الأربعاء، 3 أبريل 2013

أبناء الرياح


 بسم الله الرحمَن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على النبي العدنان محمد وعلى آله وصحبه الكرام.

أما بعد؛ كنت قد ذكرت وفصلتُ في مقال (آدم الوليد والميلاد المجيد), إشارات قرآنية لفظية ومعنوية مرتبطة بإنشائي وخلقي و والدتي, وذلك من ضمن بعض الآيات المرتبطة بخلق الإنسان, وبشكل خاص أول البشر آدم (عليه السلام), ومن ثُم آيات نسل وولادات الأنعام.

وفي هذا المقال سوف أنتقل للحديث عن ذرية السحاب والنبات, مُبيناً كيفية نشوئها وخروجها من خلال آيات القرآن, مُستعرضاً عدة وجوه تفسيرية وعلمية وعملية للآيات, ومن ثُم سأقوم ببيان إشارات ودلالات ذكرُ حَمْلي في بطن ِ أمي من خلال آيات حمْل السُحب والنباتات, لأبرهن بهذا المثال أن (وليد قراعين) مَثَله كمَثَل سائر المواليد التي أنشاها الله سبحانه وتعالى, من الناس والأنعام والسحاب والنبات.
قال تعالى:{إنما مَثلُ الحياة الدنيا كماءٍ أنزلناهُ من السماء فاختلط به نباتُ الأرض مما يأكل الناسُ والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زُخرفها وازَيَنَتْ وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرُنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تَغنَ بالأمس. كذلك نُفَصِل الآيات لقومٍ يتفكرون 24} سورة يونس. 

كما سيتضمن هذا المقال فقرة خاصة عن السُفن الجواري في البحار, مستعرضاً فيها نماذج من الالتقاء والانسجام بين آيات القرآن وحوادث الزمان.  

الذاريات
قال تعالى: {والذاريات ذرواً 1 فالحاملات وقراً 2 فالجاريات يُسراً 3 فالمُقسماتِ أمراً 4} سورة الذاريات.
قولهُ تعالى {والذارياتِ ذرواً}, قال علي رضي الله عنه: الريح, {فالحاملات وقراً} قال: السحاب, {فالجاريات يُسراً} قال السُفن, {فالمُقسمات أمراً} قال: الملائكة.
وهكذا روي عن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) أنه فسرها عن رسول الله (صلى الله عله وسلم), وهذا ما ذهب إليه جمهور المفسرين.
وقد جاء ذكرُ (الرياح والسحب والسُفن) في آياتٍ أخرى من سور القرآن على نحو ما هي مذكورة في هذه السورة, كقوله تعالى في الرياح الذاريات: {فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروهُ الرياح} [45,الكهف]. وقوله تعالى في السحب تحمل الأمطار بعد اجتماعها وتكاثفها واختلاط باردها مع ساخنها وموجبها مع سالبها : {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ 43} النور.
وقد جعل الله الرياح المُرسلات الذاريات هي الوسيلة والأداة في عملية تكوين السُحب وتحريكها وجمعها ومُزاوجتها, ومن ثُمَ إنتاج حبات المطر والغيث وإنزالها حيثُ يشاء اللهُ أن تُصيب, قال تعالى: { الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعلهُ كَسفاً فترى الودق يخرجُ من خلاله, فإذا أصاب بهِ من يشاءُ من عباده إذا هم يستبشرون 48} الروم.


وقد جعلَ الله سبحانهُ الرياح المُبشرات بالأمطار سبباً أيضاً في مُساعدة السُفن الجاريات على الحركة في عرض البحار, قال تعالى: {ومن آياتهِ أن يُرسلَ الرياح مُبشراتٍ وليُذيقكم من رحمتهِ ولتجري الفُلكَ بأمره ولتبتغوا من فضلهِ ولعلكم تشكرون 46} الروم. الفُلك هي السُفن, والسُفن أيضاً هي (الجاريات والجوار ِ) لحركتها السريعة في البحر وسيرها واندفاعها في مجرى المياه, قال تعالى: {ولهُ الجوار ِ المُنشئاتُ في البحرِ كالأعلام 24} الرحمَن.

وإضافةً إلى توظيف الخالق سبحانه للرياح في تلقيح السُحب لينزل منها الماء, فإن الرياح كذلك تعمل على تلقيح النباتات عن طريق نقل جينات اللقاح من العناصر الذكرية للزهرة إلى العناصر الأنثوية لإخصابها, فتتفتح أوراقها وتخرج ثمرتها, قال تعالى:{وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماءِ ماءً فأسقيناكموهُ وما أنتم لهُ بخازنين 22 وإنا لنحنُ نُحي ونُميت ونحنُ الوارثون 23} سورة الحجر.
وقد أُثبتت حقيقة تلقيح الرياح للنبات بالتجارب العلمية الحديثة وحتى في عصر نزول القرآن كما هو ظاهر من أقوال المُفسرين الأوائل.  

وإن في وصفهِ عز وجل للرياح ڊ (الذاريات) تحقيقاً وتقريباً لوظيفتها في التلقيح والإنتاج المائي والنباتي, وذلك أن (الذاريات) ومعناها: المُفرقات, تشترك في جذرٍ لغوي واحد مع كلمة (الذُريات) ومعناها: النسل والولد, ومفردها الذُرية من الجذر (ذرأ) ومعناهُ: خَلَقَ وصَنعَ, وكذلك الجذر (ذرر) جمعُ (ذرة) وهي أصغرُ النمل, وإن الرياح كما ذكرت تلعب دوراً أساسياً في تخليق السُحب وإخراج ذريتها وهي الماء والأمطار, وكذلك في حمل ذرات اللقاح اللازمة لإخصاب زهور الأشجار والنبات وإخراج ذريتها وهي الثمار.

الحاملات
وننتقل الآن إلى الآية التالية في السورة وهي قولهُ تعالى: {والحاملاتِ وِقْراً 2}, ومعناها: الحامِلاتِ حمْلاً, والتي تؤكد لنا معنى التكاثر والذرية الذي استخلصناهُ من معنى ولفظ (الذاريات), حيثُ وصف سبحانهُ وتعالى (السُحب) التي حملت ماء المطر, وكذا (النباتات) التي حمَلت الثمر عن طريق لقاح الرياح لها ڊ (الحوامل), وفي ذلك تشبيهاً لها بالنساء التي تحمل في أرحامها ماءها الممتزج مع ماء ولقاح الرجال, وهي النطفة التي يتشكل منها الجنين.

وإن في كتاب الله العظيم آياتٌ عديدة تجمع بين حمل المرأة للنطفة والجنين في قرارها المكين (الرحم), وبين نزول قطرات الماء من السحاب المركوم, وخروج الثمار من أوعية الأشجار, قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ (وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى) ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا (وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) 5} سورة الحج.
وقال تعالى: {إن الله عندهُ علمُ الساعة (ويُنزل الغيث ويعلم ما في الأرحام), وما تدري نفسٌ ماذا تكسبُ غداً, وما تدري نفسٌ بأيِ أرضٍ تموت. إن الله عليمٌ خبير 34} سورة لقمان.
وقال جل في علاه: {إليه يُردُ علم الساعة. (وما تخرجُ من ثمراتٍ من أكمامها وما تحملُ من أُنثى ولا تضعُ إلا بعلمهِ). ويوم يُناديهم أين شركائي قالوا آذناك ما منا من شهيد 47} سورة فُصلت.

وفي آياتٍ أُخرى شبه الله خلق الإنسان بإنبات النبات, حيث كان أصل خلق الإنسان من طين الأرض, ثم تناسلت البشرية وتكاثرت بالماء -المني- على هذا الأصل, فكأنما هم شجرة أنبتها الله من طين الأرض, ثم سقيت بالماء فنمت أغصانها وتفرعت وأورقت وأثمرت, قال تعالى: {واللهُ أنبتكم من الأرض ِ نباتاً 17} سورة نوح. 

وفيما يلي بعض نقاط التقاطع والالتقاء بين الحوامل الثلاثة, وهي السُحب والنبات والنساء:

- كما أن السُحب الحوامل ينزلُ منها أمطاراً إعصاراً تُغرق الأرض والناس وثلوجاً تُعيق حركتهم, فإنها كذلك تُنزل أمطاراً غيثاً تُغيث الأرض والناس من الجفاف والعطش. قال تعالى: {ثم يأتي بعد ذلك عامٌ فيه يُغاثُ الناسُ وفيهِ يعصِرون 49} يوسف.
وعلى الناحية الأخرى, فإن النساء الحوامل يخرج من بطونهن أطفالاً يصيروا أشخاصاً أشراراً يفسدون في الأرض ويؤذون الناس, كما أنهُ يخرج من بطونهن أطفالاً يصيروا أشخاصاً أخياراً يصلحوا في الأرض ويساعدوا الناس, وقد أُثرَ عن نبينا المصطفى (عليه وآله الصلاة والسلام) أنه شبه صالح ذرية الأرحام بصالح ذرية السحاب, بقوله: {مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَالْغَيْثِ أَيْنَمَا وَقَعَ نَفَعَ}.
ومن اللطائف اللغوية أن كلمة (طِفْل) بكسر الطاء تعني (المولود والولد), وكلمة (طَفَل) بفتح الطاء والفاء تعني (مَطَر).
وكما أن نوعٌ من المطر يشبه المفسدين من البشر وهو الإعصار المُدمر, ونوعٌ يشبه المصلحين وهو الغيث النافع,  فإن من النباتِ أيضاً ما يُشبه المؤمن ومنهُ ما يُشبه المنافق, لما رواهُ أبي هريرة – رضي الله عنه- عن النبي (عليه وآله الصلاة والسلام) أنهُ قال: {مثل المؤمن كمثل الزرع. لا تزال الريح تميله. ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء. ومثل المنافق كمثل شجرة الأرْز لا تهتز حتى تستحصد} رواهُ الإمام مسلم في (صحيحه).

- وفي كثيرٍ من الأحيان فإنهُ قبل نزول المطر من السحاب وخلاله, نسمعُ أصوات الرعد تدوي في السماء, وعلى الجهة المقابلة فإننا قبل خروج الطفل من بطن أمه وخلاله, نسمع أصوات صياح الأمهات وأطفالهن النازلين من بطونهن.

- وكما أن من السُحب التي نراها في السماء ما يحمل الماء ويُنزل المطر, وما لا يحملهُ ولا يُنزلهُ, وكذا من الأشجار ما يحمل الثمار وما لا يحملهُ, فإن من النساء من تحمل الأطفال وتلدهن, ومنهنَ من لا تحمل ولا تلد كالعاقر والعقيم, وقد شبه الله سبحانهُ وتعالى ريح العذاب التي لا تُلقح سحاباً ولا شجراً ڊ (العقيم), {وفي عادٍ إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم 41} الذاريات.

وإذا كانت {الذاريات ذرواً} هي الرياح تذرو اللقاح على السحب والأشجار لتحمل الأمطار والثمار, فإن (الذاريات ذروا) هي كذلك فروج الرجال تذرو قطرات المني المتدفقة من الأصلاب إلى داخل فروج النساء, وذلك لتلقيح بويضاتهن وليحملن في أرحامهن الأجنة والأطفال, قال تعالى: {أيحسبُ الإنسانُ أن يُتركَ سُداً 36 ألم يكن نطفةً من مني ٍ يُمنى 37} سورة القيامة.
وفي كلتا الحالتين فإن الذاريات (الرياح) والذاريات (الفروج) تساهمان وتتسببان في إنتاج ذرية السحابِ والزرع وذرية البشر.

وإذا كانت {الحاملاتِ وقراً} هي السُحب تحمل الأمطار, والنباتات تحمل الأوراق والثمار بلقاح الرياح لها, فإن (الحاملات وقراً) هي كذلك أرحام النساء تحمل - بلقاح الرجال- الجنين في قرارها المكين, بأطواره المُتعددة بداية بالنطفة ثم العلقة ثم المضغة, قال تعالى: {ألم نخلقكم من ماءٍ مهين 20 فجعلناهُ في قرار ٍ مكين 21 إلى قَدَر ٍ معلوم 22} المرسلات.
وفي معجم مُختار الصحاح للإمام الرازي جاء في معاني الجذر ( و ق ر): [أوقرت النخلة كثُرَ حمْلَها يُقال نخلة (مُوقِرة) و (مُوقِر) وحُكي (مُوقَر) أيضاً وفتح القاف على غير القياس لأن الفعل ليسَ للنخلة. وإنما حُذفت الهاء من (مُوقِر) بالكسر على قياس امرأة حامل لأن حَمْل الشجر مُشبهٌ بحَمْل النساء].

الجاريات
رغم أن {الجارياتِ} وهي السُفن, قد جاء ذكرها امتداداً لتعداد وظائف الرياح (الذاريات) في لقاح السحاب (الحاملات) وتحريك السُفن (الجاريات) وتسيرها في البحار, إلا أن آية {الجارياتِ يُسراً} تتضمن إشارة غير مُباشرة مرتبطة بالنكاح وإخراج الذرية, حيثُ أن جُملة (الجاريات يُسراً) تُعطينا دلالة على نكاح ٍ يسرهُ الله على الذين لا يجدون سعة ً وقدرةً على نكاح السيدات الحرائر من المؤمنات, وهو نِكاح الإماء المؤمنات المملوكات للمؤمنين, وهُن من يُعرَفنَ أيضاً ڊِ (الجواري), قال تعالى: {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 25} سورة النساء.

وكما جعل الله سبحانهُ المملوكات من (الجواري) يُسراً على المُعسرين من رجال المؤمنين, فقد يَسَرَ الله أيضاً على (الجواري) المملوكات أنفسهن في الحدود والعقوبات, فجعل عقوبة الزانية منهُنَ كنصف عقوبة المرأة الحُرة.

الحاملات وقراً
قال تعالى: {الله يعلم ما تحمل كل أنثى و ما تغيض الأرحام و ما تزداد. وكل شيء عنده بمقدار 8} سورة الرعد.
والآن بعد ذكر وبيان بعض اللطائف التفسيرية العامة لمعنى الذاريات والحاملات, أنتقل إلى بيان إشارةٍ شخصيةٍ خاصة على غرار الإشارات التي استنبطها في مقال (آدم الوليد والميلاد المجيد), وتحديداً من قولهِ تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان من صلصالٍ من حمإٍ مسنون}, وقولهِ تعالى: {ولا وصيلة ولا حام}, وكما مر معنا في شرحي لهذه الآيات التي تتحدث عن الخلْق ِ والولادات, فإن اسم أبي (أحمد) واسم أمي (وصال) قد انطويا في ألفاظ الآيات بصورةٍ ظاهرة مُباشرة, بينما جاء ذكر الابن الوليد في هذه الآيات – وهو أنا- بصورةٍ رمزيةٍ مُستترةٍ بحسب ما شرحت في المقال.
قال تعالى: {والذاريات ذرواً 1 فالحاملات وقراً 2}.
وفي هاتين الآيتين من سورة الذاريات, جاءت دلالة اسمي (وليد) مقرونة بدلالة اسم عائلتي (قراعين) ظاهرةً في لفظ كلمة (وقراً), والتي هي كناية عن (المحمول) كما هو ظاهر من لفظ الآية ومعناها.
بينما استترت دلالة الأب (أحمد) في كلمة (الذاريات) العائدة على الرجال, وذك لكونهم من يذرون المني في أرحام النساء.
وكذلك فإن دلالة الأم (وصال) قد استترت في كلمة (الحاملات) العائدة على النساء, لكونهن في طبيعة الحال من يحملن الأجنة في بطونهن.
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم-: {وجُعلت قُرة عيني في الصلاة}.

وفيما يلي بيان كيفية انطواء دلالة اسمي (وليد قراعين) في لفظ وحروف كلمة (وقرا):
أولاً: إن عدد حروف كلمة (وقرا) هو أربعة (4) على عدد حروف اِسمي (وليد).
ثانياً: إن حرف الواو (و), وهو الحرف الأول من كلمة (وقرا), هو كذلك الحرف الأول من اِسمي (وليد) ويدل عليه.
ثالثاً: إن الحروف الثلاثة الأخيرة المتبقية من كلمة (وقرا) وهي (قرا), تُمثل أول ثلاثة حروف على الترتيب من اسم عائلتي (قراعين) وتدل عليه.

ومن خلال هذه النقاط الثلاثة نستنتج أن كلمة (وقرا) هي بمثابة الاختصار لاسم (وليد قراعين).

ورغم أن {الحاملات وقراً} تشْملُ جميع الأمهات ومحْمولِيهمْ من مختلف المخلوقات كالسُحب والنبات والحيوان والإنسان, إلا أن إخراجي لدلالة اسمي واسم عائلتي (وليد قراعين) خاصةً من لفظ هذه الآية, هو برأي ِ استنباطاً منطقياً ونموذجياً يُلبي الغرض وفي مكانهِ الصحيح, وذلك استناداً إلى أن اسمي (وليد) هو بكل تأكيد صفة تُطلق على كل المواليد الذين تحمل بهم أمهاتهم وتلدهم.
وبالنسبة لاسم عائلتي (قراعين), فإن كل الأطفال والمواليد بالأحوال الطبيعية هم (قرة عين) والديهم وأهلهم, وكما يقول المثل الشعبي: (القرد بعين أمه غزال).
قال تعالى: {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قُرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً 74} سورة الفرقان.
وكما ذكرتُ سابقاً في مقال (الوليد بن عمران موسى عليه السلام ج1), فإن لفظ (وليد) جاء في كلام فرعون للدلالة على وليد بني إسرائيل موسى -عليه السلام- في كتاب الله الفرقان, قال تعالى: {قال ألم نُرَبِك فينا وليداً ولبِثتَ فينا من عُمُرك سنين 18} سورة الشُعراء.
وأما لفظ (قرة عين), فهو وصف آسيا امرأة فرعون لموسى -عليه السلام- في القرآن, قال تعالى: {وقالت امرأتُ فرعون قُرَةُ عين ٍ لي ولك , لا تقتلوهُ عسى أن ينفعنا أو نتخذهُ ولداً وهم لا يشعرون 9} سورة القصص.
و(قرة عين) كما ذكرت في عدة مقالات سابقة هو أصل تسمية عائلتي (القراعين), وهو اسم الجد الأكبر لهذه العائلة.
ومع ختام هذه الفقرة, نسأل الله المَنان أن يجعلنا من الذرية الصالحة التي دعا لها خليل الرحمَن إبراهيم (عليه الصلاة والسلام) في القرآن: {رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي. ربنا وتقبل دعاء 40} سورة إبراهيم.

الجارية أر إم إس تيتانيك
قال تعالى: {فالجاريات يُسراً 3 فالمُقسماتِ أمراً 4 إنما توعدون لصادق 5 وإن الدين لواقع 6} سورة الذاريات.
[يُقال أنهُ قبل 14 سنة من حادثة غرق سفينة (تيتانيك) وتحديداً في سنة 1898م, كتب مورغان روبرتسون رواية أطلق عليها اسم (العبث). كانت هذه الرواية الخيالية تدور حول اصطدام أضخم سفينةِ بُنيت على الإطلاق بجبل جليدي وغرقها في المحيط الأطلسي في ليلة باردة من ليالي أبريل. كان اسم السفينة في الرواية (تايتان) وأعتبرها في بداية الرواية غير قابلة للغرق] المصدر ويكيبديا.
في الواقع أنا لا علم لي بمدى صحة وثبات هذه الخبر, ولكن في حال كان صادقاً فإن هذا يعني أن كاتب الرواية قد سبق بقصته الخيالية الأحداث الحقيقية ولامسها من عدة جوانب, بداية باسم الرواية وهو (العبث), حيث أنه يتبين لنا من خلال قراءتنا لأحداث غرق سفينة (تيتانيك), أن طاقم وركاب السفينة كانوا أشبه بالعابثين الذي يسيرون في عرض المحيط غير مكترثين بكل ما يمكن أن يواجهوه من مخاطر, حتى أنهم أثناء الاصطدام  وقبل وقتٍ قصير من غرق السفينة كان بعض الركاب لا يزالون منهمكين في اللعب والشراب.

والتشابه الثاني بين الرواية والواقع نجدهُ في اسم السفينة, وهو (تايتان) في الرواية, و(تيتانيك) في الحقيقة.

وأخيراً فإن حديث الراوي عن سفينةِ هي الأضخم على الإطلاق تصطدم بجبل جليدي وتغرق في المحيط الأطلسي في ليلة باردة من ليالي أبريل, هو الواقع ذاتهُ بحسب القصة المشهورة عن غرق السفينة.
 قال تعالى: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ, حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ المَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ 22} سورة يونس.

وإذا كان هذا الراوي المُلهَم الشفاف قد كتب سيناريو غرق سفينة (تيتانيك) قبل أربعة عشر عام من حدوث الكارثة, فإننا نجدُ في القرآن الذي نزل قبل (أربعة عشر قرناً) من الزمان آياتٌ تُضيء على ليل حادثة (تيتانيك) وتُخَبِر عنه.

ولنبدأ من بداية رحلة سفينة (تيتانيك) والتي كانت في العاشر (10) من شهر إبريل, واستمرت حتى يوم غرقها في الرابع عشر (14) من نفس الشهر, وقد كان ركاب السفينة وطاقمها تملأ نفوسهم العزة والكبرياء إعجاباً بسفينتهم القوية الشامخة, وكانوا يعتقدون أن سفينتهم (المارد) غير قابلة للغرق بسبب ضخامتها وتصميمها المُتقن, وخلال الليالي الأربعة الأولى على إبحارها كان جميع الركاب فرحين مُستمتعين برحلتهم, كما كانت ثقة البَحَارة بسفينتهم العملاقة تزداد بعد أن أثبتت نجاحها الفائق في خوض البحار, وقد مهدت هذه الأجواء إلى حدوث ما هو غير متوقع على الإطلاق, حيث تلقى طاقم السفينة إشعارات ورسائل عديدة من بعض السفن المارة بالمحيط ومن وحدات الحرس البحري تشير إلى اقتراب السفينة من الدخول في منطقة مياه جليدية, ولكن أحداً من طاقم السفينة لم يُبدِ اهتمامهُ بهذه الإنذارات بسبب افتتانهم الشديد بسفينتهم (غير قابلة للغرق) بحسب اعتقادهم, وحتى بعد حدوث الاصطدام بالجبل الجليدي كان لا يزال جميع طاقم وركاب السفينة يلهون ويمرحون غير مدركون أن سفينتهم الجبل قد أُصيبتَ في مَقْتل, وأنهم أصبحوا على مشارف الغرق والهلاك في المياه المُتجمدة.

ونجدُ مُلخص سريع ومُفيد لأحداث رحلة سفينة (التيتانيك) من العاشر وحتى الرابع عشر من شهر إبريل, في الآيات من العاشر وحتى الرابع عشر من سورة الذاريات, قال تعالى: {قُتلَ الخَرَاصُون 10 الذين هُم في غمرةٍ ساهون 11 يسألون أيان يوم الدين 12 يوم هم على النار يُفتنون 13 ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون 14}.
وفيما يلي شرح لمعاني هذه الآيات من كتاب (مختصر تفسير ابن كثير), مُعقباً في  أسفل كل آية على ما يُشابه حال الموصوفين بها بأحوال ركاب سفينة (التيتانيك):

* {قُتل الخَرَاصُون 10}: الخراصون, هم الذين لا يوقنون ولا يؤمنون بالبعث, وقال ابن عباس: هم المرتابون, وقال قتادة: أهل الغرة والظنون.
- هذا هو المعنى العام للخراصون, وبالنسبة لطاقم وركاب سفينة (التيتانيك) فإنهم كانوا لا يؤمنون بإمكانية غرق سفينتهم وهلاكهم ويظنون أنه أمراً مُستبعداً غروراً بها, لذلك فإنهم قُتلوا ومات كثيرٌ منهم.

*{الذين هم في غمرةٍ ساهون 11}: قال ابن عباس: في الكفر والشك غافلون لاهون.
- وقد كان طاقم وركاب (التيتانيك) نائمون يلعبون ويمرحون, في غمرةٍ غافلون عن الإنذارات والمخاطر التي تتهددهم, حتى غمرتهم المياه وسفينتهم.

* { يسألون أيان يوم الدين 12}: وإنما يقولون هذا تكذيباً وعِناداً, وشكاً واستبعاداً.
- وبالنسبة لركاب سفينة (التيتانيك) فإنهم كانوا يكذبون ويُعاندون ويستبعدون فكرة الغرق والهلاك من تفكيرهم استبعاداً.

* { يوم هم على النار يُفتنون 13}: يُعذَبون بالحرق, وقال مجاهد: كما يُفتن الذهب على النار. ومعنى يُفتن الذهب على النار, أي يُدخَل النار ويُحْرَق ليُعرَف مدى جودته.
- إن كُلاً من الحر والبرد الشديدين هما من وسائل التعذيب للإنسان في الدنيا والآخرة كما هو ثابت, عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: {اشتكت النار إلى ربها فقالت يا رب أكل بعضي بعضا فأْذن لها بنفسين ، نفس في الشتاء ونفس في الصيف, فهو أشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير} رواه البخاري ومسلم في الصحيح. الزمهرير: البرد الشديد.

 وإن ركاب (التيتانيك) كُتب عليهم مواجهة عذاب البرد والزمهرير امتحاناً وابتلاءً لهم, وليعرفوا أن لا طاقة لهم على تحمل هذا البرد والعناء بعد الذي كانوا فيه داخل السفينة من الدفء والهناء. بينما قُدِرَ لسفينتهم العملاقة اقتحام كُتل الجليد والارتطام بها ليُعرف مدى جودتها وقدرتها على تخطي جبال الصِعاب.
وعلى ذكر الذهب وفتنته, فإن بعض ركاب السفينة الأثرياء عبر عن إحساسه بتصادم السفينة مع أكوام الجليد بقولهِ: (أنه كان يبدو كما لو كانت السفينة مرت على أرض من المرمر) ! وهو تشبيه ملائم تماما لتلك الطبقة الأرستقراطية. [ويكيبديا].

* { ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون 14}: ذوقوا عذابكم وحريقكم, يُقال لهم ذلك تقريعاً وتوبيخاً, وتحقيراً وتصغيراً.
- وإن ركاب (التيتانيك) في الواقع كما ذكرنا قد ذاقوا عذاب البَردَ والزمهرير, وكان ذلك توبيخاً وعقاباً لهم على اللامبالاة والظن بأن الأسباب من ضخامة وكثرة مئونة ووقود ونحوه هي قوام مَنعتهم وسبب نجاتهم من دون الله ودعْواهِ, غافلين عن مشيئة ومكر رب العالمين وامتحانهُ لهم ولأسبابهم التي صنعوها بأيديهم. قال تعالى: {أفأمِنَ أهل القرى أن يأتيهم بأسُنا بياتاً وهم نائمون 97 أو أمِنَ أهل القرى أن يأتيهم بأسُنا ضُحىً وهم يلعبون 98 أَفَأَمِنوا مَكْرَ الله فلا يأمَنُ مَكْرَ الله. إلا القَوْمُ الخاسِرون 99} سورة الأعراف.

المُقسماتِ أمراً
وإذا رجعنا إلى الآيات الأولى من سورة الذاريات, وهي قولهُ تعالى: { فالجاريات يُسراً 3 فالمُقسماتِ أمراً 4}, فإننا نضع أيدينا على جرح السفينة المنكوبة (تيتانيك), حيثُ عطَفَ الباري عز وجل على {الجاريات يُسراً} وهي السُفن الجارية في البحار, بقولهِ: {فالمُقسِمات أمراً}, وتختصر لنا هاتين الآيتين رحلة ومسيرة سفينة (التيتانيك), التي بعد أيامٍ من جريها السريع والمريح في البحار, ارتطمت بجبل الجليد وتوقفت عن الإبحار, ثم غرق نصفها السفلي المُصاب في الماء, وبقي نصفها العلوي طافياً ومُحلِقاً باتجاه السماء, وانقسمت السفينة إلى قسمين أحدهم في الماء والآخر في الهواء, وانقسم وتفرق الأصحابُ والأحباب والأزواج, وصار بعضهم على قوارب النجاة والآخر ينتظر الموت والوفاة. وقد وقع هذا الانقسام المؤلم والحزين للسفينة وركابها في ليلة النصف من شهر إبريل, وهي ليلة (15) إبريل.


ولو تمعنا قليلاً في آية: { فالمُقسماتِ أمراً 4}, فإننا نجدُ فيها نصف اسم سفينة (آر إم إس تيتانيك) المكون من أربعة مقاطع, ولعل السبب في أننا استخرجنا نصف اسم السفينة فقط من آية { فالمُقسماتِ أمراً 4}, هو لكون هذه السفينة بعد حادثة ارتطامها قد انقسمت إلى نصفين, أحدهما غارَ واختفى في الماء, وشأن هذا النصف المختفي هو كشأن نصف اسم السفينة المفقود في الآية الكريمة. وأما النصف الثاني من السفينة فإنه بعد الحادثة ظهر وطفا فوق سطح الماء, وهذا النصف الذي ظهر يُمثل نصف اسم السفينة الذي وجدناهُ في الآية الكريمة.
     
ولتحديد هذا النصف الظاهر من اسم السفينة في الآية فإننا نقسم كلمة {أمرا} إلى نصفين: (أمرا = أم + را).
- وعند قراءة النصف الأخير (را) من اليسار إلى اليمين فإننا نحصل على المقطع الأول من اسم السفينة وهو (آر), ومن اللطائف اللغوية أن (را) تمثل لفظ حرف (راء) العربي, و(آر) تمثل لفظ حرف (راء) بالإنجليزي (R).
- وأما المقطع الثاني من اسم السفينة المنكوبة وهو (إم), فإننا نحصل عليه بقلب حرف الألف الذي في النصف الأول من كلمة أمرا (أم) رأساً على عقب (إم).
وهكذا فإننا نكون قد حصلنا على المقطعين الأول والثاني من اسم سفينة (آر إم إس تيتانيك), واللذان يُمثلان نصف عدد مقاطع الاسم.
ومن الناحية العددية فإن رقم آية {المُقسماتِ أمراً} هو أربعة (4), والرقم أربعة يُمثل الشهر (إبريل) بحسب ترتيب شهور السنة الشمسية, وهو الشهر الذي وقعت فيه كارثة انقسام سفينة (التيتانيك) وغرقها في المحيط.

الطبع غَلاب (جاي يا ناس جاي)
إن هذه التجربة المريرة التي مر بها ركاب سفينة (تيتانيك) ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في تاريخ البشر, وإن اليوم الذي يصلُ الإنسان فيه إلى قناعةٍ بأنهُ لا يمكن قهرهُ, هو نفس اليوم الذي يُقصم فيه ظهرهُ, وهذا هو ما حدث مع ركاب السفينة العملاقة الذين اعتقدوا بأنهُ لا شيء يمكن أن يقف في طريقهم ويُعكر صفوهم.

وكفانا بمحمدٍ وأصحابهِ (عليهم صلاة الله وسلامه) عبرةً على هذا الغرور الإنساني اللاإرادي, فبعد أن نصرهم الله في مواطن وغزواتٍ كثيرة مع رسوله, وكان ذلك بتأييد الله لهم على الرغم مما كانوا فيه من قلة العدد والعتاد. وبعد أن بلغت نشوة الفتح المبين من المسلمين مبلغها, والتئم شمل أهل القريتين العظيمتين مكة والمدينة, خرج المسلمون لغزوة حُنين وفي قلوبهم شيءٌ من الإعجاب بكثرة عددهم وعدتهم, إلا أن هذه الكثرة لم تغني عنهم من الله شيئاً, و ولوا مدبرين أمام هجمات وتدبير عدوهم إلا قليلاً منهم, وكادت زمام الأمور تُفلت من بين أيديهم ويهزموا في تلك الغزوة, ولولا ثبات بعض الرجال والتفافهم حول النبي –صلى الله عليه وسلم- لما تبدلت الأحوال, ولصار التفكير بالنصر شيءٌ مُحال وبعيد المنال, وكان هذا درسٌ من الله ذي الجلال ليعلمهم فيهِ أن النصر من عنده تعالى وحدهُ, وبإمداده, وإن قلَ الجمع. قال تعالى: {لقد نصركم الله في مواطن كثيرة. ويوم حُنيْن ٍ إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تُغن ِ عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحُبت ثم وليتم مدبرين 25} سورة التوبة.

 بين حادث التيتانيك وجريمة أسطول الحرية
- لقد غرقت سفينة التيتانيك في الماء بفعل العوامل الطبيعية, بينما غرقت سفينة الحرية بالدماء بأيدي الجنود الجُبناء.
- سفينة التيتانيك جاءها العذاب من أسفلها بارتطام الجزء السفلي منها بالصخور الجليدية, أما سفينة الحرية فقد جاءها العذاب من فوقها بنزول الجنود اليهود على ظهرها من الطائرات المروحية.
- لقد كانت رحلة التيتانيك من لندن إلى نيويورك هي رحلة تجارة وتَرف واستمتاع, بينما كانت رحلة سُفن الحرية هي لمهمة جدِية وإنسانية.
- قال تعالى {فالجاريات يُسراً 3 فالمُقسماتِ أمْراً 4}. الجاريات: السُفن, والمُقسِمات: الملائكة تتنزل بالأمور الشرعية والكونية.
فبعد جري سفينة التيتانيك في الماء جاء أمر الله بارتطامها وتوقفها وانقسامها.
وبعد جري سُفن الحرية في الماء أوُقفت وهُوجمت, ونزل عليها جنود اليهود بالقتل والأسر والتعذيب.
أخرج ابن ماجه عن أبى أُمامة - رضي الله تعالى عنه- قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: {إن الله و كَلَ ملك الموت عليه السلام بقبض الأرواح إلا شهداء البحر فإنه يتولى قبض أرواحهم}.

وكما قيل: (اللي بزرع هوا.. بكره بحصد ريح).
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب , رضي الله عنه , في قصة المهدي أنهُ قال :{ويتوجه إلى الآفاق , فلا تبقى مدينة وطئها ذو القرنين إلا دخلها وأصلحها , ولا يبقى جبار إلا هلك على يديه , ويشفِ الله عز وجل قلوب أهل الإسلام , ويحمل حُلي بيت المقدس في مائة مركب تحُطُ على غزة وعكا , ويُحْمَلُ إلى بيت المقدس , ... , ثم يتوجه المهدي إلى القدس الشريف , بألف مركب , فينزلون شام فلسطين بين عكا وصور وغزة وعسقلان , فيُخرجون ما معهم من الأموال , وينزلُ المهدي بالقدس الشريف , ويُقيم بها إلى أن يخرج الدجال , وينزل عيسى ابن مريم عليه السلام , فيقتل الدجال} من كتاب عقد الدرر في أخبار المنتظر.  

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين, وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

* نُشر لأول مرة في مدونة المسبار السحري بتاريخ 3-7-2010
   فكرة وإعداد: وليد أحمد الكراعين.

المراجع:
- كتاب مختصر تفسير ابن كثير.
- موقع ويكيبديا (تفاصيل قصة سفينة التيتانيك).

مواضيع ذات صلة على هذا الرابط:

آدم الوليد والميلاد المجيد



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق