الثلاثاء، 2 أبريل 2013

الخبر اليقين في بعث وظهور الإمام المُبين


  بسم الله الرحمن الرحيم

 قال تعالى: {وإن من شيءٍ إلا يسبحُ بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم} [الإسراء: 44].
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على خير النبيين محمد, وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين, أما بعد. 

إن كل شيء في الوجود من جمادٍ ونباتٍ وحيوان, وإنْسٍ ومَلَكٍ وجان, يتقرب ويذكر ويُصلي ويدعو باسم اللهِ (الحميد) المنان, في سره وعلانيته, بعلمٍ وإدراك وبغير علم وإدراك, واسم الله (الحميد) هو المنطوي في اسم نبيهِ (محمد) صلى الله عليه وآله وسلم, والمُتجلي بأنواره التامة على نفسه وذاته المُحمدية, وبالتالي فإن جميع مخلوقات الله تعالى تشهد بنبوة (محمد) وتُصلي وتُسلم عليه. وفيما يخص بني الإنسان فإن هذه الشهادة والصلاة تكون ظاهرة على لسان المؤمن وباطنة في نفسه وقلبه, وأما المنافق فإنها تكون ظاهرة على لسانه, بينما يكون قلبه وباطنه يلهجُ بالكفر والزور والبُهتان, وأما الكافر والمُشرك فإن ظاهره يشهد بالكفر, بينما هو في قرارة نفسه وساعة صفوه يشهد بالإيمان وإنما منعه الجحود والعصيان.
وقد بدأ الله دين الإسلام بصاحب المقام المحمود نبيه (محمد بن عبد الله) عليه الصلاة والسلام, وسيختمه في آخر الزمان بولاية الإمام المَرْضي المُسمى ڊ (محمد بن عبد الله) المهدي.

قال تعالى: {هو اللهُ لا إلهَ إلا هو لهُ الحمدُ في الأولى والآخرة ولهُ الحكمُ وإليهِ ترجعون 70} سورة القصص.
عن عبد الله بن مسعود , رضي اللهُ عنه , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {لو لم يبقَ من الدنيا إلا يومٌ , لبعث اللهُ فيه رجلاً من أهل بيتي , يواطىءُ اسمهُ اسمي , واسم أبيه اسم أبي} أخرجهُ الحافظ أبو بكر البيهقي .

وفي هذا المقال فإننا سنجوب بصحبة المسبار السحري في فضاء الأسماء لاستكشاف بعض الخفايا والأسرار المرتبطة بآخر الزمان وخاصةً مسألة بعث وظهور الإمام المهدي عليه السلام, وقد خصصت هذه المقال لالتماس هذه الآثار من خلال السفر والترحال في فضاء باقةٍ من أسماء المذيعين والدول والقياديين, إضافةً إلى فقرات أخرى تكميلية ذات ارتباط بالفقرات الأساسية.

قال تعالى : {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعلٌ في الأرض خليفة قالوا أتجعلُ فيها من يفسدُ فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونُقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون 30 وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31)  قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33)} البقرة.

النار والنداء
قال تعالى:{ فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ 29 فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ 30} سورة القصص.

[قصد موسى عليه السلام النار إلى جهة القبلة, والجبل الغربي عن يمينه, والنار وجدها تضطرم في شجرة خضراء, في لحف الجبل مما يلي الوادي فوقف باهتاً في أمرها فناداه ربه, أن يا موسى إن الذي يخاطبك ويكلمك هو الله رب العالمين, الفعال لما يشاء, تعالى وتقدس وتنزه عم مماثلة المخلوقات] تفسير ابن كثير (6).
وعن أبي جعفر محمد بن علي , عليهما السلام , قال : {إذا رأيتم ناراً من المشرق , ثلاثة أيام أو سبعة أيام , فتوقعوا فرج آل محمد , إن شاء الله تعالى . ثم قال : يُنادي منادٍ من السماء باسم المهدي , فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب , حتى لا يبقى راقد إلا استيقظ , ولا قائم إلا قعد , ولا قاعد إلا قام على رجليه , فزعاً من ذلك , فرحم اللهُ عبداً سمعَ ذلك الصوت فأجاب} (7).

وعلى سنة موسى ابن عمران يسير الإمام المهدي (عليهما السلام), فتتأجج قبل بعثه النيران بأشكالها المختلفة, نار الحرب ونار الحر ونار الحريق, وهذه الأشكال المختلفة للنار تشتعل في وقتنا هذا باستمرار, أو لعلها تكون نارٌ تضطرم في شجرٍ أخضر, في لحف جبل كتلك التي اشتعلت وأضاءت لموسى ابن عمران عليه السلام.
ثم بعد هذه النار ينكشف الستار وينادي المنادي من السماء باسم المهدي ابن (الزهراء). وعلى غِرار النار فإن لهذا النداء والصوت من السماء عدة هيئات, كأن يكون صوت مَلكٍ من الملائكة, وسماع هذا الصوت يكون حِكراً في الغالب على الشخص المُنادى. أو يكون صوت كالرعد. أو لعل هذا النداء الذي من السماء ويسمعه أهل المشرق والمغرب جميعاً في نفس الوقت هو صوتٌ صادرٌ عن التلفاز أو المذياع.

ولمزيدٍ من التوضيح فإن صوت وصورة المذيعين والمعلقين الذين يقدمون نشرات الأخبار من أماكنهم في بقعةٍ معينة من بقاع الأرض, ينتقل عبر وسائل الإرسال والبث الأرضية إلى الأقمار الصناعية المنتشرة في أجواء السماء الدنيا, وبدورها فإن هذه الأقمار الصناعية تُعيد بث هذه الإشارات إلى الأرض من جديد, لتستقبلها الأطباق واللواقط المثبتة على شُرفات وأسطح المنازل, ومن ثم تتحول هذه الإشارات من خلال أجهزة الاستقبال إلى صوت يخرج من السماعات وصورة تظهر على الشاشات.
وهكذا فإن هذا الصوت والنداء باسم وخبر المهدي ابن الزهراء يكون قد وصل إلى الناس في مشارق الأرض ومغاربها عبر السماء من خلال الأقمار الصناعية والوسائل التقنية.

الملكة رانيا العبد الله
وقبل أن أخوض في تحليل أسماء البلاد سوف أبدء برؤساء وملوك البلاد, وتحديداً اسم ملكة الأردن (رانيا العبد الله), حيثُ أننا نجدُ في اسمها (رانيا) مُدعماً باسم عائلتها (الياسين), العناصر الأساسية في آيات اصطفاء وبعث نبي الله موسى ابن عمران (عليه الصلاة والسلام), وتالياً البيان:
- رانيا الياسين
رانيا: نقسمه إلى قسمين بحسب ترتيب حروفه: (ران + يا).
ران: من (رنا) بمعنى أدام النظر, أي رأى شيئاً فاستمر في مراقبته.
وعند قراءة كلمة (ران) بشكل مقلوب فإنها تصير (نار).
والنارُ هي ما لفت أنظار موسى عليه السلام, فسار إليها طلباً الدفء والاهتداء.
قال تعالى: {وهل آتاك حديثُ موسى 9 إذ رأى ناراً فقال لأهله امكثوا إني آنستُ ناراً لعلي آتيكم منها بقَبسٍ أو أجدُ على النار هُدى 10} سورة طه.
يا: حرف يُنادى به القريب والبعيد.
وبعد أن أتى موسى النار ناداهُ ربُه, قال تعالى:{فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ 30} سورة القصص.
الياسين: ياسين هو لفظٌ لاسم قلب القرآن الكريم وهي سورة (يس), وفي الآية ثمانين (80) من سورة (يس) قال ربُ العالمين: {الذي جعل لكم من الشجرِ الأخضرِ ناراً فإذا أنتم منه توقِدُون 80}.
وكما جاء في تفسير ابن كثير فإن موسى عليه السلام لما أتى النار وجدها تضطرم في شجرة خضراء, في لحف الجبل.
وفي ختام هذه الفقرة نكون قد استخرجنا من اسم الملكة (رانيا) وعائلتها (الياسين) علامتي (النار والنداء), وهما كما ذكرت آيتين مشتركتين سبقتا بعث موسى ابن عمران, وسوف تسبقان كذلك بعث الإمام المهدي (عليهما وآلهما الصلاة والسلام).

اليابان
(يابان = يا + بان)
يا: حرف يُنادى به القريب والبعيد. والنداء كما بينت في الفقرات السابقة هو من آيات ظهور الإمام المهدي عليه السلام.
بان: بمعنى ظهر وبان أمرهُ.
والذي يظهر أمره هو ولي الله المهدي عليه السلام.
عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام، قال: (لا يظهر المهدي إلى على خوف شديد من الناس، وزلزال، وفتنة وبلاء يصيب الناس، وطاعون قبل ذلك، وسيف قاطع بين العرب، واختلاف شديد في الناس، وتشتت في دينهم، وتغير في حالهم، حتى يتمنى المتمني الموت صباحاً ومساءاً، من عظم ما يرى من كلب الناس، وآكل بعضهم بعضاً، فخروجه عليه السلام إذا خرج يكون عند اليأس والقنوط من أن نرى فرجاً، فيا طوبى لمن أدركه، وكان من أنصار، والويل كل الويل لمن خالفه، وخالف أمره) من كتاب عقد الدرر في أخبار المنتظر, باب الفتن الدالة على ولاية المهدي.
وتصديقاً لهذا الحديث فقد حدث في اليابان زلزال هو الأعنف في تاريخ اليابان منذ نحو 140 عام, وهو زلزال وتسونامي توهوكو الذي وقع في يوم الجمعة الموافق 11 آذار 2011م, والذي نجم عنه دمار هائل وخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات والمنشآت النووية والنفطية والبنية التحتية.
ومن المصادفات أن يوم الجمعة الذي وقع به الزلزال هو اليوم ذاته الذي تقع فيه زلزلة القيامة.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُمْ بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)} الحج.
وقال تعالى: {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4)} الإنفطار.

جمهورية إيران الإسلامية
تكاد تكون جمهورية إيران الفارسية الإسلامية ذات الغالبية الشيعية الاثني عشرية الدولة الوحيدة التي تترقب على المستويين الرسمي والشعبي ساعة ظهور الإمام الثاني عشر ومُخلص البشرية من الضلالة والوثنية أبي عبد الله المهدي (عليه وآله الصلاة والسلام).
ولعل في كون مسألة بعث الإمام المهدي عليه السلام إحدى مرتكزات عقيدة قادة وأبناء دولة إيران, ما يبرر انطواء آيات هذا البعث وتجلياته الأولى في اسم دولتهم (إيران), والتي انطوى في حروفها آيتي النار والنداء اللتان تسبقان بعث الإمام المهدي ابن الزهراء (عليهما الصلاة والسلام), وذلك على النحو التالي:
إيران = إي + ران.
إي: بمعنى (بلى) كقول: إي والله. وإذا قلبنا الهمزة من أسفل الألف إلى أعلاه فإنها تُصبح (أي), وهو من حروف النداء كقولنا: أيْ زيد أقبِلْ (8). والنداء من السماء هو كما ذكرت من علامات خروج ابن فاطمة الزهراء (عليهما السلام).
عن سيف بن عمير، قال: (كنت عند أبي جعفر المنصور، فقال لي ابتداءُ: يا سيف بن عمير، لا بد من مناد ينادي من السماء باسم رجل من ولد أبي طالب. فقلت: جعلت فداك يا أمير المؤمنين تروي هذا. قال: أي والذي نفسي بيده لسماع أذناي له. فقلت: يا أمير المؤمنين، إن هذا الحديث ما سمعته قبل وقتي هذا. فقال: يا سيف، إنه الحق، وإذا كان فنحن أولى من يجيبه، أما إن النداء إلى رجل من بني عمنا. فقلت: رجل من ولد فاطمة؟ قال: نعم يا سيف، لولا أني سمعته من أبي جعفر محمد بن علي وحدثني به أهل الأرض كلهم ما قبلته، ولكنه محمد بن علي، عليهما السلام) (9).

ران: من (رنا) بمعنى أدام النظر, أي رأى شيئاً فاستمر في مراقبته.
وعند قراءة كلمة (ران) بشكل مقلوب فإنها تصير (نار).
وهكذا فإن (ران) بمعناها الحقيقي وعند قلبها وقراءتها من اليسار إلى اليمين, تدلنا على الآية التي ذكرها الإمام الحُسين وهي رؤية نارٍ وحريقٍ عظيم قبل خروج الإمام المُبين, فعن أبي عبد الله الحسين بن علي، عليهما السلام، قال: {إذا رأيتم علامة في السماء، نار عظيمة من قبل المشرق، تطلع ليالي، فعندها فرج الناس، وهي قدام المهدي عليه السلام} (9).

النصر
قال تعالى : {إذا جآءَ نصرُ الله والفتح 1 ورأيت الناسَ يدخلونَ في دينِ اللهِ أفواجا 2 فسبح بحمدِ ربكَ واستغفره إنهُ كانَ توابا 3} سورة النصر, مكية, نزلت في حجة الوداع.
{نصر الله}: تأييد الله وعونه وترجيحه لكفة عباده المؤمنين. {الفتح}: هو فتح مكة وما حولها على أهل الإسلام, والذي كان نواةً لفتح الدنيا كلها أمامهم.
وإننا نجدُ في هذه السورة التي هي من أواخر السوُر التي أنزلها الله على نبيه محمد (عليه الصلاة والسلام), إشارةً ودلالة على بعض حوادث هذا الزمان الذي هو من أواخر عهد أمة الإسلام, وبشكل خاص حادثتين متعاقبتين وقعتا في أرض لبنان, أولاهما نجدهُ في أول السورة في قوله تعالى: {إذا جاء نصر الله}, ونصر الله هو الشق الثاني من اسم أمين عام حزب الله السيد (حسن نصر الله), والذي أيدهُ الله وأعانهُ على كبح جِمَاح العدوان على جنوب لبنان في حر تموز من عام 2006م.
ثم عطفَ سبحانهُ وتعالى على نصره ڊ {الفتح}, والفتحُ هو الشقُ الأول من اسم الجماعة التي تُسمي نفسها (فتح الإسلام), والتي خرجت فتنتها بعد وقتٍ قصير وفي العام التالي لحرب تموز, في منطقة مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في أرض لبنان.
وإن في آيات هذه السورة خطاب خاص من الله الرحمَن لإمام أول الزمان النبي محمد (عليه وآله الصلاة والسلام), بما مَنهُ سبحانه وتعالى عليه من النصر والفتح ودخول الناس أفواجاً في دين الإسلام, وفي دخولهم بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج لأول مرة بصحبة النبي بعدما كان منصوباً فيه من الأصنام.
وأما في هذا الزمان فإن خصوصية الخطاب الإلهي في هذه السورة ترتبط بإمام العصر المهدي عليه السلام, الذي يخرجُ من جُنح الفتن والظلام لحج بيت الله الحرام مع الأفواج التي تملأ الفِجاج من أهل الإسلام, حيثُ يشاء الله أن تكون مُقدمة بعثهُ من تلك الديار المُقدسة لإتمام دين الإسلام الذي بدءه جدهُ المُؤسس مُحمد (عليه وآله الصلاة والسلام).

وبالرجوع إلى الآية الأولى التي ذُكِر فيها {نصر الله والفتح}, فإن في كتاب الله آيات أُخرى تُشبهها كقوله تعالى في سورة الصف: {وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ  وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ 13}.
وإن في اسم الشهر الذي وقعت فيه معركة حزب الله مع عدوه الإسرائيلي نِذارة لكلا الفريقين, بينما في عدد أيام هذه المعركة بِشارة لجنود حزب الله المؤمنين.
حيثُ أن شهر (تموز) بوضع التاء بعد حرف الواو  يصبح (موتز), وعند فصل التاء عن الزاي فإنه يصير (موت ز), وحرف الزاي (ز) بدلالة ما قبله يدلنا على كلمة (زُؤام) وتعني موت (عاجل), وكما يُقال في الأمثال الشعبية (مثل القضاء المُستعجل).
وهكذا فإن شهر (تموز) يحمل في طياته وبين ثنايا حروفه (الموت الزؤام).
تموز = موتز = موت ز = موت زُؤام.

وأما عدد أيام هذه المعركة البالغة ثلاثة وثلاثين (33) يوماً, فإنها على عدد سنوات عُمر المسيح عيسى ابن مريم -عليهما السلام- التي قضاها في هذه الحياة الدنيا قبل أن يتوفاه الله ويرفعهُ إليه, قال تعالى :{وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا 33} سورة مريم.
وقد كتب الله لعبده ونبيه عيسى (عليه السلام) النجاة من الصلب والقتل فلم يُمكن أيدي الخائنين من أن تصل إليه بسوء, كما كتب الله لأنصاره من الطائفة المؤمنة التأييد على أعداءهم من الطائفة الكافرة, وليكون المسيح عيسى (عليه السلام) بُشرى بتأييد الله للصابرين والثابتين من أهل الإيمان. 
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ 14} سورة الصف. 

وقد جعل الله التأييد والتثبيت للطائفة المؤمنة من جنود حزب الله أصحاب الأرض على من هاجمهم وأعان عليهم, على الرغم من قلتهم وضعف طاقاتهم الدنيوية مقابل طاقات عدوهم وعتادهم , وسجلوا بثباتهم وعزيمتهم القوية درساً للبشرية وأصبحوا ظاهرة في هذا العالم جلية.
عن معاذ بن جبل رضي الله عنهُ , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {لا تزالُ عِصابةً من أُمتي يُقاتلون على أبواب دمشق وما حولها , وعلى أبواب بيت المقدس وما حولها , لا يضُرُهم خِذلانُ من خَذَلهم , ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة}. أخرجهُ البخاري ومسلم في صحيحيهما.
وفي حديث كعبٍ الأحبار نسمع الأخبار , فعنهُ , رضي الله عنهُ , أنه قال : {أنصار الله الذين ينتصر بهم يوم الملحمة الكبرى أهلُ إيمان , ولا غش فيهم , يفتحُها اللهُ عز وجل عليهم. ثم يسيرون فيدخلون أرض الروم, فلا يمرون بحصنٍ إلا استنزلوهُ, ولا بأرضٍ إلا دانت لهم, حتى ينتهوا إلى الخليج فيُيبسهُ اللهُ عز وجل لهم, حتى تجوز الخيل  ...} (10).
ن ولدهِ شبيه الإمام المهدي بالاسم (محمد الهادي) الذي قضى نحبهُ شهيداً في الذود عن حِمى وطنه.

لبنان
ومن جندي لبنان والجنوب الأمين السيد (حسن نصر الله) ننتقل إلى موطنه لبنان, لنستنبط من اسمه بعض علامات ولاية وظهور الإمام المهدي عليه السلام, وفيما يلي البيان:
 لبنان: نجعل حرف النون الذي في وسط الاسم هو نقطة الارتكاز له.
لبنان = لب + ن + ان
- نعوض لفظ حرف النون (ن) الذي في وسط الاسم مكانه لتصبح المعادلة:
لبنان = لب + نون + ان
- نوزع حرف (ن) الذي في أول وآخر لفظ (نون) على الشقين الأول والأخير:
لبنان = (لب + ن) و (ن + ان) = لبن و نان
- ننزل النقطة التي فوق صحن (ن) الأولى في (نان) أسفله فتصبح (بان):
لبنان = لبن و بان
- والآن نشرح معنى هذه الأقسام المُستخرجة من معادلة اسم لبنان:
لبن: شرابٌ مُبارك, وهو نهرٌ من أنهار الجنة, وهو مشروب الهُدى وفطرة الإسلام.
عن أبي هريرة(رضي الله عنه), قال: {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتيَ ليلة أسري به بإيليا بقدحين من خمر ولبن ، فنظر إليهما ، ثم أخذ اللبن ، فقال جبريل : الحمد لله الذي هداك للفطرة ، ولو أخذت الخمر غوت أمتك} صحيح البخاري.
و: من حروف العطف تجمع بين الشيئين. والواو هنا تجمع بين معنيين مُشتركين في كلمتي (لبن) و (بان).
بان: بمعنى ظهَر وبان أمرهُ.
لبنان = لبن و بان = هُدى و ظهور.
فإذا كان (اللبن) يدُل على (الهُدى), وكانت (بان) تدل على (الظهور), فإننا نستنبط من اسم (لبنان) دلالة (ظهور المهدي) عليه السلام.

وفي ختام هذه المقال, استميح العذر من الأشخاص أو الجهات التي سمحت نفسي التطفل على أسماءها وإظهار ما كان يخلدُ في فكري من معانيها, وتبقى هذه التعليلات مجرد خواطر وتأمُلات لهم الحق في تقبُلها أو رفضها بحسب فكرهم ومعتقداتهم واستعدادهم النفسي.
راجياً أن يكون المولى عز وجل قد وفقني إلى الصواب وسداد الرأي.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين, وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

مراجع:
- كتاب عقد الدرر في أخبار المُنتظر.
- قاموس مختار الصحاح, لأبي بكر الرازي.
- مختصر تفسير ابن كثير.
- موقع ويكيبيديا.

هوامش:
(7)  من كتاب عقد الدرر في أخبار المنتظر في باب الصوت والهَدَة والمعمعة.
(8) قاموس مُختار الصحَاح, الجذر (أيا).
(9) كتاب عقد الدرر في أخبار المنتظر, الفصل الثالث, في الصوت والهدة والمعمعمة والحوادث.
(10) أخرجهُ الإمام أبو عمرو المُقري في سُننه سنن الداني لوحة 119-120. 


مواضيع ذات صلة على هذا الرابط:

* نُشر لأول مرة في مدونة المسبار السحري بتاريخ 14-9-2007
فكرة وإعداد : م.وليد عايد القراعين



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق