يحتاجها محرك البحث لجمع المواضيع والمعلومات المرتبطة بكلمات البحث لا يتجاوز ثوانٍ معدودة (4), ومن النادر أن لا تُلبي محركات البحث حاجة مُستخدميها في العثور على المعلومات التي يطلبونها, وذلك لشدة إقبال الناس من جميع الأمم والبلدان على نشر مورثاتهم العلمية والثقافية والدينية والتاريخية لتكون مُتاحة لمُستخدمي شبكة الإنترنت, إضافةً إلى أحداث الساعة ومُستجدات العالم وإنتاجه الثقافي والحضاري الذي يُنشر على صفحات المواقع الإلكترونية أولاً بأول, ورغم المشاكل الفنية والأعطال التي قد تصيب عناصر شبكة الإنترنت كخطوط الربط أو أجهزة الحاسوب وبرمجياتها, وكذلك البطء النسبي في تحميل وتنزيل الملفات, إضافةً إلى التبِعات الصحية التي تترتب على الجلوس أمام شاشات الحواسب لوقتٍ طويل , إلا أن هذا لا ينفي أن شبكة الإنترنت قد مَكَنت مُستخدمي الحاسوب من الحصول على خدماتٍ عديدة كانت حِكراً على وسائل مُتخصصة كالمكتبات, والصُحف, وأجهزة التلفاز, والتلفاكس وغيرها, بل أن شبكة الإنترنت أثبتت أنها أكثر فعالية ونوعية وسهولة لتأدية بعض المهام من الوسائل التقليدية المُخصصة للقيام بها.

وبالمحصلة لما ذكرتهُ عن مراحل تطور أدوات الكتابة وتدوين المعارف الإنسانية وتداولها بين الناس, والتي بدأت بالمسامير والحجارة وجدران القصور وصولاً إلى الحواسيب ومُلحقاتها والمكتبات الرقمية والكتب الإلكترونية المتوفرة عبر شبكة الإنترنت, فإننا نجدُ فرقاً شاسعاً بين كلا الوسيلتين يوازي فرق الزمان الذي يفصل بينهما, وإنَ من عِظَمِ صناعة الحواسيب الإلكترونية وشبكاتها الضخمة وعلى رأسها شبكة الإنترنت وبروزهم كرمزٍ لعصر المعلومات وتقنياته المتطورة, ما يجعل من احتمال وجود دلالةً في القرآن أو في حديث المصطفى العدنان (عليه الصلاة والسلام) تُشير إلى هذان المُخترعان أمراً وارداً, وقد سبق للعلماء والمتدبرين في آيات الذكر الحكيم أن فسروا لنا بأسلوبٍ علمي خالص كلُ حسب تخصصهُ ومجال دراسته وبحثه, الكثير من الآيات التي تُشير إلى ظواهر كونية وعلمية وأخبار غيبية وإنجازات حضارية قد اكُتشفت وتحققت في هذا الزمان وأشار إليها الله في كتابه العظيم قبل أكثر من 1400 عام, وكمثالٍ بسيط وبصورةٍ متوازية مع موضوع هذا البحث المُخصص للحديث عن تقنيات الكتابة ونشر المعلومات الجديدة, فقد تمكن علماء القرآن ودارسيه من الوقوف على عُمق وحقيقة المقصود من قوله تعالى في الشق الأخير من الآية رقم 8 من سورة النحل: {والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة. ويخلق ما لا تعلمون}, حيثُ انجلت الصورة تماماً بعد اختراع وسائل النقل الحديثة كالدراجات والمركبات والطائرات وغيرها بأشكالٍ وأحجامٍ عديدة ولاِستعمالات مختلفة, والتي صارت شأنها شأن الخيول والدواب لها أنواع وألوان وسُرعات وقوة تحمل تُحدد سعرها وقيمتها, قال تعالى: {تنزيلُ الكتابِ من اللهِ العزيز الحكيم 2 إن في السماوات والأرض لآياتٍ للمؤمنين 3 وفي خَلقِكم وما يَبُثُ من دابةٍ آياتٌ لقومٍ يوقنون 4} سورة الجاثية.

الحاسوب والإنترنت في الذكر الحكيم
قال تعالى: { أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ 37 إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ 38 } سورة القلم .
كنتُ قد بدأت بحثي هذا بذكر وتفسير الآية الأولى من سورة القلم , والتي تدل على تعظيم الله لشأن القلم والعلم الذي يُكتب بهِ,  وفي الثُلث الأخير من هذه السورة وتحديداً في الآيتين رقم 37 و38 يتجدد ذكرُ الباري عز وجل للكتاب والدراسة, وبحسب السياق القرآني الذي تندرج ضمنهُ الآيتين الكريمتين وكما جاء في كتب التفسير فإن الله تعالى يقول للكفار مُحاجاً لهم : (أفبأيديكم كتابٌ منزَلٌ من السماء, تدرسونه وتحفظونه وتتداولونه بينكم جيلاً بعد جيل, وفيه ما تختارونهُ وتشتهونهُ لكم من أحكام وشرائع), هذا هو المعنى الذي دَلَ عليه السياق القرآني وذكرهُ لنا المفسرون رضوان الله عليهم في كتبهم (5), ونحنُ نُصدق بهذا المعنى ونُقر بصحته, ولكن إذا ما تأملنا في الجُملة اللفظية لهاتين الآيتين وقمنا بتفسيرهما بظاهر المعنى وبصورةٍ مُنفصلة عن النص ومناسبة النزول, فإننا نستشفُ منهما وجود إشارةً غيبية تدل على جهاز الحاسوب وقرينته شبكة الإنترنت, وإذا ما تأملنا في رقمي الآيتين الكريمتين بنظرةٍ علمية هندسية, فإننا نجدُ إشارةً قرآنية عجيبة إلى التقنية التي يقوم عليها مبدأ عمل الحواسيب الإلكترونية.
* ولنبدأ بالتفسير اللفظي الظاهري لهاتين الآيتين على التوالي, قال تعالى: { أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ37 }, أي هل بين أيديكم كتابٌ تتعلمون وتدرسون فيه, { إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ 38 } وفي هذا الكتاب ما تختارونهُ وتشتهون معرفتهُ من صنوف العلوم والمعارف والتجارب والخبرات.
وبالقياس على جميع الكتب والمُجلدات والموسوعات التي دونتها أيدي العلماء وصنفها البشر على مر الزمان, فإنهُ لا يوجد موسوعة أو كتاب هو أكثرُ جمعاً وتفصيلاً لصنوف المعلومات والأخبار, وأكثرُ تلبيةً لحاجة الدراسيين والباحثين على اختلاف ثقافاتهم ومبادئهم, وأسهل وأسرع وصولاً إلى المعلومة التي يريدونها, من جهاز الحاسوب مع الاستفادة من شبكة الإنترنت, وقد ذكرتُ سابقاً وبشكل أكثر تفصيل ما وفرهُ جهاز الحاسوب وشبكة الإنترنت للدارسين والباحثين وطلاب العلم من طُرقٍ نوعية ومُميزة في كتابة وحفظ وتبادل المعلومات ونشرها والعثور عليها.

* وبالنسبة إلى الإشارة العلمية في رقمي الآيتين والتي تُرجح أن يكون الكتاب المذكور فيهما يدل على جهاز الحاسوب,هي أن :
- مجموع رقمي العدد 37 وهو رقم الآية الوارد فيها كلمة كتاب يساوي 10 (7 +3 = 10).
- كذلك فإن مجموع رقمي العدد 38 وهو رقم الآية التي تدل على الخيارات الواسعة والمتعددة التي يوفرها هذا الكتاب يساوي 11 (8 + 3 = 11).

والعددين 10 و 11 هما في صورة الشِفرة التابعة للنظام الثُنائي في العد المعتمد على القيمتين 0 و 1, ونظام العد الثُنائي هو قِوام النظام الرقمي أو التقنية الرقمية " الديجيتال" , وهي عبارة عن اختزال المعلومات الخاصة بشيء ما كالنصوص أو الصور أو الصوت أو الضوء أو أي معلومات أخرى إلى رموز ثنائية, هذه الرموز الثنائية تتكون من سلسلة من رقم (صفر) ورقم (واحد) , والمجال الأوسع لاستخدام النظام الرقمي أو النظام الثنائي هو أجهزة الحاسوب والأجهزة الالكترونية بشكل عام, حيثُ يقوم نظام التشغيل في جهاز الحاسوب بقراءة الأوامر والبيانات من الذاكرة أو من أجهزة الإدخال و الإخراج، و كذلك فك شفرة الأوامر التي تكون ممثلة مثل البيانات في صورة شفرة ثنائية مكونة من الرقمين (0) و (1), على سبيل المثال، الشفرة لنوع من أنواع عملية "نسخ" في المعالجات الدقيقة من نوع Intel x86   هي : 10110000.

ولأن معلومات الديجيتال (المعلومات الرقمية) تتكون من رقمي 0 و 1, يقوم جهاز المُودم (6) بتحويل المعلومات الرقمية الموجودة في أجهزة الحاسوب إلى معلومات تماثلية, حتى تصلح للانتقال عبر الخطوط التلفونية إلى أجهزة الحاسوب الأُخرى المرتبطة مع شبكة الإنترنت، كما تحول المعلومات التماثلية الآتية من خطوط التلفون إلى معلومات رقمية تصلح للتعامل مع أجهزة الحاسوب (7).

فإذا جمعنا المعنى اللفظي العام للآيتين الكريمتين 37 و38 والذي يشير إلى كتابٍ جامعٍ لصنوف العلوم والأخبار, مع النظرية العلمية المنطوية في مجموع رقمي عدديهما (11,10) والذي يُمثل النظام الرقمي الذي يقوم عليه مبدأ عمل الحواسيب الإلكترونية, إلى جانب أن هاتين الآيتين قد وردتا في سورة القلم الذي هو أداة تدوين العلم, فإننا نصلُ إلى شبه قناعةً بأنهُ ثَمة إشارة قرآنية غير مُباشرة فيهما إلى جهاز الحاسوب وشبكة الإنترنت.
وتضمَ هذه الإشارة القرآنية ألواناً عديدة من دلائل إعجاز آيات وسور القرآن الكريم تتمثل في :
- الإعجاز الغيبي في الإشارة إلى جهاز الحاسوب وشبكة الإنترنت قبل نحو 1400 سنة على إختراعهما.
- الإعجاز العلمي والعددي في كون أن عددي الآيتين الكريمتين بعد جمع أرقامهم يدلان على النظام الرقمي الذي يعمل به جهاز الحاسوب. 

وبالمناسبة فقد أقرَ الإمام السيوطي - رحمهُ الله - وهو من أكابر العلماء والمُفسرين مثل هذا النوع من التفسير وهو ما يُعرف ڊ (التفسير الإشاري), وهو تفسير القرآن بغير ظاهره لإشارة خفية تظهر لأرباب السلوك والتصوف (8), وأرباب السلوك هم كلٌ حسب تخصصه وعلمه, على سبيل المثال فإن الأطباء والصيادلة قد يعثرون في كتاب الله على آيات فيها إشارات لأدوية ومُعادلات كيميائية وظواهر تتعلق بجسم الإنسان وصحتهُ, وهكذا من الممكن لكل ذي علمٍ ومِهنة أن يكتشف في كتاب الله ما هو مُتعلق بمجال تخصصه من النظريات والقوانين التي قد تكون مذكورة بصورةٍ مباشرة أو غير مباشرة, وأنا إذ تَنَبهتُ إلى فهم هذه الإشارة القرآنية العلمية إلى جهاز الحاسوب والإنترنت, فذلك لأنها تدخل في صُلب دراستي الجامعية وهي هندسة كهربائية في تخصص علم الحاسوب, أي أن إنسانٌ ليس لديه إلمامٌ بفنون الدُنيا وعلومها وثقافتها لن يستطيع إيجاد أو فهم مثل هذه الإشارات في كتاب الله, واكتشاف مثل هذه الإشارات القرآنية الجليلة من شأنهِ إظهار حكمة الله البالغة في كل شيءٍ خلقهُ في هذا الكون وإنما هو يجري بعلمهِ وتدبيره, وعبادهُ وظيفتهم هي معرفة واستخراج أسرار هذا الكون وقوانينهُ وخيراتهُ التي أودعها اللهُ فيه, وهذه الإشارات هي مما وعد الله بها عباده بقوله: {سنُريهم آياتنا في الأَفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنهُ الحقُ. أولم يكفِ بربك أنهُ على كلِ شيءٍ شهيد 53} سورة فُصلت, وقال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [ آية 89,سورة النحل] قَالَ اِبْن مَسْعُود : قَدْ بَيَّنَ لَنَا فِي هَذَا الْقُرْآن كُلّ عِلْم وَكُلّ شَيْء وَقَالَ مُجَاهِد : كُلّ حَلَال وَكُلّ حَرَام , وَقَوْل اِبْن مَسْعُود أَعَمّ وَأَشْمَل فَإِنَّ الْقُرْآن اِشْتَمَلَ عَلَى كُلّ عِلْم نَافِع مِنْ خَبَر مَا سَبَقَ وَعِلْم مَا سَيَأْتِي وَكُلّ حَلَال وَحَرَام وَمَا النَّاس إِلَيْهِ مُحْتَاجُونَ فِي أَمْر دُنْيَاهُمْ وَدِينهمْ وَمَعَاشهمْ وَمَعَادهمْ (9).

هذا هو شأن كتاب الله القرآن المعجزة الخالدة في كل مكانٍ وزمان, موسوعةً ربانية جامعة سابقة لمدارك البشر وتجاربهم, وإن ما يلهث البشر وراء معرفته عبر عقودٍ وسنواتٍ طويلة ومتواصلة من التجارب والأبحاث, يجدون حقيقته مُجملة في بضعة كلماتٍ من آيات القرآن, لا يمكن أن ينسجها سوى الله خالق الأكوان.
وفي الختام أرجو من الله سبحانه وتعالى أن أكون قد وُفقت إلى سداد القول فيما قدمتهُ إليكم من معلومات وطرحتهُ عليكم من أفكار, وأن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم نافعاً لأمة المسلمين, إنهُ على ما يشاءُ قدير وبالإجابة جدير, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين, وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبهِ وسلم. 


فكرة وإعداد المهندس: وليد أحمد محمد القراعين.
نُشر لأول مرة في مدونة (ولي الدين والمسبار السحري) بتاريخ 10-7-2009

المراجع:
- كتاب مختصر تفسير ابن كثير.
- موقع ويكيبيديا الإلكتروني (الموسوعة الحرة) http://ar.wikipedia.org .                                           

الهوامش:
(1) أخرجهُ ابن أبي حاتم, ورواه أحمد والترمذي, وقال: حسن صحيح غريب.
(2) كتاب مختصر تفسير ابن كثير.
(3) موقع ويكيبيديا, المقالات التالية عناوينها: تاريخ الكتابة, كتابة.
(4) موقع ويكيبيديا, المقالات التالية عناوينها: حاسوب, إنترنت, شبكة عنكبوتية عالمية, موقع ويب, محرك بحث.
(5) راجع مختصر تفسير ابن كثير, تفسير الجلالين, تفسير القرطبي.
(6) مُودم بالإنجليزية (Modem), بالعربية (المضمان).
(7) موقع ويكيبيديا: المقالات التالية عناوينها: نظام رقمي, نظام عد ثنائي, إشارة رقمية, مودم.
(8) مقدمة مُصحف مُختصر تفسير الطبري, إعداد ومُراجعة الأستاذ مروان سوار .
(9) كتاب مختصر تفسير ابن كثير.


* تنويه: هذا البحث تم إرساله إلى أحد المواقع المعروفة والمختصة بالإعجاز القرآني, ولكن صاحب الموقع رد -على حد زعمه- بان الموضوع غير مقنع.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق